PDA

View Full Version : لماذا أفعل ذلك؟



maskzorro
06-06-2016, 18:43
لقد تعرضت على مدى السنوات القليلة الماضية لهذا السؤال مرات عديدة، وأعتقد أنه من الأفضل أن أقوم بكتابة مقال حول هذا الموضوع حتى يستوعب الناس الأمر ويتوصولون إلى استنتاجاتهم بأنفسهم حول هذا الموضوع الهام والمثير.

السؤال العام هو السؤال التالي الذي أرسله أحدهم لي عبر البريد الالكتروني مؤخرا.

إذا كنت تستطيع كسب المال من خلال نظم تداولك، فلماذا تكلف نفسك عناء تعليمها للأخرين أو تجهد نفسك في التعليم في حين أنه بإمكانك أن تقوم فقط بربح المال من التداول؟

أنا متأكد من أنك كشخص جربت عملية التداول والتعلم في لحظة ما فكرت في هذه السؤال أو دار في نفسك.

وللعلم هذا سؤال مشروع تماما، وهذا يتوقف على كيفية طرحه والتي سأشرحها بعد قليل، ولكن هذه هي إجابتي فيما يلي:

منذ حوالي 12 عام قررت أن أقوم بهذا الأمر(كنوع من العمل) والذي كنت متحمسا بشأنه، فإذا ما كنت سأقضي 1/3 أو 1/2 حياتي في هذا العمل، إذن فمن الأفضل أن يكون شيء أكون متحمسا بشأنه كثيرا، على الرغم من أن لدي الكثير من الميل البسيط، إلا أن لدي عدد قليل منها أشعر بالحماس نحوه بشدة وأفكر به يوميا وهو كالتالي:

- التداول

- التدريس / تدريب المتداولين

- اليوغا / التأمل

- العمل الخيري

- رياضة الرماية أو إشهار سيف الساموراي

وبخلاف ذلك لا أستطيع أن أتخيل نفسي أمارس أي شيء أخر في حياتي العملية اليومية.

فإذا حدث وعلقت على جزيرة مهجورة وكان لدى ما يكفيني من الغذاء والمأوى بالإضافة إلى جهاز "لاب توب" وقدرة على الاتصال بشبكة الانترنت، فستجدني أقوم بالتداول وتدريب المتداولين.

لماذا؟

لأنني شغوف بها وأعشقها بشدة.

وهو نفس الشيء الذي كان لدى "جون كولترين" عندما ظل يعزف حتى الساعة الرابعة صباحا (بعد قيامه بالعزف لمدة 3 ساعات قبلها).

وهو نفس الشيء الذي كان لدى "مايكل جوردان" عندما عاد الى صالة الالعاب الرياضية بعد يومين فقط من فوزه ببطولة الرابطة الوطنية لرياضة الجامعات (كطالب في الصف الأول).

إذا كان لديك هذا الشغف والحماس، فسوف يساعدك على التغلب على بعض أكبر العقبات التي تقف حجر عثرة في طريق تحقيق نجاحك، وصدقني سوف تواجهها في التداول.

التقاعد والشغف

لقد سألني مرة رجل أعمال يمتلك عشرة ملايين دولار وهو لا يزال يعمل حوالي 45 ساعة في الأسبوع وهو في سن الخمسين قائلا: ما هو التقاعد؟

هل هو أن تفعل ما شئت كل يوم متى شئت؟ إذا كان الأمر كذلك، إذن فأنا شخص متقاعد لأنني أحب ما أقوم به.

هذا هو نص ما قاله لي قبل فترة طويلة ولقد طبعت مقولته تلك في ذاكرتي منذ ذلك الحين، واليوم أشعر بنفس حاله وأدرك مغزى ما قاله.

أدركت منذ وقت طويل أنه عندما أفعل شيئا أشعر نحوه بالحماس، فإنني أبذل فيه كل جهدي وزيادة، فإذا ما تعقدت الأمور، كنت أرى الهدف الأكبر، أما إذا سارت الأمور على ما يرام، فإنني أظل محتفظا بتركيزي ومحافظا على مكتسباتي، ومتى أصبحت الأمور مملة وأحيانا روتينية، أجد متعة في القيام بها وفي تحسين مهاراتي.

ببساطة عندما أفعل أشياء أشعر بالحماس الشديد نحوها فإنني أميل إلى بذل كل ما في وسعي عن الشيء الذي لا يكون لدي اهتمام حقيقي به بصرف النظر عن مسألة المال.

