PDA

View Full Version : الثقة في حاستك الداخلية عند التداول



mahmoud552
03-20-2017, 16:00
الثقة في حاستك الداخلية عند التداول "حدس التداول"


يتميز أفضل المتداولين بمقدرة دقيقة على استشعار أو "الاحساس" بالسوق وما قد يحدث بها مستقبلا. وغالبا ما يشار إلى هذا على أنه "حس داخلي"، وهو شيء أنا أعتمد عليه بكثرة في عمليات تداولي الخاصة. في رأيي، يجب على كل متداول أن يقوم بتطوير حسه الداخلي في التداول،وهو شيء يتأتى من خلال التدريب المناسب ثم الخبرة أو التعامل مع الرسوم البيانية أمام الشاشة. إن الحس الداخلي بالتداول هو شيء يتطور داخلك باستمرار كلما اكتسب المزيد والمزيد من خبرة التداول في السوق.ربما يفهم المقصود بالحس الداخلي على نحو أفضل من قبل المتداولين المبتدئين إذا ما اسميناه بحدس التداول أو توقعه، فهو مجرد حدس يستشعره العقل الباطن أو توقع لحدث قد يكون على وشك الوقوع.إن الإجراءات والنماذج المتكررة في السوق تؤدي أساسا إلى تولد مشاعر بديهية أو قد تثير أنواع من خبرات الرؤية المسبقة للأحداث. ويمر المتداول بتلك "الهواجس" تتبادر إلى الذهن وتثير ما نسميه "الحس الداخلي" للمتداول. إذا شاهدت شيئا بما فيه الكفاية، فإن عقلك سيمدك بفرضية متوقعة من النوع الذي هو على وشك الحدوث. من الواضح أن هذه "الأداة" في غاية القوة والأهمية والتي ستحتاج إلى تطويرها لتنتقل في النهاية إلى أفضل 10% من المتداولين الناجحين.

الممارسة تساعد على تشكيل الحس الداخلي


لقد قام اللاعب الرياضي المحترف بقدر كبير من الممارسة، ونتيجة لذلك فقد أصبح جيدا بما فيه الكفاية للوصول إلى الاحتراف، وقد لاعب جميع خصومه من كل الفئات والأساليب وهذا ما أعطاه الحس الداخلي للتنبؤ بخطوات خصومه التالية بصورة بديهية.
على سبيل المثال إذا قمت بلعب "التنس" أمام نفس الخصم أكثر من مرة، فسوف تتعلم أسلوب لعبه وفي النهاية لن تشغل بالك حتى بالتفكير، فسوف يصبح الأمر خاضعا للحس الداخلي وعليك فقط أن تتوقع أو "تحس" برميته التالية في داخلك قبل قيامه بها.
عندما يتعلق الأمر بالحس الداخلي للمتداول، وبعد أن تتقن استراتيجية تداولك، وقضاء ما يكفي من الوقت أمام شاشة التداول، عليك أن تبدأ في تطوير حاسة التداول تلك نتيجة لذلك. ثم مع قيامك بتحليل السوق، فسوف تصبح المسألة مزيج من آلية "هل أقبل أم أرفض؟" بالعقل الباطن لأخذ الصفقة أم تركها، والحس الداخلي بما قد يقوم به السوق مستقبلا، وهذا أشبه بما يقوم به لاعب التنس الذي يقرر القيام بضربة طائرة قوية عند قيام خصمه بإرسال لأنه "يحس" بما قد يقوم به خصمه في الخطوة التالية، وهناك أمثلة أخرى عديدة للحس الداخلي في الألعاب الرياضية وكذلك غيرها من المجالات، ولكن في جميع الحالات فهي لا تتطور سوى بعد الممارسة والخبرة الكافية. إن الموهبة البحتة قد تساعد، ولكنني أعتقد أنه بالتدريب وقضاء ما يكفي من الوقت أمام شاشة التداول، يستطيع أي شخص أن ينمي حاسة التداول الداخلية جيدا.

التداول بالحاسة الداخلية وبحركة السعر

إن استراتيجيات حركة السعر المختلفة التي نطبقها عند التداول، تصبح في نهاية المطاف مهارة مكتسبة بالنسبة للمتداول الخبير، ومع مرور الوقت سوف تساعد الحاسة الداخلية المتداول على تحديد ما إذا كانت "هذا الصفقة جديرة بالدخول أم لا؟"، قد لا يعي المتداول في بعض الأحيان سبب ميله إلى هذا الجانب من السوق أو ذاك، ولكن هذه هي آلية توقعهم اللاشعورية التي تؤثر على عملية صنع القرار لديهم. هذه الآلية لن تبدأ في الظهور بشكل واضح إلا بعد قضاء ما يكفي من الوقت في السوق أمام شاشة التداول.
ربما لا تفهم حتى ما يحدث عندما تبدأ في الإحساس بحاسة التداول الداخلية تلك في أول الأمر، ولكن كلما تعاملت أكثر وأكثر مع الرسوم البيانية ومع استراتيجية حركة السعر، كان هذا "المحفز" اللاشعوري أوضح، وذلك لن يحدث بين عشية وضحاها، فسوف يستغرق بعض التدريب في البداية، ثم يأتي دور الوقت والخبرة في السوق، ولكنك في النهاية سوف تنمي هذا الحس الداخلي بالاطلاع على حركة السعر على رسومك البيانية، وسوف يصبح هذا الحس جزءا من استراتيجية تداول الشاملة.