PDA

View Full Version : كيف نتخطى الحزن على من رحلوا عنا؟!



masrytotal
03-22-2013, 17:55
http://women.arabia.com/wp-content/uploads/2012/12/98174253.jpg


أي إنسان فقد شخصًا عزيزًا على قلبه يألف شعور الحزن الساحق الذي يغلبنا في محاولتنا لتقبل واقع رحيلهم. أحيانًا يكون الحزن متوقعاً حين نعلم نهاية مرض مميت أو نتوقع موتًا قريبًا لذا يبدأ الحداد فعلًا قبل رحيل الشخص. ولكن في معظم الأحيان لدى حدوث الموت لا نكون مستعدين لهذه التجربة القوية والمؤلمة نفسيًا والتي تسحق وجودنا بأكمله مؤقتًا.

بعد مواجهة أي خسارة عزيزة نمرّ بكل أنواع العواطف وبعضها لم نختبره من قبل. أحيانًا يكون من الصعب أن نفسر أو نعبر عما نشعر به لأننا نمر بالكثير من المشاعر الجديدة. والأسوأ من ذلك أنه غالباً ما تكون تلك المشاعر قوية لدرجة أننا نظن بأنها لن تزول أبداً.

موجات المشاعر التمهيدية التي تجرفنا بعيداً إلى أعماق البحر المظلم والموحش الصدمة والغضب والحزن والذنب والاستياء والخوف والضياع. إن وضع حد لهذه المشاعر هو عبارة عن مواجهة شخصية تختلف من شخص لآخر بحسب الخسارة الواقعة. وهذه الاختلافات تتأثر بالشخصية وتقبّل الألم وطريقة المواجهة ومدى التعلق ونمط التصرف تجاه الموت وحياة ما بعد الموت والثقافة وأي تجربة سابقة مع خسارة شخص عزيز ونظام الدعم.

وللأسف فإن بعض الأشخاص لا يعترفون بهذه الاختلافات ويحملون اعتقادات خاطئة بأن هناك قوانين متبعة في عملية الحداد.

ومن هذه الأساطير:

- يجب أن يدوم الحداد سنة تقريباً: لا وجود لإطار زمني يحدّ محاولة التعافي من خسارة شخص عزيز.

- ستشعرين بتحسن إذا تجاهلتيه أو شغلت نفسك بنشاطات أخرى: من المهم جداً إبقاء نفسك منشغلة ببرنامج يومي ولكن بهدف التعافي بشكل صحي ونهائي لا يجب عليك قمع تلك المشاعر الصعبة والمؤلمة ولكن عليك مواجهتها والتعامل معها.

- البكاء جزء مهم وأساسي من هذه العملية: نعم إنه كذلك ولكن لا يستطيع الجميع البكاء والأهم من ذلك لا يشعر الجميع بالراحة بالبكاء أمام الغير بينما آخرون لا يستطيعون التوقف عن البكاء. ولكن لا تستخدمي ذلك كمعيار لقياس مدى سهولة أو صعوبة الحداد على أحد.

- عليك الحداد لوحدك: إن الدعم الاجتماعي من أفضل الطرق للشفاء لذلك حتى ولو شعرت بالحاجة للعزلة أحياناً فإن قضاء الوقت مع الآخرين قد يكون مساعداً أو مريحاً.

- الحداد عملية نفسية فقط: للأسف هذا الاعتقاد خاطىء فالعقل والجسد مرتبطان بشكل وثيق من جميع النواحي. لذلك يجب متابعة عادات النوم والأكل عن كثب لكي لا يدخل النظام في دوامة من الصحة الجسدية والنفسية الضعيفة.

- الأشخاص اليافعون يتخطون الحداد بشكل أسرع: العمر ليس مؤشرًا عن الطريقة التي قد يحزن بها الشخص.

وبهدف تسليط المزيد من الضوء على هذه الدوامة العاطفية قام علماء نفس مثل إليزابيث كوبلير- روس بالتحدث عما يعرف بالمراحل الخمسة للحزن وهي:

الرفض:”لا يمكن أن يحدث هذا لي”.

الغضب:”لماذا يحدث هذا؟ على من يقع اللوم؟”.

المساومة:”لا تسمح لذلك بالحدوث وفي المقابل سوف…”.

الاكتئاب:”أشعر بحزن شديد لا يسمح لي بالقيام بشيء”.

القبول:”لقد تقبلت ما حصل وأشعر بسلام الآن”.

هذه المراحل معقدة ومتعددة الوجوه. بعض الأشخاص يبقون في مرحلة أطول من الآخرين أو حتى يتراجعون إلى مراحل متأخرة مع مرور الوقت قبل الوصول إلى القبول.

على الأرجح أن أكثر شعور مدمر وأهم جزء من هذه المحادثة هي التعامل مع الذنب الذي لم يتم حله. طبعًا الوقاية أفضل بكثير من العلاج وبالتالي علينا أن نقدر ونهتم بمن نحبهم خلال وجودهم في حياتنا لكي لا نندم عندما يرحلون.