PDA

View Full Version : سيكولوجيا التداول وكيفية التحكم في العواطف



Ahmed youssef elgareb
06-15-2017, 21:47
تحدثنا فى المقالة السابقة عن النشوة أو التفاؤل الزائد وتأثيره السلبى على المتداول , ونتحدث الآن عن شعور معاكس تماما لشعور النشوة ألا وهو الذعر أو الخوف الشديد , حيث يتصور المستثمر دائما انه يخسر ولا يسنطيع تحقيق أى أرباح أثناء تداوله , ولتجنب الشعور بالذعر لابد من معرفة أن التجارة فيها المكسب والخسارة بما في ذلك تجارة الفوركس , لذا على المتداول ان يتقبل الخسارة المحسوبة دائما وأن يكون على يقين أن لديه القدرة على تحقيق الأرباح طالما يتبع خطة واضحة لحساب الخسائر التى يمكنه تحملها.

الذعر هو الشعور المعاكس للنشوة حيث أن المتداول لا يرى في المواقف المثيرة للذعر إلا الخسائر ولا يكون لديه أي احتمال لتحقيق تداول مربح، وهذه طريقة تفكير غريبة تماماً في سوق الفوركس حيث أنه وبحسب التعريف الخسارة التي يتكبدها شخص يقابلها حتماً مكسب لشخص أخر، فعندما يخسر أحد المتداولين مبالغ مالية كبيرة في تداول عملات طويل الأجل فمن المحتمل أن يحقق متداول أخر أرباحاً ضخمة من تداول قصير الأجل على نفس زوج العملات، وهذه الحقيقة في حد ذاتها ينبغي أن تساعد المتداولين على أن يكونوا أكثر واقعية في الاستجابة لنوبات الذعر التي تصيبهم في أسواق الفوركس لكن تبين من التجربة أن هذا لم يحدث.

إذا ما هي أسباب الذعر التي تدفع متداول الفوركس إلى اتخاذ خيارات خاطئة؟ من الواضح أن فترات التقلب التي تشهدها الأسواق تعتبر من أبرز محفزات الذعر، فعندما تزيد تقلبات الأسعار من حيث التأثير والتكرار فأن قيمة التنبؤات تقل بشكل كبير مما يؤدي إلى فقدان الثقة في خيارات التداول وإذا استمرت فترة التقلب لمدة طويلة نوعاً ما حتماً سيصيب المتداول الذعر في أغلب الأحوال.

ويرتكب المتداول المذعور كافة أنواع الأخطاء فهو يغلق التداولات المربحة متوقعاً أنها ستغير اتجاهها سريعاً وستسجل خسائر قريباً، ولا يستطيع إجراء تحليل منطقي لوضع التداول ويصبح ضحية لأوهامه العقلية استناداً على سيناريوهات ""محتملة"، والعامل المطلق الذي يحدد نجاح التداول أو إخفاقه هو السوق بالتأكيد لكن المتداول المذعور يرى أن كافة أنواع المقاييس الخيالية والتوقعات غير الحقيقية معايير رئيسية لتحديد صحة التداول وقدرته على تحقيق الأرباح في نهاية المطاف.

يتضاعف تأثير الذعر بشكل كبير عند زيادة رأس المال المتداول ويزيد الضرر الناجم عن ذلك باستخدام أوامر وقف خسائر ذات قيمة منخفضة.

خاتمة

للتعامل مع المشاكل المرتبطة بالحالة النفسية عند التداول يجب علينا أن نحد من دور العواطف عند اتخاذ قرارات التداول، ولكي يحدث ذلك يجب أن ندرك أن النجاح أو الإخفاق لا صلة له بالحظ بل يرتبط بالنتائج المنطقية لخياراتنا، وقد ناقشنا من قبل أنه يستحيل تقريباً خسارة رصيد صغير بسبب تداول واحد، فإذا أدرك المتداول أن خسارة الرصيد جاءت نتيجة سلسلة من التداولات الخاسرة في هذه الحالة لا يمكن أن يربط بين الحظ أو الفرصة والكارثة التي تعرض لها، وزيادة رأس المال أمر يخضع بالكامل لسيطرة صاحب الحساب فيمكنه تداول أي مبلغ وعليه أن يتقبل النتائج، وزيادة رأس المال المتداول يضاعف الأرباح و/أو الخسائر المحتملة للتداول لكنه يزيد أيضاً حدة الجانب العاطفي للتداول، وقد تثبت مضاعفة الضغوطات الوجدانية أنها من أخطر الأثار الناجمة عن زيادة رأس المال وأكثرها سلبية.

إن أفضل طريقة للتعامل مع المشاكل الوجدانية هي اتباع منهج تداول منطقي وأفضل طريقة لاتباع هذا المنهج تتمثل في فهم آليات السوق والقوى التي توجه النشاط الاقتصادي