PDA

View Full Version : تحديات قطاع الطاقة العربي



mahmoud552
04-29-2017, 21:12
التحدي الأول هو التدهور الذي يصيب الصناعة النفطية في الحروب والنزاعات المسلحة والحصار الدولي. لقد استمرت الحروب وعمليات الحصار منذ الثمانينات من دون انقطاع، وإن تنوعت تداعياتها بين دولة وأخرى. وشمل الخراب الناتج منها ما لا يقل عن ثماني دول. فهناك الحروب الطويلة والحصار والاحتلال التي ضربت العراق، ثم الحرائق التي أصابت الصناعة النفطية الكويتية أثناء الاحتلال. وهناك الحصار الذي ضرب ليبيا. والخراب الذي ضرب صناعة النفط الفتية في السودان وجنوبه بسبب الحروب. كما أن هناك استيلاء ميليشيات «الربيع العربي» على المنشآت النفطية في كل من سورية وليبيا وما نتج منهما من وقف للإنتاج وتخريب لبعض الحقول. وهناك الدمار الذي لحق بالجزائر نتيجة الهجوم الإرهابي على مصنع «عين أميناس» الغازي وقتل عشرات الموظفين والعمال. وقد توقفت الشركتان الأجنبيتان العاملتان في الحقل، «بي بي» البريطانية و «شتاتويل» النروجية أشهراً عدة عن العمل في الجزائر إلى حين التأكد من سلامة المنشآت. وتخوفت الشركات النفطية العالمية الأخرى من العمل في الجزائر، وانعكس هذا الخوف على رفع سقف شروطها التعاقدية معها.
إن إخفاق الأنظمة العربية في إحلال السلم الاجتماعي وتبني نظم ديموقراطية، سبب رئيس وراء المغامرات الخارجية وتفشي المجموعات الإرهابية التي تخرّب وتغتال الأبرياء. ومن الصعب جداً حماية الصناعة النفطية في هذه الأجواء غير المستقرة. وهذا أمر مؤسف، إذ إن شركات النفط الوطنية لا تضم إلا مواطنين منذ النصف الثاني من القرن العشرين، واستطاعت منافسة الشركات الأجنبية العملاقة في ظروف صعبة جداً. وتحاول الميليشيات الفوضوية محاربة الأنظمة من خلال وقف الإنتاج أو تدمير المنشآت، لحجب الأموال عن الدولة. كما تحاول عبثاً تصدير النفط لحسابها الخاص، أو لحساب بعض «القياديين» الذين يتعاملون معها، لجني أرباح فاحشة بسرعة، وعلى حساب البلاد طبعاً.
والتحدي الثاني هو ثقافة الفساد التي عمت الدول العربية. وتختلف أنواع الفساد النفطي، فهي تبدأ من حصول النافذين على وكالات الشركات الأجنبية. طبعاً، لا يقدم الوكيل في هذه الحال سوى خدماته الشخصية التي تقتصر على تسهيل أعمال الشركة مع الدوائر المسؤولة. ويتوسع مجال الفساد ليشمل مناقصات عقود الخدمة اللوجيستية والهندسية، ومن ثم أعمال التشييد، وأخيراً عقود البيع للشركات العالمية.
تفشى الفساد عربياً، بين المسؤولين من كل المستويات. وما دام هذا الوباء مهيمناً على أجواء العمل في البلاد، فلا يمكن استثناء قطاع النفط، «البقرة الحلوب». واستطاعت شركات نفطية وطنية اتخاذ الإجراءات اللازمة للحصانة ضد الفساد. لكن هذا هو الاستثناء، على رغم تجارب مهمة لشركات وطنية عربية في مضمار محاربة الفساد. وهي تجارب صعبة جداً ويُفتخر بها ومشهود لها عالمياً. والنتيجة المترتبة على هذا الوباء هي هبوط الهيكل على أصحابه وبمن فيه. المشكلة التي تواجهنا، أن الذين يهدمون الهيكل قد برهنوا من خلال التجارب المرة، أنهم ليس أقل فساداً من الذين أطاحوهم.

ayman1
04-30-2017, 01:00
السلام عليكم ورحمة الله نعالى وبركاته شكرا لك اخي الكريم على هذا الموضوع الذي لا يوصف رائع رائع رائع
شكرا لك على هذه الفيديوهات المفيدة جدا ..,
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ارجوا التوفيق للجميع