PDA

View Full Version : صعب تلاقى حد يبيعلك دولار دلوقتى



abdelrahman gamal
07-30-2016, 00:05
«صعب تلاقى حد يبيعلك دولار دلوقتى»، هكذا كان الرد حينما حاولت شراء مبلغ ألف دولار من إحدى شركات الصرافة بشارع التحرير، ليكمل موظف شباك الصرف حديثه، قائلاً: «إحنا أصلاً كنا شاريينه غالى عشان كده صعب تلاقيه، وحتى لو لقيته هتلاقيه أقل حاجه بـ12 جنيه و70 قرش، أو ممكن تستنى يومين تلاتة بقى عقبال ما الدنيا تهدى شوية».

لم يختلف الوضع كثيراً فى بقية شركات الصرافة التى امتلأت بها الشوارع الرئيسية لمنطقة الدقى، فرغم كثرة هذه الشركات، فإن عملية البحث عن «دولار» أصبحت من المستحيلات، خاصة إن لم تكن من العملاء المعروفين لهذه الشركات التى ربما اقتصرت تعاملاتها على «زبائنها» المترددين عليها باستمرار خوفاً من حملات التفتيش المفاجأة التى أدت إلى إغلاق كثير من الشركات فى الأيام القليلة الماضية، فيقول موظف الصرف بإحدى شركات الصرافة بشارع محيى الدين أبوالعز: «لا والله ما عنديش دولار وأنا أصلاً لا ببيع دولار ولا حتى بعرف اشتريه، لأن أنا بشترى بالسعر الرسمى اللى هوه 8.88 فبالتالى مفيش حد بيرضى يبيع لى حاجة عشان كده صعب اتصرف لك فى دولارات». فى حين اختلف الأمر فى إحدى شركات الصرافة بشارع مصدق حيث كان رد موظف الصرف «ممكن أعرف أتصرف لك فى المبلغ بس تعالى لى الساعة 2 كده وأنا هحاول أجيبهم لك بس هيكون سعره 12.95».

ومن ناحية أخرى، قالت إحدى «الزبائن» التى كانت تريد بيع مبلغ من الدولارات فى إحدى شركات الصرافة بشارع التحرير: «أنا معايا 70 دولار كنت عايزة أغيرهم بس هوا كان عايز ياخد الدولار منى بـ 8.88 فمرضتش أبيع ليه، هما بيستغلوا إن الحكومة قالت سعر الدولار نزل بس كده كده يومين وهيرفع تانى أبقى آجى أغيرهم بقى». أما فى وسط البلد، تبدو الأجواء هادئة أمام شركات الصرافة، بعضها مغلق تماماً، والبعض الآخر يفتح أبوابه أمام الوافدين عليها، ولكنهم يعلنون رفضهم للتعامل فى «الدولار»، سواء بيعاً أو شراءً. وفى إحدى كبرى شركات الصرافة فى وسط البلد، والتى تقع فى شارع البستان، يقول أحد العاملين فيها، إن الشركة لا تتعامل سوى مع التجار الكبار، وذلك من خلال إظهار السجل التجارى والضريبى لصاحب العمل، ولكن حتى هؤلاء لا تصرف لهم الشركة أى دولارات فى الوقت الحالى، وذلك وفقاً لتعليمات صارمة من صاحب شركة الصرافة، وعند سؤاله عن سعر الدولار، أجاب إجابة قاطعة: «مفيش دولار للبيع هنا».

وبجوار شركة الصرافة، يجلس أحد السماسرة، يبدو طويل القامة نحيلاً، يتحدث بقلق، ويبدو عليه علامات الارتياب، قائلاً: «إنتى عايزة عملة»، وبعد سؤاله عن سعر الدولار، قال: «بعد ساعة هشوف لكن مفيش دلوقتى والسعر بـ12 ونص».

وفى شارع محمود بسيونى، فى وسط البلد، حيث يقع عدد من شركات الصرافة، بعضها مغلق، والبعض الآخر، أعلن عدم تعامله فى الدولار، طالبنا أحد الموظفين بصرف 500 دولار، ولكنه أجاب إجابة قاطعة: «مفيش دولارات»، وعند سؤاله: «ليه هو محدش بييجى يبيع»، أجاب: «الناس بتيجى نقولها البيع بـ11 بتمشى»، تلك الردود الرافضة للتعامل المعلن فى الدولار، تشاركت فيها باقى شركات الصرافة فى منطقة وسط البلد.

ولكن «الوطن» وجدت باباً خلفياً آخر، للتعامل فى العملة، حل محل شركات الصرافة، وهى البازارات، حيث يقف مندوبون عنهم، بجوار شركات الصرافة، يستقبلون الزبون، الذى خاب أمله فى رحلة البحث عن الدولار، يتأكدون من هويته أولاً، وبأنه يرغب فى الشراء لأسباب سفر أو غيرها، ثم يقودونه لصاحب البازار، وهو رجل فى الستين من عمره، شعره أبيض، نظرته ثاقبة، بدت عليه أيضاً علامات الشك والارتياب، ولم يطمئن سوى بعد رؤية البطاقة الشخصية لمحررة «الوطن»، التى كان مدوناً عليها خريجة آثار، قال: «عايزة كام دولار»، وأجابته: «500 دولار بس»، أجاب بـ13 جنيهاً، يعنى 6500 جنيه»، وبعد لحظات من الصمت، قال: «بتشاورى عقلك ليه، إنتى فاكرة أنه موجود أصلاً، متخيلة السعر كام»، وعند إجابته بأن الصحف أعلنت اليوم سعر الدولار فى السوق السوداء بـ11 جنيهاً، قال خاتماً حديثه: «كلام جرايد».