PDA

View Full Version : مفهوم المصاريف ونشأتها



bahoma310
05-20-2017, 16:06
كلمة بنك (Banque) أصلها هو الكلمة الإيطالية (BANCO) ويقصد بها : المنضدة التي يتم فيها عد وتبادل العملات، ثم أصبحت فيما بعد تعني المكان الذي توجد فيه تلك المنضدة، وتجرى فيه المتاجرة بالنقود.
أما باللغة العربية فيقال : صرف، صارف، وصيرفة الدنانير بمعنى تبدلها بدراهم أو دنانير سواها، والصيرفي هو بائع النقود بنقود غيرها، والمصرف (هو الكلمة المحدثة وجمعها مصارف)، تعني المؤسسة المالية التي تتعاطى الاقتراض والإقراض.
وبالتالي فالبنك عبارة عن وسيط يقوم بقبول الودائع من أولئك الذين لديهم فائض في الأموال وتقديمها في شكل قروض لمن هم في حاجة إليها.
كما يمكن تعريفه كما يلي : (1)
هو ذلك الوسيط بين الأموال التي تبحث عن الاستثمار، وبين الاستثمار الذي يبحث عن التمويل اللازم.
كما يمكن التعريف البنك بأنه : المؤسسة التي تتخذ من الاتجار في النقود حرفة لها.
• وفي الولايات المتحدة الأمريكية فقد عرف القانون البنك بأنه : أي منشأة حصلت على تصريح للقيام بأعمال المصارف سواء حصلت على هذا التصريح من الحكومة الاتحادية أو الفيدرالية أو من حكومة الولاية التي تباشر فيها نشاطها.
• كما عرف المشرع المصري المصرف بأنه : كل شخص طبيعي أو اعتباري يكون عمله الرئيسي قبول الودائع من الجمهور تحت الطلب أو بعد الأجل.
• كما أنه يمكن تعريف البنك بأنه مكان التقاء عرض الأموال بالطلب عليها.

هذا عن تعريف البنوك أما عن تاريخها فيعتقد البعض أن أول ظهور للبنوك كان لا حقا لظهور أو شكل من أشكال النقود، لكن التاريخ يدل على أن الحقيقة غير ذلك إذ أن أول شكل من أشكال النقود قد ظهر تقريبا في أواخر القرن السابع قبل الميلاد إلا أن أول شكل من أشكال التعامل المصرفي قد ظهر قبل ذلك بفترة طويلة على ما يبدو من الوثائق التاريخية وبالذات في بلاد ما بين النهرين بحدود عام 350 قبل الميلاد.
كما أن المبادئ التي وضعها حمو رابي حمو رابي حوالي عام 1975 قبل الميلاد والمعروفة باسم "شريعة حمو رابي" تعتبر من أقدم النصوص المعروفة في التاريخ فيما يخص الإيداع والإقراض والفائدة والضمانات.
إن هذا التوضيح البسيط يظهر أن جذور النشاط المصرفي قد رافقت أولى عمليات التبادل التجاري، وقد كان لظهور النقود فيما بعد اتساع مجال الأعمال التجارية الأثر الكبير في تطور المصارف وتعدد أشكالها.
غير أن الأمر الأساسي والثابت الذي رافق نشأة المصارف ولا يزال يشكل العامل الرئيسي في النشاط المصرفي، ألا وهو عامل الثقة والأمان والاطمئنان، والذي شجع الأفراد على إيداع ممتلكاتهم لدى الغير (المصرف)، هذا العامل لا يزال يشكل الشرط الأساسي للتعامل بين البنك وعملائه، والدليل على ذلك أن أول شكل من أشكال التعامل المصرفي قد ظهر وتطور في الأماكن التي توحي بالثقة والأمانة (المعابد) وبقيت فترة طويلة كذلك.
وإذا تتبعنا تاريخ النشاط المصرفي نرى أنه نشأ وترعرع في مراكز الحضارات القديمة، وانتقل في العصور الوسطى إلى أوربا عن طريق انتقال الأفراد والجماعات والغزوات والفتوحات، إلا أن أول مصرف بالشكل الحديث قد ظهر في إيطاليا ومن ثم انتقلت باقي المصارف إلى أوربا (فرنسا، إنجلترا، هولندا) مثلما كان الحال في ظهور المبادئ الأولى للمحاسبة في إيطاليا.