الحياة قصيرة ولا أدري إلى متى سأظل على قيد الحياة على هذا الكوكب، لذلك أريد فقط أن أقوم بالأشياء التي أشعر بالحماس الشديد نحوها، فإن القيام ببعض الوظائف المكتبية سيكون بمثابة تعذيب بالنسبة لي حيث أنني أكره رؤساء العمل وذلك النوع من العمل حتى ولو كان من أجل المال ولو كان عشر أضعاف ما أكسبه الآن. ولا أستطيع أن أحصى عدد فرص العمل التي سنحت لي وكان العائد المحتمل كبير ولكنها لم تثر إعجابي على الإطلاق.

أشعر أنني متصالح مع نفسي، فإذا ما قمت بفعل شيئ فقط من أجل المال (رغم أنني أكرهه) فإن ذلك سيكون بمثابة تعذيب بالنسبة لي، و سيعد هذاعدم احترام لذاتي. لقد تعلمت منذ زمن بعيد ألا أحرص على المال، وألا أفعل سوى ما أحب بنسبة 110٪، وعندما أفعل ذلك، فإن النتائج ستأتي، وحتى لو لم أحقق المال فإنني لا أزال سعيدا لقيامي بفعل ما أحب كل يوم.

المال

من المحزن دائما بالنسبة لي حقا أن يتصور الناس أن الدافع الوحيد لفعل شيء أو أي شيء يجب أن يكون المال، ففي أغلب الأحيان يكون الشخص الذي يطرح هذا السؤال لا يفعل ما يحبه في الوقت الحالي، وعلى الأرجح يؤدي ذلك العمل من أجل المال فقط. معظم الناس يسألون ويعتقدون: "إذا كنت تستطيع كسب المزيد من المال عن طريق التداول أكثر من التدريس (وهذا أمر صحيح - تعليقي)، إذن فلماذا تقوم بالتدريس؟"

إذا كان المال هو الدافع الوحيد أو الأهم في حياتي للقيام بفعل شيء ما، إذن لقمت فقط بالتداول ولكنه ليس كذلك.

حسنا - فلماذا تقوم بالتدريس أو تدريب المتداولين؟

لثلاثة أسباب بسيطة:

1) لا اريد أن أقضي 8 ساعات يوميا فقط في الضغط على الأزرار من أجل كسب المال - فهذا يجعلني أصبح كإنسان أشبه بآلة الصرف الآلي

2) طاقتي تصبح أكثر إبداعا عندما يكون يومي مليئ بالحركة من حيث الأنشطة، فالقيام بفعل شيء واحد لا يساعدني على تنشيط كل ما لدى من الأفكار الإبداعية

3) لدي رؤية مستقبلية لتدريب 10.000 متداول إلى أن يصبحوا رابحين، فإذا ما كانت معدلات النجاح هي (حوالي 25٪) كما يقال، فأنا أريد أن أحطمها جميعا. أريد أن أساعد الأخرين على العثور على طريقة التفكير بعقلية الوفرة بحيث يمكن أن تفعل ما تريد في الحياة، وتقضي ما تشاء من الوقت مع من تحب، فأنا أثمن أسلوب الحياة والخيارات التي لدي، فإذا كان بإمكاني أن أمنح الأداة التي يمكن أن تساعد الأخرين في تحقيق ذلك، إذن فقد أبليت بلاءا حسنا.

إن الأمر بهذه البساطة. لهذا السبب فإنني أقوم بالتدريس وأنا شغوف به، فحينما أقوم بفعل شيئ أشعر بالحماس تجاهه، فإنه يساعدني على تنشيط كل كياني بالإضافة إلى تحفيز جميع طاقاتي الإبداعية وذكائي الفطري، وعدم تنشيط هذه الأشياء يوميا يعد تعذيبا بالنسبة لي أو تراجعا في الأداء، وأشعر أنني أخدع نفسي (وغيري).

إن التداول والرماية واليوغا والتأمل والعمل الخيري وتدريب المتداولين يساعدني على تحقيق هذه الأمور، والتداول من أهم الأشياء على رأس قائمتي، ولكن بالصدفة كان تعليم الأخرين للتداول بنجاح أيضا في تلك القائمة.

