PDA

View Full Version : أسس المتاجرة بالعملات الدولیة



angelofdeath
08-20-2017, 16:06
سوق العملات الدولیة ھو أضخم سوق في العالم , حیث تتقزم أمامھ جمیع الأسواق المالیة الأخرى .
وستدرك ضخامة ھذا السوق عندما تعلم أن حجم التداول في بورصة نیویورك للأسھم وھي أضخم بورصة أسھم في العالم یصل
إلى 25 ملیار دولار یومیاً بینما في بورصة العملات یتم تداول 2000 ملیار دولار یومیاً !! .
وھذا أكثر من كافي لتدرك مدى ضخامة ھذا السوق .
خلفیة تاریخیة
قد تتساءل عن السبب لعدم اشتھار المتاجرة بالعملات إذا ما قورنت بالمتاجرة بالأسھم والسلع التي بدأت بشكلھا الحالي تقریباً منذ
أكثر من قرن .
والسبب ھو حداثة العھد بھا .
فبعد الحرب العالمیة الثانیة وفي عام 1947 تم التوقیع بین الدول المنتصرة على اتفاقیة " بریتون وودز " لترتیب أوضاع
اللاقتصاد العالمي ومن بین بنود ھذه الاتفاقیة كانت عملیة تقییم العملات مقابل الدولار الأمریكي بدیلاً عن الذھب كطریقة تساعد
على بناء ما دمرتھ الحرب في دول أوروبا المنھكة , وكان من أھم نتائج ھذا القرار ھو ثبات أسعار العملات وبأقل حد من التذبذب
مقابل الدولار ومقابل بعضھا البعض .
فلم یكن ھناك مجال للمتاجرة بالعملات والتي تقوم أساساً على استغلال تذبذب أسعار العملات مقابل الدولار .
ولكن في عام 1970 ونتیجة لظروف اقتصادیة صعبة مرت بھا الولایات المتحدة قرر الرئیس الأمریكي ریتشارد نیكسون قراره
الشھیر بفك الارتباط بین الدولار الأمریكي وعملات أوروبا والیابان مما أدى إلى تأثر عملات أوروبا والیابان بھذا القرار تأثیراً
شدیداً , فأصبحت سریعة التأرجح صعوداً وھبوطاً تحت تأثیر سیاسة واقتصاد كل دولة من ھذه الدول وتحت تأثیر قوة أو ضعف
الدولار الأمریكي والاقتصاد الأمریكي , ومن ھذا التاریخ نشأ ھذا السوق في وقت واحد في الولایات المتحدة وأوروبا والیابان
وغیرھا من الدول .
ولكن نتیجة لحداثة ھذا السوق من جھة ولضعف وسائل الإتصال من جھة أخرى كان من المستحیل على غیر البنوك والمؤسسات
المالیة الكبرى المتاجرة بھذا السوق ھائل الضخامة .
ولكن مع التطور المستمر والمتسارع لوسائل الإتصال والإنتشار السریع لاستخدام الكمبیوتر , ومع ثورة الإنترنت الھائلة أصبح
بإمكان الأفراد ومنذ لا یزید عن فترة بسیطة المتاجرة بالعملات والاستفادة من الفرص التي لاتنتھي لتحقیق أرباح خیالیة وبسرعة
كبیرة .
فكما ترى فإن سوق العملات ھو أكثر الأسواق حداثة بین بقیة الأسواق المالیة مما یجعلھ غامضاً ومجھولاً لأغلب الناس الذین
اعتادوا المتاجرة بالأسھم والسلع منذ عقود بعیدة فضلاً عن الناس الذین لایتعاملون أصلاً بأي من الأسواق المالیة .
لماذا یشتري الناس عملات دول أخرى ؟
عندما یقوم تاجر من مصر مثلاً بشراء سلع من الیابان فلابد لھ أن یدفع قیمة ھذه السلع بعملة یقبلھا البائع الیاباني , فغالباً فإن البائع
الیاباني لن یقبل أن یحصل على ثمن سلعتھ بالجنیة المصري , بل ھو یرید أن یتسلم ثمن سلعتھ إما بعملة بلدة ( الین ) أو بعملة
مقبولة في أغلب دول العالم مثل الدولار الأمریكي أو الیورو أو الجنیة الإسترلیني .
ھنا لیس أمام التاجر المصري إلا أن یستبدل ما لدیة من جنیھات لیقوم بشراء دولار أمریكي لیرسلھا إلى البائع الیاباني مقابل السلع
التي اشتراھا منھ .
44
إذاً على التاجر المصري أن یشتري الدولار ویدفع مقابلة جنیة مصري .
وكذلك لو أراد شخص عربي أن یسافر إلى أحد الدول الأوروبیة بغرض السیاحة مثلاً فلابد أن یشتري بعملتھ المحلیة العملة
الأوروبیة الموحد ( یورو ) لیتمكن من دفع ما یشتریھ من سلع وخدمات في الدول الأوروبیة التي سیزورھا .
وكذلك لو كان ھناك شخص عربي یرغب بالاستثمار في بریطانیا بشراء عقار أو أسھم مثلاً فلكي یدفع قیمة ھذه الاستثمارات فلابد
أن یدفع قیمتھا بالجنیة الإسترلیني أو بعملة یقبلھا البائع الإنجلیزي كالدولار مثلاٌ , فعلیة إذاً أن یستبدل عملتھ المحلیة ویشتري جنیة
إسترلیني .
ھذه أھم الأسباب التي تدفع جھة ما لشراء عملة دولة أخرى ..