PDA

View Full Version : السمات الخاصة لعولمة الاقتصاد العربي



bahoma310
05-26-2017, 21:23
إن درجة قوة أو ضعف كل أثر من الآثار التي تحدثها العولمة يختلف بالضرورة من منطقة لأخرى من مناطق العالم بحسب طبيعة التجربة التاريخية لكل منها وظروفها الاقتصادية ومواردها الطبيعية والبشرية وبحسب حاجة رأس المال الأجنبي وبحسب قوة دولها أو ضعفها ونقاط القوة والضعف في ثقافتها التقليدية...
وعلى الرغم من أن الوطن العربي يشترك مع بقية مناطق العالم في معظم هذه الآثار أو كلها الإيجابي منها والسلبي فإن تجربة الوطن العربي في العولمة لها سمات معينة تميزها إلى حد كبير عن غيرها من التجارب سوف نذكر منها السمات التالية والتي كان لها دور في تحديد الأثر الصافي للعولمة على الاقتصاد العربي.
السمة الأولى: هي الدور البالغ الأهمية التي تلعبه سلعة إستراتيجية هي النفط في النمو الاقتصادي للوطن العربي ففي كثير من الدول العربية (الكويت، قطر، البحرين، ودولة الإمارات وعمان والعربية السعودية وليبيا) يمكن اعتبار أن بداية "العولمة" هي نفسها بداية اكتشاف النفط وتصديره وإن تاريخ العلاقة بين هذه الدول والعالم الخارجي يكاد يتطابق مع ما طرأ من تطورات على صادرات هذه السلعة، إن اعتماد هذه الدول الشديد على العالم الخارجي اقتصاديا و "سياسيا" سببه الأساسي اعتمادها الشديد على النفط ولكن هذه الدول حققت كذلك بسبب النفط درجة من الرخاء الاقتصادي جعلها تتميز تمييزا واضحا عن سائر الدول النامية، فهذا الرخاء نفسه المرتبط بالاعتماد الكبير على سلعة واحدة، قد سمح لهذه الدول بالتخلص من الكثير من المشكلات المتعلقة بالتنمية البشرية ولكنها كذلك خلقت لهذه الدول المصدرة للنفط مشكلات من نوع آخر، وإن تعلقت أيضا بالتنمية البشرية.
السمة الثانية: وهي بدورها تتعلق بالدور المهم الذي يلعبه النفط، هي أن الوطن العربي قد شهد في العقود الأخيرة درجة من هجرة العمالة بين دول عربية وأخرى، لا تكاد تعرفها أي منطقة أخرى في العالم أدى إلى انتشار آثار "الثورة النفطية" إلى أبعد بكثير من حدود الدولة الغنية بالنفط وهكذا تجد أن كل الدول العربية تقريبا قد تأثرت بدرجة أو بأخرى بهذه الظاهرة "العولمة" عن طريق النفط.
السمة الثالثة: هي أنه ربما لم يعرف أن جزء آخر من العالم (باستثناء الكتلة الاشتراكية) ما عرفه الوطن العربي خلال 50 عام الأخيرة، مع تعاظم دور الدولة في الاقتصاد ومن الممكن تفسير ذلك بدور الميراث التاريخي لبعض الدول العربية، كمصدر مثلا بما يعود لعصور بالغة القدم وكذلك بنوع الموارد الطبيعية التي تعتمد عليها هذه الدول بشكل خاص كمياه الأنهار من ناحية والنفط من ناحية أخرى، مما حتم أن تلعب الدولة دورا هاما في إدارة الاقتصاد ومع ميل دور الدولة إلى الانحصار في العقود الأخيرة، نتيجة زيادة تيار العولمة قوة سواء فيما يتعلق بالتجارة الخارجية أو حركات رؤوس الأموال أو الاتصالات، كان من شبه المحتم أن تضعف درجة الحماية التي توفرها الدولة لشرائح المجتمع الأقل دخلا.
السمة الرابعة :بروز هيمنة الولايات الأمريكية بجلاء على السياسة الإقليمية في المنطقة من خلال تطور مراحل أزمنة حرب الخليج الثانية ولعل من أبرز ما أظهرته هذه الحرب أ أيضا أن تكنولوجيا الأسلحة المتطورة تفوق بشكل كبير الأشكال التقليدية الأخرى للقوة يعني ذلك أن الولايات المتحدة لا تملك فقط القدرة العسكرية وقوة التأثيرات والنفوذ وإنما لديها الإدارة والتصميم على استخدام هذه الإمكانيات من أجل حماية مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة على أن الصورة على الجانب الاقتصادي بالغة التعقيد حيث أن الولايات المتحدة دافعت ليس فقط على المصالح الاقتصادية الأمريكية ولكن على دول الثروة النفطية في الخليج بالإضافة إلى مصالح الدول العربية الأخرى المستهلكة للنفط وهو الأمر الذي يعطي الولايات المتحدة مستقبليا مهما في القضايا المرتبطة كالسياسات النفطية في المنطقة.