PDA

View Full Version : فيرينتسفاروش-هونفيد: ندية وصراع من عبق التاريخ



masrytotal
03-18-2013, 01:32
http://ar.fifa.com/mm/photo/classic/rivalries/02/03/04/89/2030489%5ffull-lnd.jpg


ن استعمال مصطلح "ديربي" للدلالة على التنافس بين ناديين لا يخضع دائماً لاعتبارات موضوعية. إذ ليس من الضروري أن يجمع اللقاء بين أفضل فريقين من نفس المدينة أو المنطقة حتى يصح أن نُطلق عليه لفظة "ديربي"، ذلك أن قوة كل طرف من الطرفين في مرحلة من مراحل التاريخي ليست هي المعيار الذي يجب اعتماده في هذا الصدد.

فلنأخذ ما تعيشه مدينة بودابيست على سبيل المثال. تخيل أنك في الحي رقم 19، وأمام ملعب جوزيف بوزيك معقل نادي هونفيد، الذي يقع في شارع فيرينك بوشكاش. واصل السير غرباً حتى تصل إلى ناصيته ثم استمر ما يزيد قليلاً عن خمسة كيلومترات، في خط مستقيم تقريباً، وستصل إلى النقطة الرئيسية الثانية من هذه القصة: ملعب فلوريان ألبرت، حيث يستقبل فيرينتسفاروش ضيوفه.

هذه الأسماء الثلاثة التي سبق ذكرها تخلد ثلاثة من أعظم لاعبي كرة القدم المجرية والعالمية من جهة، كما ترمز لمنافسة تاريخية ولو أنها لا تجمع بين الناديين الأكثر نجاحاً في البلاد. على رأس هذا التصنيف يوجد فيرينتسفاروش، الذي فاز بأكبر عدد من البطولات في المجر، وهونفيد، المتأرجح في منزلة بين منزلتي إمتيكي وأويبيست، وهما فريقان آخران من العاصمة. ولكن هذا التنافس بين فيرينتسفاروش وهونفيد ترسخ وبلغ ذروته في عز مرحلة المجد التي عاشتها كرة القدم المجرية إلى أن أصبحت المباراة بين الفريقين بمثابة مواجهة كلاسيكية على مر السنين والمواسم.

أصول الصراع
خلال العقود الأولى التي تلت إطلاق بطولة الدوري المجري في عام 1901، كانت السيادة حكراً على فيرينتسفاروش وإمتيكي وأويبيست، حيث فاز هذا الثلاثي بما لا يقل عن 41 لقباً من أصل النسخ السبع والأربعين الأولى حتى عام 1949 (عندما تم إيقاف البطولة لمدة عامين بسبب الحرب العالمية الثانية).

لكن ما دخل عام 1949 في قصتنا هذه؟ لأن في ذلك العام، اعتمدت الحكومة المجرية النظام الشيوعي مرجعاً للحكم، ما يعني أن المؤسسات العامة أصبحت مسيطرة على مختلف أندية كرة القدم. وهكذا، أصبح كيسبيست فريقَ الجيش (هونفيدسيج باللغة المجرية) لذلك تمت إعادة تسمية النادي "هونفيد". في العام التالي، كان الفريق قد عزز صفوفه بلاعبين بارزين ليصبح ذائع الصيت في العالم، حيث انضم إلى فيرينك بوشكاش وبوزيك جوزيف (اللذين كانا من قبل يدافعان عن ألوان كيسبيست) نجوم من أمثال ساندور كوشيس وزولتان زيبور، اللاعبان السابقان في فريق فيرينتسفاروش، علماً أن المدرب حينها كان هو الداهية سيبيس جوستاف، ربان سفينة المنتخب المجري.

وبين عشية وضحاها، تحول هذا النادي من فريق لم يفز أبداً بلقب البطولة الوطنية إلى واحد من أكبر العمالقة في تاريخ البلاد. أما فيرينتسفاروش، الذي كان أويبيست هو غريمه التقليدي حتى ذلك الحين، فقد وجد نفسه ينافس خصماً جديداً في النضال من أجل الهيمنة على كرة القدم المجرية.

أرقام وحقائق
العهد الذهبي الأول للهونفيد لم يستمر سوى ست سنوات، مستغلاً فترة التراجع التي شهدها فيرينتسفاروش، الذي لم يكن معتاداً على رؤية هيمنته تتهاوى أمام صعود كيسبيست. ففي موسمي 1947/1948 و 1948/1949، كان فيرينتسفاروش قد فاز في جميع المباريات الأربع التي دارت رحاها بين الفريقين.

وبعدها، بين عامي 1949 و1956، تقابل الخصمان 15 مرة، حيث حقق هونفيد أحد عشر فوزاً مقابل أربعة تعادلات. خلال هذه الفترة، تمكن أبناء سيبيس جوستاف من تسجيل 53 هدفاً أمام منافسهم الأكبر، مقابل 17 فقط في مرماهم، علماً أن أكبر نتيجة لصالحهم تعود لعام عام 1952 حين انتصروا 9-1، علماً أن هونفيد توج بطلاً للمجر في مواسم 1949-1950، 1950، 1952، 1954 و1955.

