PDA

View Full Version : رحلة التداول في الفوركس



mohammedbash
08-16-2017, 00:18
أنا أعرف متداولًا، دعونا نطلق عليه اسم ليون. إنه يعمل بمجال التداول في الفوركس. إنه متداول نشط منذ عدة سنوات. إن أرباحه غير منتظمة، فهى غالبًا ما تتحرك صعودًا أو هبوطًا بشكل كبير خلال نفس اليوم. عندما يكسب ليون بعض المال، ترتفع ثقته بنفسه ويشعر بأنه متداول قوي. على الجانب الآخر، عندما يخسر المال، يشعر بأنه فاشل، خاسر وغبي. لفترة من الوقت، كان ليون يتساءل لماذا لا يستطيع أن ينجح بانتظام، ولماذا تبدو خساراته أكبر بكثير من أرباحه. لقد كان يسأل نفسه هذه الأسئلة بالرغم من أنه لا يمتلك خطة من أجل التداول في الفوركس ولا يقوم بتوثيق صفقاته باستمرار، وبالرغم من وجود العديد من القوانين، فهو يميل إلى انتهاكهم بانتظام.

لم يكن لدى ليون أي فكرة لماذا لا يستطيع الحصول على نتائج مختلفة بالرغم من أنه لا يزال يحتفظ بنفس نمط السلوك. في الواقع، لقد خرج ليون عن السيطرة وإن لم يتغير، فإنه يتجه بقوة نحو خسارة فادحة لجميع أمواله. هل أنت ليون؟

إذا كنت ترغب في تغيير سلوكك، يجب عليك أولًا أن تغير تفكيرك، ولأن الكثير من تفكيرك يقوده اللاوعي الخاص بك، يجب أن تكون على علم بمعتقداتك الخاصة الكامنة المدمرة التي تقود التفكير، العواطف والسلوك المدمر. ان مجال التداول في الفوركس هو فعلياً العمل بالمال، إنه عمل جاد، ومع كل لحظة أثناء وجودك داخل الصفقة، فأنت إما تخسر أو تكسب .المال. لكن، الأمر يتعدى ذلك

.إن المال ليس فقط حجر الزاوية في مجتمعنا، بل هو مرتبط بهويتك. إذا كنت تربحه، غالبًا ما ستشعر بالقوة، الكفاءة والذكاء، وإذا كنت تخسره، ستشعر بعكس ذلك

في حقيقة الأمر، عندما تقوم بتداول الفوركس، فإنك دائمًا ما تعبر عن نفسك؛ سواءًا كنت تريد ذلك، تحاول أن تفعل ذلك أو تشعر بحاجة لذلك، فإن ذلك لا يهم، فإنك تقوم وستقوم بالتعبير عن نفسك. عندما تعبر عن نفسك، يرتبط سلوكك أغلب الوقت بالمعتقدات غير الواعية. في الواقع، عندما تكون في السوق، سيخضع كل خلل، كل نقطة ضعف وكل عيب شخصي لديك للتحدي والاختبار. هذا لا يعني أن الأسواق هى من تفعل بك هذا، بل بالعكس، فإن الأسواق لا تكن أي ضغينة تجاهك – حتى ولو كنت قد تساءلت كثيرًا كيف تعرف الأسواق أنك بدأت للتو صفقة شراء وكيف اختاروا تلك اللحظة بالذات للانخفاض. لا توجد مكافآت، عقوبات، ألم أو خطر في الأسواق، بل توجد عواقب فقط.

لا يمكنك تغيير ما لا يمكنك مواجهته ولا يمكنك مواجهة ما لا تعرفه. إن الوعي هو مفتاح التداول في الفوركس. كلما كنت أكثر وعيًا بمعتقداتك الخاصة الكامنة المدمرة، كلما كنت أكثر نجاحًا. الآن، قد تسأل؛ كيف أفعل ذلك؟ كيف أصبح أكثر وعيًا إذا كانت تلك المعتقدات المُقيِّدة موجودة في اللاوعي؟ ستكون أكثر وعيًا ببساطة من خلال طرح الأسئلة عن نفسك، ومن خلال المراقبة الشخصية أثناء مراقبتك للأسواق. من خلال التحقق من نفسك والتحقق من السوق، ستبدأ في اكتساب الوعي بأهمية خطة التداول أو تغيير الخطة الموجودة لديك بالفعل إذا كانت غير ناجحة. لماذا ما تزال تقوم بالأمور التي قلت أنك عليك التوقف عن فعلها، ولماذا تفشل في القيام بنفس تلك الأشياء التي تقول أنه عليك القيام بها. بمجرد أن تقوم بتحديد البيانات الكامنة المدمرة، يمكنك أن تبدأ في التعامل معها؛ مشكلة واحدة تلو الأخرى.

إذن، فإن التداول في الفوركس رحلة لاكتشاف الذات، وعليك أن تبدأ في سحب طبقات لاوعيك، طبقة واحدة تلو الأخرى للبدء في فهم والتعرف على ما يحفزك إلى السلوك الذي ينتج تلك النتائج التي لا تريدها. هناك نوعين أساسيين من البيانات فيما يتعلق بالتداول. يغفل العديد من المتداولين عن هذه الحقيقة، وبالتالي فتغيب عنهم مجموعة مهمة للغاية من المتغيرات التي تؤثر بشكل كبير على تداولهم. أحد أنواع البيانات هي البيانات الميكانيكية، وهي تمثل كل ما يتعلق بالأسواق؛ ذلك الكيان، الأخبار، التحليل الفني، الأدوات والمؤشرات وغيرها. إن هذه البيانات خارجية بالنسبة لك. النوع الثاني من البيانات هو البيانات الداخلية، والتي تمثل كل ما يتعلق بأفكارك، عواطفك وسلوكك؛ عليك أن تدير هذين النوعين من البيانات من أجل إدارة نتائجك.

إن التداول في الفوركس هو لعبة عقلية وعاطفية بنسبة 100%، بغض النظر عما إذا كنت تستعد، تحلل، تدير أو تنفذ أثناء التداول؛ كل هذا يتطلب أدوات عقلية وعاطفية. إذا لم يكن لديك هذه الأدوات العقلية والعاطفية، ستفقد طريقك. يجب أن تكون على علم بما يحول بينك وبين الحفاظ على الالتزامات. في طريق اتقان اللعبة العقلية، ستعلمك الأدوات والتقنيات تحريك وتوجيه عمليات تداولك في الوقت الذي تساعدك فيه على الرؤية بشكل صحيح. تذكر أنه لا يمكنك تغيير ما لا يمكنك مواجهته ولا يمكنك مواجهة ما لا تعرفه.