PDA

View Full Version : أهداف التنمية الشاملة



bahoma310
05-24-2017, 13:46
تهدف التنمية الاقتصادية الشاملة إلى إجراء تغييرات جذرية أكثر جوانب الحياة المختلفة في المجتمع بصفة عامة بحيث لايقتصر النمو الحارث على جزئية واحدة من هذه الجوانب أو مجال معين دون غيره من المجالات فمثلا إذا قام المجتمع بإحداث نمو في النشاط الاقتصادي فقط وذلك بتحقيق طفرة في كمية ونوعية الإنتاج فيكون قد حقق هدفا واحدا من عملية التنمية الحقيقية الشاملة وتكون التنمية حينئذ اقتصادية ولا غير وأيضا إذا كان هذا التغيير في المجال الاجتماعي كزيادة فرص التعليم أو كان التغير سياسيا كتغيير أسلوب الحكم فإن المجتمع يكون قد حقق هدفا اجتماعيا أو سياسيا من عملية التنمية دون غيرها 1.
بينما إذ تحققت التنمية في كل من أوجه النشاط الاقتصادي والاجتماعي والسياسي على السواء عبر فترة زمنية معينة عندئذ نقول بأن هذا المجتمع قد تمكن من تحقيق أهداف خطة تنموية حقيقية شاملة ، لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية فقط ولكنها تتضمن جوانب أخرى تعتبر ضرورية لحياة الإنسان كفرد من جهة وعاملا من أهم عوامل النهوض بالمجتمع إلى حياة أفضل ومستوى أعلى من الرفاه الاقتصادي من الجهة الأخرى.2
ولكي تتحقق تلك الحياة الفضلى للأفراد وذلك الرفاه الاقتصادي للمجتمع لابد من وجود ثلاث أهداف أساسية يقصد المنضمون تحقيقها من عملية التنمية وهذه التنمية وهذه الأهداف هي :
1- ضمان استمرارية الحياة . 2- احترام النفس . 3 - الحرية الاقتصادية
ويشير الهدف الأول إلى وظيفة النشاط الاقتصادي في المجتمع التي يجب أن تنحصر في توفير الحاجات الضرورية للإنسان وتلبيه المتطلبات الأساسية كالمأكل والمشرب والملبس والمأوى حيث يمكن التغلب على مظاهر الفقر والجوع والفاقة الناتجة عدم تحقيق الإشباع لتلك الحاجات ، كما يهدف إلى تحسين فرص العمل وتقليل عدد العاطلين وتحقيق عدالة التوزيع للدخول سواء بين الأفراد أو بين المناطق المختلفة في المجتمع ، كأن يتم تنمية إقليم على حساب إقليم آخر . أما الهدف الثاني الخاصة باحترام النفس. فإنه يعني تأمين الحياة الكريمة لجميع أفراد المجتمع ، عن طريق تلبية الحاجات غير الاقتصادية كالحاجة إلى التعليم والثقافة والصحة والأمن وسهولة الحصول على الخدمات المتنوعة وغيرها وهذا يؤدي إلى اكتساب القيم والأخلاق الحميدة واحترام النفس والاعتزاز بالذات والإحساس بالكرامة وذلك باعتبار أن الفرد هو العنصر الهام في عناصر التغيير الاجتماعي ، لأن البناء الثقة في نفوس الأفراد والجماعات تساعد كثيرا على مواجهة التحديات التي تواجه عمليات التنمية الشاملة في مراحلها الأولى غالبا بينما الهدف الثالث المتعلق بمفهوم الحرية الاقتصادية فإن ذلك ليس له علاقة بالحرية السياسية وإنما المقصود منه تحرر الأفراد من العبودية الاقتصادية كالفقر والحاجة كالجهل والمرض حيث أن تنمية قدرات الإنسان المادية والفكرية تسمح له بتحقيق طموحاته وتساعده على تقوية اعتماده على النفس وتمكنه من المشاركة في إبداء الرأي بقوة وصراحة وتفسح المجال أمام المساهمة الفعالة في اتخاذ القرارات البناءة في المجتمع . دون خوف من الفشل أو تردد في الرأي خشية التعرض للأنظمة والإجراءات المعوقة في طريق التنمية 1.