أما فيرينتسفاروش، الفائز بدرع المسابقة في عام 1949، فقد تعين عليه الإنتظار لمدة 14 سنة، حتى عام 1963، ليتربع على عرش بطولة المجر مرة ​​أخرى، وكان ذلك بقيادة معشوق جماهيره ألبرت فلوريان.



أساطير وحكايات من الماضي
إذا كنا قد طرحنا السؤال "لماذا بدأ كل شيء في عام 1949؟"، فيجب أن نحاول كذلك فهم أسباب توقف هيمنة هونفيد في عام 1956. مرة أخرى، الجواب يكمن في السياسة مرة أخرى. ففي تلك السنة، اندلعت الثورة المجرية، حيث تمرد الشعب ضد الحكومة الشيوعية التي فرضها الإتحاد السوفييتي. عندما بدأت الأحداث في المجر كان هونفيد يتواجد في أسبانيا لمواجهة أتلتيك بيلباو في إطار النسخة الثانية من مسابقة كأس أوروبا للأندية، الذي حل محله دوري أبطال أوروبا UEFA. وبعد الخسارة 3-2 في مباراة الذهاب، قرر اللاعبون عدم العودة إلى المجر، حيث كانت القوات المسلحة السوفيتية تضرب بقوة لقمع الإنتفاضة، فتم الإتفاق على خوض مباراة الإياب في بروكسل. أُقصي الفريق من المسابقة بعد التعادل 3-3، ليحدث انقسام في صفوف لاعبيه، إذ هناك منهم من عاد إلى دياره، بينما فضل البعض الآخر البقاء في الخارج بحثاً عن ناد جديد. وهكذا، انتهى الأمر بانتقال بوشكاش إلى ريال مدريد، وكوتسيس إلى يونج فيلوز زيورخ وزيبور إلى روما. ونتيجة لذلك، تم تعليق نسخة عام 1956 من البطولة المجرية، وفي السنة التالية، وجد هونفيد نفسه على حافة الهبوط. وبعد 25 سنة، وبالضبط في عام 1980، عاد النادي مرة أخرى ليتوج بدرع البطولة في بلاده. في تلك السنة، بدأت مرحلة مجد جديدة في تاريخ هونفيد حيث فاز بثمانية ألقاب إضافية، كان آخرها في عام 1993، وذلك بفضل المهاجم لايوس ديتاري.

أما بالنسبة لنادي فيرينتسفاروش، فإن الإضطرابات السياسية كانت أقل تأثيراً، ولو أنه خضع أيضاً لإعادة التسمية، حيث كان يُطلق عليها حينها اسم إيدوز، وهو اسم نقابة العمال التي انضم إليها بين عامي 1949 و 1950، قبل أن يصبح اسمه كينيزي في عام 1951، تكريما لقائد أركان الجيش المجري خلال القرن الخامس عشر بال كينيزي. وظلت هذه التسمية سارية المفعول حتى عام 1956 المشؤوم.



وعلى الرغم من فترة عدم الإستقرار التي شهدها النادي في ذلك الوقت، إلا أن النسور الخضر ظلوا قادرين على الصمود أكثر من منافسهم الأكبر. فخلال الستينات أشرف ألبرت على تدربب الفريق. وفي موسم 1964/1965، أصبح النادي المجري الأول والوحيد الذي يفوز ببطولة أوروبية حتى الآن، إذ تُوج بكأس المعارض، التي حل محلها كأس الإتحاد الأوروبي والدوري الأوروبي في السنوات الأخيرة. ففي المباراة النهائية لتلك النسخة، فاز فيرينتسفاروش على يوفنتوس. ولكن حتى خلال هذه الفترة، كان هونفيد لا يزال منافساً شرساً لفيرينتسفاروش، إذ يبدو أن التنافس الحاد بين الناديين في الخمسينات ترك بصماته خالدة إلى الأبد.

الحاضر
تزامن حلول القرن الحادي والعشرين مع ما بايُصطلح عليه في المجر بـ"سقوط بودابست". ففي الواقع، بدأت الأندية الأربعة الكبرى في العاصمة تفقد هيبتها بالمقارنة مع مناطق أخرى من البلاد، التي أصبح من أهم ممثليها فيديوتون وزيكيسفيرفار وديبرتشن، وهي الأندية الثلاثة التي تقاسمت جميع الألقاب الوطنية فيما بينها منذ عام 2004، الذي شهد آخر تتويج لفيرينتسفاروش. إذا كان واقع العالم بكامله قد تغير، فما بالك بمدينة بودابست؟

هذا الأحد، عندما تطأ أقدام –اعبي الفريقين أرضية ملعب جوزيف بوزيك لخوض مباراة الجولة العشرين، سيكون على المحك ما هو أهم بكثير من التنافس على نقاط المواجهة بين صاحبي المركزين الخامس والسادس في الدوري المجري خلال الموسم الحالي. ذلك أن أنصار الناديين يدركون بدورهم أن الأمر يتعلق بشيء خاص جداً، بلقاء يعيد إلى الأذهان مرحلة ذهبية من تاريخ البلاد وفترة مجيدة من كرة القدم الوطنية.

aliko
11-30-2013, 14:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشكرك جزيل الشكر على هذه المعلومات
الاكثر من رائعة دائما مفيدة وقيمة ادعوك الى المثبرة
ونتمنى لك الخير دائما يا اخي الكريم
وشكرا جزيلا لكم على المعلومات