PDA

View Full Version : الاقتصاد الروسي في ظل الأزمة الأوكرانية



mahmoud552
04-17-2017, 23:09
يعاني الاقتصاد الروسي وفي ظل الأزمة الأوكرانية من تراجعات خاصة في فترة ما بعد موقف الولايات المتحدة الرافض للقرار الروسي بالتدخل العسكري ضد أوكرانيا، وقد هددت الولايات المتحدة بشكل خاص والدول الأوروبية روسيا بالعزل السياسي والاقتصادي والدبلوماسي وممارسة الضغوطات المالية على أسواقها ومصارفها الخارجية وفرض العقوبات عليها ما لم تتراجع عن موقفها إزاء اوكرانيا، وقد اعتبرت الولايات المتحدة تدخل روسيا بالاعتداء على مصالح الدولة الأوكرانية وانتهاك حقوقها، ولا مبرر له على الإطلاق، وهذا قد يزيد الأمر تعقيداً وسينعكس بشكل سلبي على الوضع الروسي وسيضع الحكومة الورسية في وضع صعب. هذا ما قد جاء في خطاب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مهدداً روسيا بعزلها وطردها من مجموعة الثماني.

وتأتي هذه التصريحات مع تراجعات في الاقتصاد الروسي فقد انخفضت قيم الأسهم والسندات في البورصات وشهدت تراجعات حادة وتزايدت المخاوف من احتمالية المقاطعة الاقتصادية وقد سجلت بورصة موسكو تراجعاً تجاوز 11% قبل يومين بعد التهديدات الأمريكية، بعد انسحاب المستثمرين من الأسواق، وقد تراجعت العملة الروسية معها مقابل العملات الأخرى خاصة الدولار الأمريكي واليورو إلى مستويات كبيرة وغير متوقعة، حيث سجلت أسوأ أداء لها منذ بداية العام الحالي، وقد لجأ البنك المركزي الروسي لدعم الروبل بأكثر من 12 مليار دولار، وتعتمد روسيا اقتصادياً على جزء كبير من المنتجات الأوروبية والأمريكية المختلفة ويرى المحللون أنها ستواجه تحديات كبيرة في وجه المقاطعة الأوروبية من جهة والأمريكية من الجهة الأخرى. وتأتي المخاوف من تراجع قد يشهده النمو الاقتصادي الروسي في ظل هذه الأزمة القائمة.

ربما تكون نقطة ضعف أوروبا هي الغاز الروسي بالأساس وبعدها علاقات روسيا الاقتصادية التي تربطها بالدول الأخرى كالصين وبريطانيا، ولا شك أن الغرب يعتمد اعتماداً لا بأس به على الغاز الروسي الذي يصلها عبر أنابيب تمر عبر أوكرانيا وتركيا، وبقدر التخوفات الروسية من المقاطعة فإنها ستخسر تعطيل تصديرها للغاز الذي يشكل جزءاً من الناتج الاقتصادي لها. ولعل روسيا تعتمد على علاقتها التجارية القوية مع الصين ومع الدول الأخرى التي تعتمد على غازها الطبيعي بشكل كبير، ويبدو أن روسيا بتصريحاتها لا تهتم بحجم هذه الضغوطات والتهديدات ضدها. وقد دعا الرئيس الأمريكي أوباما لمساعدة أوكرانيا اقتصادياً للخروج من هذه الأزمة.