PDA

View Full Version : ارتفاع اسعار الفائدة والتضخم فى سوق الفوركس



Ahmed youssef elgareb
04-18-2017, 19:53
ارتفاع أسعار الفائدة في الولايات المتحدة بالتوازي مع نمو الاقتصاد الأمريكي كانتا القوة الدافعة وراء التدفقات الخارجية باتجاه سندات الخزينة الأمريكية وسوق الأسهم علي التوالي . هذه التدفقات تترجم في شكل طلب علي الدولار الأمريكي وهو الأمر الذي حافظ علي العملة الخضراء قوية خلال سبتمبر وأكتوبر . وبينما يمكننا التأكيد علي ان سوق الأسهم في هذه المرحلة تبدوا ضعيفة بعض الشيء , فان الصورة المختلفة لأسعار الفائدة من المفترض ان تجعل الدولار الأمريكي عملة جاذبة حتى نهاية العام الحالي .

ارتفاع أسعار الفائدة ومخاوف التضخم لم تعد أمرا مقصورا علي صانعي السياسية في الولايات المتحدة أو وزراء المالية في مجموعة العشرين التي تضم بعض من الدول الصناعية الكبرى وبعض الدول النامية والذين من المتوقع ان يعقدوا اجتماع لهم في بكين هذا الشهر. وفقا للبيان الذي صدر في الثالث عشر من أكتوبر تشرين أول الماضي فان ارتفاع أسعار النفط " قد يزيد من الضغوط التضخمية ويؤدي إلي تباطؤ النمو الاقتصادي فضلا عن عدم استقرار الاقتصاد العالمي " هذا السيناريو من المفترض ان يدعم الدولار الأمريكي أيضا لأنه في أوقات عدم اليقين الاقتصادي فان الدولار والذي يعد عملة " ملاذ امن " يجذب تدفقات كبيرة اليه . وبينما قد نري بلدان أخرى قد تبدأ في تقييد سياستها النقدية فان أسعار الفائدة الأمريكية من المتوقع ان تظل مرتفعة في المستقبل القريب .

التحرك الأخير من قبل الدولار ين اعلى المستوى 115 يبشر بالخير لتحقيق الدولار الأمريكي لمكاسب إضافية داخل المنطقة 118/20 . علي الجانب الأخر فان قيعان يوليو تموز بالنسبة لليورو دولار عن 1.1868 من المفترض ان يتم الكسر دونها لتحفيز مزيد من مكاسب الدولار أمام العملة الأوربية . هذه الخطوة قد تنقل الانتباه باتجاه قيعان العام 2004 عند 1.1759 – 78 بشكل مبدئي إلا ان التوقعات تصب باتجاه مشاهدة تراجع حاد نحو 1.1500 .

في أوقات الضغوط التضخمية فان الدولار الأمريكي يميل إلي التراجع مقابل عملات السلع . عملات السلع هي عملات البلدان التي تحقق الجزء الأكبر من عوائد صادراتها من خلال مبيعات السلع الأولية . ومن ابرز الأمثلة علي عملات السلع السائلة الدولار الكندي والدولار الاسترالي والدولار النيوزلندي .

الدولار سجل أدنى مستوياته في نحو 17 عام أمام الدولار الكندي مع الارتفاع الهائل في أسعار النفط والمعادن . وبرغم تعافى الدولار الأمريكي من قيعانه الحالية فان المكاسب الأخيرة لاتزال ضمن نطاق تصحيحي ومن ثم فانه سيكون مرجحا استمرار الترند الهابط طويل المدى بالنسبة لحركة الدولار الأمريكي الدولار الكندي . بشكل مماثل فان زوجي الدولار الاسترالي الدولار الأمريكي والدولار النيوزلندي الدولار الأمريكي لا يزالان في مرحلة توطيد دون خطوط المقاومة الهامة مع توقعات بمشاهدة مزيد من المكاسب في المدى القصير والمتوسط .

عند نقطة ما, فان التضخم المحلي والارتفاع في سعر الدولار الأمريكي سوف يعيدان الانتباه باتجاه عجز ميزان التجارة الأمريكي وأيضا ميزان المدفوعات . وذلك لان السلع والخدمات الأمريكية تصبح أكثر تكلفة مع ارتفاع الدولار وبالتالي فان المستهلكين سواء في داخل البلاد أو خارجها سوف يبدءون في الحدث عن سلع أخرى أكثر رخصا . وهذا هو السبب الرئيسي خلف اعتقادنا بان الأسهم الأمريكية في موقف ضعيف في المرحلة الراهنة . مخاطر الهبوط في سوق الأسهم بالتأكيد سوف ينتج عنها تأثير سلبي بالنسبة للتدفقات باتجاه الدولار الأمريكي وبالتالي فان الاتجاه الهبوطي طويل المدى في سعر الدولار علي الأرجح سوف يعاود فرض نفسه .