PDA

View Full Version : هوامش



bahoma310
12-03-2016, 13:37
(1 (في عالم الواقع لا يكون الفرق بني رواد الأعمال وأصحاب رءوس الأموال
ٍّ ا، فسوف يجني صاحب رأس املال
ً واضحا. إذا كان قرض تجاري خاليًا من املخاطر حق
ً عائدا مضمونًا من وراء القرض الذي قدمه، وهو بذلك يبيع «خدمة» مقابل سعر متفق
ً عليه تماما مثل الشركة التي تبيع الكهرباء لرواد الأعمال. لكن ما يحدث أن صاحب رأس
املال الذي يُ ً قرض مشروع ً ا جديد ً ا دائما يشارك في املخاطر التجارية للمشروع بصرف
ً النظر عن البنود التي ينص عليها العقد. فهناك دائما احتمال وارد بإخفاق املشروع
وخسارة صاحب رأس املال كل شيء.
(2 (نحن نشري هنا إلى الأرباح والخسائر «النقدية» كيلا يختلط الأمر مع املفاهيم
الأعم للأرباح والخسائر «الشخصية» (أو «النفسية»)، وهو ما يكترث له صاحب العمل
من الأساس. على سبيل املثال: إذا كان صاحب العمل يقضي ٦٠ ساعة أسبوعيٍّا يكرس
ً خلالها أقصى ما لديه من جهد في مشروع جديد، ثم ينتهي به الحال وقد حقق أرباحا
نقدية قدرها ١٠٠ دولار شهريٍّا، فالأغلب أنه سيترك هذا العمل. حتى وإن حصل على
نقود أكثر مما أنفق، فإن «تكلفة الفرصة البديلة» لاستخدام جهده على هذا النحو
مرتفعة للغاية. يمكن لصاحب هذا املشروع أن يجني أكثر من ١٠٠ دولار شهريٍّا بأن
ً يغلق مشروعه ويعمل لدى رائد أعمال آخر أكثر نجاحا!
(3 (مرة أخرى قد يكون التمييز بني تلك الأدوار غري واضح في عالم الواقع. على
سبيل املثال: قد يدير شخص متقاعد ملعب بيسبول صغري مقابل الحصول على رسم
َّ متواضع من الأطفال الصغار لتسديد تكلفة توظيف الحكام وشراء امللابس الرياضية،
لكن ربما يكون في بذل كل هذا الجهد ترويح عن نفس هذا الرجل الذي يهوى كرة
ً البيسبول فحسب. وتحديدا إذا حدث أن أنفق الرجل أمواله في تحويل فناء منزله(الفسيح) إلى ملعب بيسبول، فسيكون واضحا أن املشروع لم يكن بغرض الربح حقٍّ
وأن الرجل لم يكن يبحث عن عائد مادي محدد من استثماره.
(4 (وضعنا كلمة «عادل» بني علامتي تنصيص لأن جميع العمليات التجارية في
ً اقتصاد السوق الحرة تكون طوعية وأيض ٍّ ا عادلة من منظور مهم جدا. فحتى لو باع
ً أحد املستثمرين منتجا بسعر أعلى مما دفعه في الحصول على املنتج، فلا يزال املستهلك
يقدر املنتج أكثر من النقود التي أنفقها في شرائه، وهكذا فإن املستثمر واملستهلك كليهما
استفادا استفادة شخصية من عملية التبادل.
(5 ( ً وضعنا كلمة «عادل» بني علامتي تنصيص لأن أي عقد عمل يكون عادلا في
السوق الحرة، بمعنى أنه يُ ً برم طواعية، فضلا عن أن العامل يقدر شخصيٍّا الأجر أكثر
من وقت الفراغ الذي يتنازل عنه عندما يقبل الوظيفة.
(6 (الأمور ليست على قدر البساطة الذي تبدو عليه في النص؛ ففي بعض الحالات
تكون هناك عوامل عديدة لا غنى عنها من أجل الحصول على املنتج النهائي، لذلك يكون
ِّ من الصعب فصل الإنتاجية الحدية لعامل واحد من هذه العوامل. (كيف يقتسم فريق
«بيتلز» املوسيقي الإيرادات التي يحققونها من الحفلات املوسيقية وعقود التسجيلات؟
ليس مجديًا أن نسأل: «كم ستنخفض املبيعات إذا لم يشارك بول مكارتني الفريق؟» لأنه
ٍّ لو فعلنا ذلك فسيبدو أن كلا من مكارتني ولينون يستحقان أكثر من نصف الإيرادات.)
مشكلة أخرى تكمن في أن زيادة عدد العمال يمكن أن يغري الإنتاجية الحدية للعمال
ً الأصليني، بمعنى أن املنافسة ستغري حتما من أجورهم إذا كانوا يحصلون من قبل على
أجر «عادل». وأخريًا هناك مشكلة أخرى وهي أن الإنتاجية الحدية للعمال ستختلف بني
ً نشاط وآخر. على سبيل املثال: إذا كان بوب سيضيف لريتا ١٢ دولارا، بينما لن يضيف
للمطعم املجاور سوى ١٠ دولارات فحسب، فسوف تفرض املنافسة أن يحصل بوب على
١٠ دولارات على الأقل. يمكنك الرجوع إلى كتاب متقدم في الاقتصاد لترى كيف يمكن
التغلب على تلك املشكلات.