وليس لأن هناك شخص الآن يريد الضغط على الأزرار طوال اليوم لمدة 8 ساعات من التداول، فهذا يعني أن ذلك شيئا سيئا. إذا كان هذا هو ما يشعره بالحماس والشغف، فبادر بالتداول ولا تتردد.

ولكن بالنسبة لي فإن لدي رؤية مختلفة لأسلوب حياتي ووقتي، حيث أن الوقت بالنسبة لي أثمن من المال، وسوف تجد هذا في معظم الناس الأثرياء أو الذين لديهم عقلية الوفرة، إذن لو أمكنني أن أربح الكثير من المال عن طريق التداول بأقل قدر من الوقت، بينما يمكنني القيام بمجموعة من الأنشطة الإبداعية الأخرى، إذن فلما لا؟

إن الأشخاص البائسين يعتقدون أنه إذا أمكنك التداول، فإنك لن تقبل على التدريس، وهم يستخدمون هذا المثل القديم:

"أولئك الذين يقومون بالتدريس لا علم لديهم، وأولئك الذين لديهم العلم لا يقومون بالتدريس."

إن الأغلبية لا يفهمون من أين جاءت تلك العبارة أو ما تعنيه حتى. وجاء ذلك من كتاب "تاو تي تشينغ" أو (الطريق إلى الفضيلة) ويستند إلى فلسفتهم في التعليم من خلال كيانك الفطري وأفعالك، وجزء من مبدأ "وو وي" أو (العمل بلا جهد). ثم تم تطبيقها على فنون الدفاع عن النفس كما تم تطبيق العديد من الأشياء من مذهب "الطاوية"، ولكن تم تحريفها فيما بعد. إذا لم يكن هناك معلمين لفنون الدفاع عن النفس، فكيف تسنى لنا إذن أن نتعلم فنون الدفاع عن النفس؟ وكيف تناقلناها؟ أرني همتك في تفسير ذلك الأمر.

في نهاية المطاف تم تطبيقها على التداول على الأرجح من خلال بعض غير الثقات من الناس الذين يدرسون العلم ولكن مع دون فهم حقيقي لمعنى المقولة الأصلية.

إن "مايكل جوردان" و"ليبرون جيمس" والعديد من الرياضيين الأخرين (من الرياضات الأخرى) الذين حققوا الملايين من لعب كرة السلة، يقومون بالتعليم في معسكرات التدريب (ويتقاضون أمولا نظير ذلك). هل رواتبهم من التدريب في هذه المخيمات = ما يكسبونه من ممارسة الرياضة؟ كلا، فلماذا يقومون بفعل ذلك؟

لأنهم يريدون مساعدة الأخرين على التعلم واكتساب المهارة، ويتبادلون المعرفة ولحظات المرح. هل تستطيع أن تقول لهم أنكم رياضيين مزيفين لأنهم يقومون بتعليم الطلائع والأشبال كيفية لعب كرة السلة؟ كلا، هل تعتقد أنهم يعلمون فقط الصغار أسلوب اللعب لأن المال كان الحافز أو أنهم ليسوا بلاعبين مهرة؟ كلا، إذن لماذا يعاب هذا الشيء نفسه على التداول؟

بالتأكيد هناك بعض الأشخاص المشكوك بنواياهم والذين من المحتمل أن لا يكونوا يجيدون التداول، وهم في الغالب مسوقين أكثر منهم متداولين ومحتالين كذلك أو يقومون بالتداول بنظام الهامش فقط، ولكن هناك البعض الذين يستطيعون التداول ولا يزال لديهم الرغبة في مساعدة الأخرين لأسباب خاصة بهم.

في النهاية تصل في مرحلة ما من مراحل حياتك حيث ينهال المال عليك أكثر مما هو متوقع، وعندها تصل إلى مفترق الطرق:
- إما أن تستمر في العمل فقط من أجل المزيد والمزيد من المال (طريق حب الذات والأنا) أو

- تكتشف شيئا جيدا تريد القيام به في حياتك من خلال مهاراتك

ولقد اخترت الخيار الثاني، على الرغم من قلة ما يمكن فعله مع المال، والكثير مع الخيار الثاني لأنه ليس لدي أي خيار في هذا الأمر، إذ ينبغي علي أن أفعل ما أشعر بالحماس نحوه، وأي تصرف أقل من هذا سوف يكون عدم احترام لكياني ومهاراتي وذكائي الفطري ولن يساعدني في إخراج تلك الطاقات الكامنة التي أشعر بها داخلي.