bahoma310
12-01-2016, 12:16
بالإضافة إلى الحقيقة (الواضحة) بأن الفعل لا بد له من فاعل، يمكننا أن نستنبط مزيدا
ً من الاستنتاجات. عندما نقول إن فرد ً ا يقوم بفعل متعمد، فنحن نعني أن لديه غرضا أو
هدفً ً ا في عقله. تذكر أننا لا نقول إن كرة البيسبول «تريد أن تسقط أرضا»، لكننا نقول:
«هبط قائد الهليكوبتر بالطائرة لأنه أراد قضاء حاجته.»
إذن نحن نرى أننا حني نتحدث عن الأفعال املتعمدة التي يقوم بها الآخرون فنحن
نقول ضمنيٍّا إن هؤلاء لديهم آراء أو رغبات بشأن وقوع الأحداث في العالم من حولهم.
وفي مجال الاقتصاد نستخدم كلمة «تفضيلات» لوصف هذه املشاعر؛ فالأفراد يتصرفون
مثلما يتصرفون لأنهم «يفضلون» أن تجري الأمور بطريقة معينة وليس بطريقة أخرى.
ًمثلا عندما نقول: «شرب بيل الصودا لأنه كان ظمآنً ً ا.» فنحن بطبيعة الحال أيضا نقول:
«... وبيل يفضل ألا يكون ظمآنًا.» (حتى لو لم نتفوه بهذه الكلمات). ولا معنى لأن
نقول: «شرب بيل الصودا لأن ٢ + ٢ = ٤ .«والسبب وراء منطقية قولنا إن «بيل شرب
الصودا لأنه كان ظمآنًا» أننا نستطيع قراءة ما بني السطور، واستنتاج شيء لم يُقل وهو
ً أن بيل لم يكن سعيدا بشعوره بالظمأ.
لعلك لاحظت أن هناك حقيقة أخرى لم تُقل لكنها مفهومة ضمنًا من عبارتنا
البسيطة حول تناول بيل الصودا. فعندما نقرر تصنيف سلوكه على أنه فعل متعمد،
ً فنحن نقرر أيض ً ا أن بيل نفسه لا بد أنه يعتقد أن تناول الصودا يروي الظمأ. فمثلا
إذا تصورنا أن صندوقًا من الصودا سقط من طائرة على قرية بدائية، فربما لا يكون
لدى الأشخاص الذين يعثرون عليه أي فكرة عن أن فتح غطاء العلبة وإفراغ السائل في
أفواههم من شأنه أن يزيل عنهم الشعور بالظمأ. (وبالتأكيد لن يدركوا حجم الضرر
ً الذي يمكن أن تسببه هذه الصودا لأسنانهم.) بدلا من ذلك، ربما يعتبرون العلب أشياء
مقدسة (لأنها سقطت من شيء ضخم يحلق في السماء لم يروا مثله من قبل)، أو ربما
يستخدم موسيقيو هذه القرية العلب في أي فعل متعمد آخر لا علاقة له بالظمأ.
ً من املهم أن ندرك أن معتقدات املرء قد تكون خاطئة، ومع ذلك تكون دافعا للقيام
بفعل متعمد. على سبيل املثال: إذا عدنا بالزمن وشاهدنا الأطباء في مطلع القرن التاسع
عشر وهم يضعون ديدان العلق الطبية على أجسام مرضاهم، فقد نقول: «إنهم يفعلون
ً ذلك عمدا، لأنهم يفضلون أن يصبح مرضاهم أصحاء، ولأنهم يعتقدون أن فصد الدم
علاج ناجح.» (من ناحية أخرى، ربما يلجأ إلى ذلك الأمر شخص مسلح بمعرفة طبية
دقيقة ويضع ديدان العلق على جسم عدوه لأنه يريد أن يضعف قواه، ولأنه يعتقد أن
1
سحب جزء من دمه سيقوم بإنجاز هذه املهمة.)
سنتناول هذه النقطة بمزيد من التفصيل في الدرس التالي، لكننا هنا نشري إلى
أن الناس يستخدمون أجزاء من العالم لكي يحققوا أهدافهم. ويصف الفلاسفة هذا
الأمر بقولهم إن الناس يستخدمون وسائل لتحقيق غاياتهم. أما الاقتصاديون فيصفونه
بقولهم إن الأفراد يستخدمون «السلع» و«الخدمات» لإشباع تفضيلاتهم.
