PDA

View Full Version : لَيلةٌ .. فِي غُـرفَــةِ أُنثَى حَزيِنةَ



loukili
05-04-2013, 17:29
تَصويرٌ لمكانٍ ..
بَدأ يَكونُ أشبَهُ بِمقبَرةِ أَشبَاحٍ ..!!

ظلآمٌ دَآمس ..
يَسكُنُ الزَّوايا ..!
وَجهٌ عَآبِس ..
يَخَافُ المرَآيا ..!
دَقَاتُ عَقارِبِ ساعَةٍ
تَتَقَدمُ .. بِـ وحشِيَّةٍ دُونَ رُجُوع ..!
وَ ضوءٌ خَافِت ..
يُمَارِسُ إشتِعَاله الأَخِير
علَى بقَـايا تِلكَ الشُّموع ..!
وَ حُرقةُ قَطراتٌ مالِحَةٌ
تتَأهب للسُقوطِ ..
ليُقَال عنهَا مُجرَّد : دُمُوع ..!
و أَلفِ .. آآآهٍـ .. وَ .. آآآهـ تَخرُجُ مِن أَعمَاقِ الصَّدرِ صاخبةٌ ..
لـ تَقتُل هُدوء الصَّمتِ المُهيمِنُ عَلى المَكانِ
لـ تُعَانِقها شَهقاتٌ خائِفة ..
مُبَللةٌ بِـ وَآبلٍ مِن عَذاب مرَار ..!
إقتِرَابٌ مِن أَصوَاتِ الجِرَاح ..
فَـ هَل لازَالَت تَسكُن هُنَا أَروَاح ..؟!!
وَ بَعد الإِقتِرَاب ..
هُنَاكَ فِي آخِر زَاوية .. مِن الغُرفَةِ المُظلِمة
يَرتَمِي جَسدُ أُنثَى .. فِي عقدِهَا الثَّانِي
مُطَأطِئةً رَأسُها ..
مُدفِنَة العيُون ..
سَابِلةٌ شَعرُها فِي جُنون ..!
حَاضنةً رَجفَة رُكبَتيَها .. بِرَعشَةِ ذِرَاعَيها
وَ كَأنها تُمارِسُ .. طُقُوسِ الإحتِضار الأَخِير
عَلى ألحَانِ زفرَاتِ نَـاي ضِلعِها الحَزِين ..!
بَعدَ أَن أَيقَنت أنَّ الفَرح عَلى قلبِها أَصبَح مُحَال
و أَنين الحُزنِ .. بِجبروتٍ أَخذَ فِي صَدرِها يَختَال
فلآ الإبتِسَام .. و لآ الأَحلَام ..
و لآ الآمَـالِ .. و لآ الخَيَال ..
إستَطَاعت أَن تَرسُم لهَا الحيَاه .. و تُحَقِقَ المَنال ..!
فَـ هاهُو قَلبُها الضَّعِيف ..
يُقَلَّبُ بَين يدِ الأَقدَار
و يُزهَقُ بِقبضَةٌ لَعنَةِ الظُروفِ
دُونَ شُعورٍ بِذنبٍ أَو خَوف ..!
فـ هَل حُرِّم الحُب بِـ تشرِيعٍ مِن الظُلمِ و الجَبَرُوت
أَم أَنَّه إقتِصَاص مِن فَرحَة القَلبِ ..
حتَّى يُخنَق فـ يُقتَلُ مِن دُونِ صَوتِ ..!
فَـ لآ مَرآسِمَ تشيِيعٍ .. ولآ حُضنِ تَابُوت ..!
أَم حُكِم علَيها .. بِـ مرَارة الحِرمَان
خَلف قُضَبانِ .. الصَّمتِ و الكِتمَان
لِـ يُصبِحَ الدَّمعُ .. هُوَ الجلَّاد ..
و المُجتَمَع لَها سَجَّان ..؟!
لِـ يَبقَى قَلبُها فِي حُرقَةٍ و ذُهُول
و أَزهَارِ العُمرِ يعتَصِرُها الذُّبُول ..!
وَ سَنوَاتِ الإِحتِضَارِ ..
عَلى الرُوحِ تَطُول ..

يَومٌ جَديدٌ .. يَصَحبُهُ الصَّباح ..!
تَسللت خُيوطُ الصَّباح مِن بَينِ زوَايا ستَائِر غُرفتِها
لِـ تشُق طرِيقُها مُتسللةً لِـ تُدَاعِب رِمشها ..

فَـ تعكِسُ لَمعَة وَمِيضٍ كـ المَاسِ ..
إنتثَر علَى وَجنَتيهَا ..!
عَلَّهُ .. يُسكِنُ الرَّعشَةُ فِي شفَتَيهَا ..!
عِندَها .. رَفَعت رَأسها بِحُزنٍ و إنكِسَار
وَ إبتَسَمَت .. إِبتِسَامة سُخرِية مِن الأَقدَار
فلآزَالت تُشرِقُ عليهَا بِـ شَمسِ النَّهار
أمَآ كَفتهَا .. سَنوَاتِ الإِحتِضَار ...؟!!!

لَم تَنتَهِِ الرِّوَايَةَ ..!
فَـ لَم يَزَل للعَذَابِ بَقيه ..
ومازَالتِ النَّبضَاتِ بَينَ الأَضلاعِ حيَّه ..

مَعَ تَحيآتِى لكُل سّيده عآنت بحيآتُهآ فصبرآ جميلآ
عَآشِقُ الّصمْتُ