PDA

View Full Version : أهمية تحديد أولويات التنمية



bahoma310
05-24-2017, 13:51
إن تحديد أولويات عملية التنمية كما في الترتيب السابق وتصنيف السلع بين ضرورية وكمالية وترفيهية يعتبر ترجمة حقيقية لمراحل التطور الاقتصادي في المجتمع ، وتستخدم دلالة للتعبير عن مستوى الاقتصادي سواء انتعاشه أو ركوده وتفسير ذلك أنه في المراحل الأولى لعمليات التطور يكون المجتمع مشغولا بتوفير السلع الضرورية للأفراد بينما تكون بعض المنتجات في عداد السلع الكمالية وتكون متنحية عن مجال الاهتمام ولكن تظل هكذا إلى حين حتى إذا ما تم توفير كل ما هو ضروري وتم تحقيق الوصول إلى المرحلة التالية من التطور انتقلت السلع الكمالية كانت مؤجلة من قبل ، لتصبح من عداد السلع الضرورية وفي نفس الوقت تظهر في الأسواق السلع الترفيهية2 ، فلا يتمكن المجتمع من تلبية حاجات أفراده منها إلا بتمام عملية التنمية الشاملة وفق الأولويات المحددة من قبل على الوجه الأكمل .
1 - إن تحديد هذه الأولويات يتمشى مع ما أوجبه الإسلام على الدولة الإسلامية ، في توفير فرص الكفاية لإشباع الحاجات الضرورية لمعظم الأفراد ومنحهم جميع حقوقهم للعيش في حياة كريمة خاصة في المراحل الأولى لعملية التنمية إذ لا يجوز أن يجوع مسلم أو يعرى بينما يكون غيره منعما في الحياة، وذلك بسبب إحداث تنمية اقتصادية تعمل على توفير الكماليات أو السلع الترفيهية قبل الضروريات. فإن الإسلام أوجب على الدولة إعطاء كل فرد حقه من المأكل والملبس والعيش في مسكن يليق به، وتوفير فرص التعليم والعمل له. والتمتع بالخدمات الصحية والشعور بالأمن والطمأنينة في وطنه وذلك بأن تحمي الدولة دم المسلم وماله وعرضه فإذا توفرت هذه الحقوق الأساسية للجميع، انتقلت الأهداف التنموية تلقائيا إلى المراحل التالية من عمليات التطور1.
2 - إن تحقيق الإشباعات الضرورية لحاجات الأفراد في المراحل الأولى لعملية التنمية ، يعتبر دافعا لهم إلى بذل المزيد من الجهد وحافزا على العمل ويكون سببا في زيادة حرصهم عليها لأنه من الطبيعي إذا حدثت استثمارات تنموية وكان يقصد بها إشباع النواحي الكمالية لفئة معينة قبل أن تكون حاجات الكفاف لجميع الأفراد قد أشبعت تماما ، فإن ذلك ينشئ شعورا بعدم الاطمئنان لدى أصحاب هذه الحاجات غير المشبعة فيؤدي هذا الإحساس إلى تزعزع الثقة لديهم
3 - إن التوزيع العادل لثمار التنمية الاقتصادية على أفراد المجتمع ، لا يتحقق في المراحل الأولى لتلك العمليات ، إلا في صورة سلع أو خدمات يتم توزيعها على كافة الشعب ، وبذلك يشعر الأفراد بأن بؤرة الجهود التنموية وهدف الدولة من هذه التنمية هو الإنسان نفسه ، فتزداد ثقتهم في المشاريع القائمة ويتولد الإحساس لديهم بضمان الحقوق في ثمارها ، فلا تستكمل المراحل الأخرى لعملية التنمية بالشكل الجدي المرتقب 2.
4 - إن توفير الصناعات الحربية وتجهيز الجيوش في المراحل الأولى من عمليات التنمية الاقتصادية الشاملة ، يؤدي إلى تأكيد الشعور بالأمن والاطمئنان لدى الأفراد .

وتتحقق للمجتمع القوة الحربية اللازمة لحماية مكاسب عملياته التنموية من الاعتداءات الخارجية المحتملة أو من الاضطرابات الداخلية المتوقعة والتي تعتبر من أسوأ المعوقات التي تتعرض طريق تقدم المجتمعات وتطورها ، فتعمل مراحل التنمية الباقية وفق الخطط المرسومة لها .
5 - إن تأمين الضرورات المادية لإشباع الحاجات البشرية وتحقيق المستوى الثقافي الملائم للأفراد، وتوفير الخدمات الصحية بدرجة كافية في المجتمع كما هو مقرر في المراحل الأولى لعملية التنمية الاقتصادية الشاملة، تكون من نتائجه:
القضاء على مظاهر الفقر والجهل والمرض وزيادة الدخل القومي ورفع مستوى المعيشة للأفراد وتحقيق الرفاه في المجتمع ، كل ذلك يجعل المجتمع مهيئا لاستقبال المراحل التالية من عمليات التنمية لتوقعه الحصول على المزيد من المكاسب كتلك التي حصل عليها من قبل .