ً من الاستنتاجات. عندما نقول إن فرد ً ا يقوم بفعل متعمد، فنحن نعني أن لديه غرضا أو
هدفً ً ا في عقله. تذكر أننا لا نقول إن كرة البيسبول «تريد أن تسقط أرضا»، لكننا نقول:
«هبط قائد الهليكوبتر بالطائرة لأنه أراد قضاء حاجته.»
إذن نحن نرى أننا حني نتحدث عن الأفعال املتعمدة التي يقوم بها الآخرون فنحن
نقول ضمنيٍّا إن هؤلاء لديهم آراء أو رغبات بشأن وقوع الأحداث في العالم من حولهم.
وفي مجال الاقتصاد نستخدم كلمة «تفضيلات» لوصف هذه املشاعر؛ فالأفراد يتصرفون
مثلما يتصرفون لأنهم «يفضلون» أن تجري الأمور بطريقة معينة وليس بطريقة أخرى.
ًمثلا عندما نقول: «شرب بيل الصودا لأنه كان ظمآنً ً ا.» فنحن بطبيعة الحال أيضا نقول:
«... وبيل يفضل ألا يكون ظمآنًا.» (حتى لو لم نتفوه بهذه الكلمات). ولا معنى لأن
نقول: «شرب بيل الصودا لأن ٢ + ٢ = ٤ .«والسبب وراء منطقية قولنا إن «بيل شرب
الصودا لأنه كان ظمآنًا» أننا نستطيع قراءة ما بني السطور، واستنتاج شيء لم يُقل وهو
ً أن بيل لم يكن سعيدا بشعوره بالظمأ.
لعلك لاحظت أن هناك حقيقة أخرى لم تُقل لكنها مفهومة ضمنًا من عبارتنا
البسيطة حول تناول بيل الصودا. فعندما نقرر تصنيف سلوكه على أنه فعل متعمد،
ً فنحن نقرر أيض ً ا أن بيل نفسه لا بد أنه يعتقد أن تناول الصودا يروي الظمأ. فمثلا
إذا تصورنا أن صندوقًا من الصودا سقط من طائرة على قرية بدائية، فربما لا يكون
لدى الأشخاص الذين يعثرون عليه أي فكرة عن أن فتح غطاء العلبة وإفراغ السائل في
أفواههم من شأنه أن يزيل عنهم الشعور بالظمأ. (وبالتأكيد لن يدركوا حجم الضرر
ً الذي يمكن أن تسببه هذه الصودا لأسنانهم.) بدلا من ذلك، ربما يعتبرون العلب أشياء
مقدسة (لأنها سقطت من شيء ضخم يحلق في السماء لم يروا مثله من قبل)، أو ربما
يستخدم موسيقيو هذه القرية العلب في أي فعل متعمد آخر لا علاقة له بالظمأ.
ً من املهم أن ندرك أن معتقدات املرء قد تكون خاطئة، ومع ذلك تكون دافعا للقيام
بفعل متعمد. على سبيل املثال: إذا عدنا بالزمن وشاهدنا الأطباء في مطلع القرن التاسع
عشر وهم يضعون ديدان العلق الطبية على أجسام مرضاهم، فقد نقول: «إنهم يفعلون
ً ذلك عمدا، لأنهم يفضلون أن يصبح مرضاهم أصحاء، ولأنهم يعتقدون أن فصد الدم
علاج ناجح.» (من ناحية أخرى، ربما يلجأ إلى ذلك الأمر شخص مسلح بمعرفة طبية
دقيقة ويضع ديدان العلق على جسم عدوه لأنه يريد أن يضعف قواه، ولأنه يعتقد أن
1
سحب جزء من دمه سيقوم بإنجاز هذه املهمة.)
سنتناول هذه النقطة بمزيد من التفصيل في الدرس التالي، لكننا هنا نشري إلى
أن الناس يستخدمون أجزاء من العالم لكي يحققوا أهدافهم. ويصف الفلاسفة هذا
الأمر بقولهم إن الناس يستخدمون وسائل لتحقيق غاياتهم. أما الاقتصاديون فيصفونه
بقولهم إن الأفراد يستخدمون «السلع» و«الخدمات» لإشباع تفضيلاتهم.