PDA

View Full Version : تجارة العملات في ظل حرب العملات



mahmoud552
05-21-2017, 21:19
حرب العملات والمعروفة أيضا باسم التخفيض التنافسي، هو موقف يتبلور بين الدول العالمية بحيث تتنافس هذه الدول ضد بعضها البعض لتحقيق سعر صرف منخفض نسبيا للعملة الخاصة بالدولة. فعند انخفاض سعر الشراء لعملة معينة مثلا، عندما يكون لديك دولار تستطيع ان تشتري به خمس وحدات من عملة تلك البلاد واصبحت الان تملك القدرة على شراء ستة وحدات من تلك العملة وبالتالي انخفض سعر تلك العملة. ينخفض بالتالي سعر الصادرات من تلك البلاد وبحسب المثال السابق فلو فرضنا ان سعر الشحنة من الصادرات تساوي 1000 وحدة من العملة المحلية، وبالتالي فان تكلفتها بالدولار كانت تساوي 1000 / 5 = 200$ واصبحت تساوي 1000 / 6 = 166$ مما يزيد من الطلب على الصادرات. وتصبح الواردات بالتالي أكثر تكلفة فبحسب المثال السابق فلو فرضنا ان سعر الشحنة من الواردات يساوي 1000$ فان تكلفتها على البلاد كانت تساوي 1000 مضروبة في 5 = 5000 وحدة محلية واصبحت تساوي 1000 مضروبة في 6 = 6000 وحدة محلية. مما يؤدي الى نمو الصناعة المحلية وبالتالي زيادرة فرص العمل، وزيادة في الطلب على المنتجات المحلية من الأسواق المحلية والأجنبية. ولكن يمكن ان تضر الزيادة في أسعار الواردات القدرة الشرائية للمواطنين. وهذه السياسة قد تؤدي أيضا الى حصول انتقام من البلدان الأخرى والتي بدورها يمكن أن تؤدي إلى الانخفاض العام في التجارة الدولية، وإلحاق أضرار لجميع البلدان. وذلك في حال استخدام جميع الدول لهذه السياسة في نفس الوقت. فعند زيادة اسعار الواردات وتخفيض اسعار الصادرات في جميع البلدان في نفس الوقت فلن يحدث التداول بين هذه البلدان.


وبذلك فان حرب العملات لا تستخدم فيها البنادق ولا السيوف ولا حتى الخناجر بل تقوم كل دولة بتخفيض سعر عملتها لتحقق المعادلة سابقة الذكر.


ان المسؤول عن تحديد اسعار العملات في جميع الدول هي البنوك المركزية لهذه الدول فهي قد تكون معنية بان تزيد الصادرات وتعزيز الاقتصاد الحالي للدولة، فدعم الاقتصاد عن طريق زيادة الصادرات هو ميزة كبيرة وتعتبر من أفضل الطرق لتحسين المنتج والاقتصاد عموما في أي دولة. على سبيل المثال، لقد كان سبب ازدهار اليابان تاريخيا هو عملية اضعاف الين.
ومن اهم البنوك المركزية، البنك المركزي الياباني، والبنك المركزي للولايات المتحدة، والبنك المركزي الاوروبي، والبنك المركزي للمملكة المتحدة. حيث تتحكم هذه البنوك باسعار الفائدة للعملات.


فاذا قرر البنك المركزي زيادة أسعار الفائدة. فان أسعار الفائدة ستؤثر بشكل مباشر على سوق الائتمان (القروض) فأن ارتفاع أسعار الفائدة يجعل القروض أكثر تكلفة وبالتالي يقل الطلب على القروض، وعندما يقل الطلب على القروض، يقل بالتالي الاستثمار وبالتالي تقل فرص العمل وبالتالي يقل الانفاق الاستهلاكي ويصل السوق الى مرحلة الانكماش الاقتصادي فيقل عندها الناتج المحلي الاجمالي gdp. وعندما نعكس هذه المعادلة سنحصل على زيادة في الانفاق الاستهلاكي مما يؤدي الى زيادة الطلب على السلع وبالتالي التضخم في الاقتصاد مما يزيد من الناتج المحلي الاجمالي gdp. فبواسطة عمليات التغيير لأسعار الفائدة، يحاول البنك المركزي لاي دولة تحقيق أقصى قدر من فرص العمل، واستقرار الأسعار على مستوى جيد لدعم النمو الاقتصادي.

ان التداول في سوق تجارة العملات هي لعبة التوقعات. فعندما يخطئ السوق في توقع سياسة احد البنوك المركزية، تستطيع أن ترى التحركات الحادة في التحليلات الفنية. لذلك عليك ان تبقى على اطلاع بشأن الاخبار الاقتصادية والتحليلات الفنية خاصة في ظل وجود حالة من حرب العملات، فهي تساعدك على المتاجرة في سوق تجارة الفوركس من خلال توقع تحركات اسواق العملات وبالتالي تستطيع اتخاذ الاجراءات اللازمة لحصد المكاسب من تجارتك. وتذكر كلمة السر "الناتج المحلي الإجمالي" هذه الكلمة التي تعني الكثير للبنوك المركزية.