PDA

View Full Version : نبذة عن العملات الناشئة



mahmoud552
09-29-2016, 20:00
نبذة عن عملات الاسواق الناشئة
قام العديد من المستثمرين بضخ الأموال إلى الأسواق الناشئة خلال الأعوام الأخيرة الماضية، و منجذبين من فكرة النمو السريع لهذه الاقتصاديات و الذي سوف يوفر بيئة اقتصادية أفضل من القارة الأوروبية التي تعاني من تداعيات أزمة الديون الأوروبية أو حتى الأمريكية التي لا تزال تكافح للخروج من الازمة الائتمانية العقارية الأخيرة.
إلا أن المستثمرين ببداية العام الجاري أفاقوا على مفاجأة غير سارة على الإطلاق عندما بدأت أسهم الاقتصاديات المتقدمة بالانخفاض الشديد مما آثار سلبا على أسهم عملات الاقتصاديات الناشئة بالتبعية، و هذا ما دفع البنوك المركزية في كلا من تركيا و جنوب أفريقيا و الهند لرفع سريع و كبير في أسعار الفائدة لإنقاذ سعر صرف عملاتهم.
السبب الأساسي و المباشر لهذا الانهيار قرار الفدرالي الأمريكي الأخير في كانون الأول ببدء عمليات السحب للجولة الثالثة من سياسة التخفيف الكمي ابتداءا من كانون الثاني 2014 و هذا مع المراهنات بأن الاقتصاديات العالمية المتقدمة و خاصة الولايات المتحدة الامريكية تظهر تطورا اقتصاديا واضحا.
المستثمرين حيال هذا الموضوع انقسموا إلى شقين: المتفائلين يرون بان الهبوط الحاد للأسهم و العملات يعد فرصة جيدة لشراء من الاسفل و تحقيق المكاسب خاصة مع المراهنات بان الذي حصل أزمة سوف تنتهي و ستعود الأسواق إلى سابق عهدها، و القسم الثاني الذي يتساءل ما إذا كان ذلك ينبغي لهم وضع أموالهم في الأسواق الناشئة حتى و لو كان ذلك يعني تحمل خسارة، اما أنه يتحتم عليهم سحب اموالهم و وضعها في الأسواق المتقدمة.
أسباب انهيار عملات الأسواق الناشئة
الجميع متفق على أن السبب الرئيسي لانهيار العملات هو قوة الدولار الامريكي بعد بدء عمليات سحب سياسة التخفيف الكمي في كانون الثاني بقيمة 10 مليار دولار أمريكي شهريا ليصل البرنامج بنهاية آذار 2014 إلى مستويات 55 مليار دولار أمريكي مقارنة بالمستويات الفعلية للبرنامج عند 85 مليار دولار، و تعهد البنك الفدرالي بإنهاء عمليات السحب في خريف 2014.
عمليات السحب لبرنامج التخفيف الكمي هامة للغاية كون المستثمرين الذين قاموا في ما مضى بوضع أموالهم في الأسواق الخارجية ( الناشئة) بحثا عن عوائد أعلى على استثماراتهم بدلا من الولايات المتحدة الامريكية و القارة الاوروبية التي قام تثبيت أسعار الفائدة الصفرية لفترة مطولة من الوقت بالإضافة إلى ارتفاع المخاطرة مقارنة بالعائد.
الحديث عن بدء سحب البرنامج يعكس المعادلة كونه سوف تثير التوقعات بأن أسعار الفائدة قد ترتفع على المدى المتوسط و الطويل مع التطور الاقتصادي الذي تعيشه الولايات المتحدة، و هذا دافع للمستثمرين للقيام بالعملية العكسية بسحب الأموال من الأسواق الخارجية بما فيها الناشئة و إعادتها إلى الولايات المتحدة الامريكية.
البيانات الاقتصادية السلبية التي صدرت عن الصين منذ بداية 2014 و التي دعمت احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين كانت أيضا من أسباب إثارة المخاوف من أن الأسواق الناشئة ولا سيما تلك التي تعاني عجزاً في موازين معاملاتها الجارية ربما تلقى صعوبة في دعم عملاتها هذا العام.
مدى تأثر عملات الأسواق الناشئة من الحديث عن بدء الفدرالي سحب سياسة التخفيف الكمي
مدى تأثر عملات الأسواق الناشئة يعتمد على ثلاثة عوامل رئيسية
1- قوة هذه الاقتصاديات العملاقة و قدرتها على امتصاص التأثير السلبي لأي أزمة فالصين على سبيل المثال ثاني اكبر اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
2- مدى تأثر هذه البلدان يعتمد على مدى اعتماد هذه البلدان على التدفقات المالية من الخارج ، فالبلدان التي تستورد أكثر مما تصدر في حاجة لاستمرار التدفق النقدي الخارجي إليها، لذلك فأن عمليات السحب للأموال منها يكون تأثير سلبي كبير على عملاتها أكثر من البلدان التي يكون اعتمادها أقل على الواردات.
3-العامل الثالث في المعادلة أيضا هو الاقتراض الكبير بالعملات الأجنبية و هذا بحد ذاته مشكلة كبيرة جدا للاقتصاديات الناشئة، فالبلدان التي تعاني من ارتفاع في الديون بالعملات الاجنبية يضعف من عملتها على حساب عملات البلدان التي تم الاقتراض منها، و الصين و روسيا خير مثال على ذلك كونها من أكبر البلدان المقرضة للبلدان الناشئة و المتقدمة على حدا سواء.