PDA

View Full Version : الطابع التعبدي للاقتصاد الإسلامي



bahoma310
05-24-2017, 14:03
قلنا فيما سبق أن المذهبين الرأسمالي والاشتراكي يقومان على فلسفة مادية بحتة، سواء بنظرتهما للنشاط الاقتصادي أم للإنسان القائم عليه. وكان من آثار ذلك هدفها يتعلق بالكسب المادي سواء للفرد أو للجماعة وأنهما ينظران الى أن خضوع الفرد للعقيدة يؤدي لعرقلة نشاطه وحريته مما يترتب عليه عدم تواجد الجوانب الروحية والأخلاقية التي تحفز الفرد على مواصلة مجهوده من ناحية وفساد الأخلاق والقيم من ناحية أخرى .
وما سبق يناقض ما جاءت به الشريعة الإسلامية حيث أن الهدف مما جاءت به الشريعة هو عبادة الله ومراقبته والخوف منه، وأن القاعدة الأساسية في دراسة النظام الاقتصادي عدم فصله عن العقيدة بوصفها ركيزة السلوك الإنساني في شتى الأمور ، بوصفها أيضا أنها جزء من كل متماسك ومتناسق ، الأمر الذي انعكس على النشاط الاقتصادي ذاته الذي يجب أن يمارس في دائرة الحلال والحرام. وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغى به وجه الله " وهذا العمل الذي يقصد به وجه الله تعالى والقيام بحق الناس استجابة لطلبه تعالى ومرضاته كإصلاح الأرض و اعمارها ومنع الفساد فيها يعد عبادة مستمرة وصدقة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ما من مسلم يزرع زرعا أو غرس غرسا فأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كان له به صدقة " ومصدر التزام المسلم بحدود الله السابقة راجع لذاته لأنه جزء من إيمانه وعقيدته.
خاصة في ظل رقابة الله تعالى لكافة ما يقوم به الفرد ومحاسبته عليه حيث يقول تعالى " وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً، اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً )* ، ويضاف لذلك المصدر الذاتي للالتزام مصدرا خارجي لامح للإنسان فيه وهو قوة الشرع الإسلامي الذي يحدد السلوك الإنساني وخاصة في المجال أو النشاط الاقتصادي وضوابطه في إطار الحلال والحرام وذلك لتصحيح مساره كلما حاد عن تعاليم الله ومن ذلك النص على منع أنشطة معينة كالربا من أجل صلاح الأفراد والمجتمع .