PDA

View Full Version : الأعين تراقب الفيدرالي والمركزي الأوروبي في ندوة (جاكسون هول)



nore
08-22-2017, 16:49
يستضيف بنك الاحتياطي الفيدرالي في (كانساس سيتي)، الندوة الاقتصادية السنوية التي تعقد في جاكسون هول، في ولاية وايومنغ، إعتباراً من يوم الخميس وحتى يوم السبت، حيث ستركز الأسواق أثناء هذه الندوة على حضور مميز لرئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي السيدة (جانيت يالين) ورئيس البنك المركزي الأوروبي السيد (ماريو دراجي).
وعلى الرغم من أن التوقعات محدودة بأن يقوم أياً من الرئيسين بإبهار الأسواق بتصريحات مثيرة، إلا أن المستثمرين سوف يتابعون وعن كثب كلمات هذه الشخصيات ا لهامة، في محاولة للحصول على نظرة على المسار المستقبلي المتوقع للسياسة النقدية العالمية.
وستركز ندوة الـ 2017 على "تعزيز إقتصاد عالمي ديناميكي"، خلال هذا الحدث السنوي الذي يجمع مئات من رجال المصارف المركزية ووزراء المالية وأصحاب القرار والأكاديميين والاقتصاديين لتبادل الأفكار حول القضايا الاقتصادية والآثار والخيارات المتعلقة بموضوع الندوة الذي يتغير كل عام.
وقد حظيت الندوة بشهرة من طراز خاص في دورتها التي عقدت في مثل هذا الشهر من عام 2010 عندما قدم رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ذلك الوقت (بن برنانكي) وعده الشهير للأسواق قائلاً:
"إذا ما تبين أن هناك حاجة للمزيد من الإجراءات، فإن خيارات السياسة النقدية (للبنك الاحتياطي الفيدرالي) موجودة لتوفير المزيد من التحفيز النقدي. ويتطلب أي تطبيق لهذه الخيارات إجراء مقارنة دقيقة بين التكلفة والمنفعة. وعلى كل حال، فإنه من المؤكد ان تقوم اللجنة بإستخدام أدواتها حسب الحاجة للحفاظ على استقرار الأسعار - لتجنب التضخم المرتفع أو إنخفاض الأسعار بأكثر مما هو عليه الأن –وإستمرار تعزيز الانتعاش الاقتصادي".
وعلى الرغم من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان قد إنتظر لفترة ثلاثة أشهر بعد ذلك قبل إطلاق الجولة الثانية من برنامج التحفيز النقدي المسمى (التسهيل الكمي) وإختصاراً "QE2"، والتي شملت شراء ما قيمته 600 بليون دولار من السندات طويلة الأجل و250 إلى 350 بليون دولار إضافية عن طريق إعادة إستثمار العائدات السابقة من الرهن العقاري، بهدف تحفيز الانتعاش الاقتصادي، فإنه قد تم إعتبار ندوة (جاكسون هول) هي العلامة التي سبقت التحول الكبير في السياسة النقدية، وأصبحت حدثاً يترقبه المستثمرون.
ربما سيفتقد كل من يالين ودراغي إلى الدراما المثيرة
تشير التوقعات إلى أنه على الأغلب لن تحمل ندوة هذا العام الكثير من الإثارة، حتى مع تحول البنوك المركزية الكبرى إلى موقف أقل حمائمية على طريق العودة نحو تطبيع السياسة النقدية.
ستتحدث رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي السيدة جانيت يالين في كلمة حول الإستقرار المالي، من المقرر أن تبدأ عند الساعة 10:00 صباحا بالتوقيت الأمريكي الشرقي (2:00 بعد الظهر بتوقيت غرينيتش)، من يوم الجمعة. وقال (دانسكه بانك) في تقرير أصدره للعملاء أنه لا يتوقع أي شيء "دراماتيكي".
وذكر تقرير البنك: "إننا نبحث عن تكرار ذات الإشارات التي رأيناها مؤخراً بأن الإعلان عن تخفيض الميزانية العمومية للإحتياطي الفيدرالي سيتم في وقت قريب نسبياً (على الأرجح في أيلول/سبتمبر)، وأن رفع أسعار الفائدة لا يزال هو الأساس لهذا العام".
كما إنخفضت إحتمالات أن يثير الرئيس ماريو دراغي الأسواق أثناء حديثه المقرر يوم الجمعة كذلك، حيث أشارت بعض المصادر مؤخرا إلى أن رئيس البنك المركزي الأوروبي سيلتزم بالحديث فقط عن موضوع الندوة،وأنه سيفضل أن يراقب التطورات الاقتصادية المحلية في منطقة اليورو، مع إنتظار التاريخ الذي قد يتخذ خلاله البنك المزيد من الإجرائات، والذي كان قد صرح سابقاً إلى أنه سيكون خلال الخريف.
وقال المحللون في (يوليوس باير) أنه "من المرجح أن يؤكد رئيس البنك المركزي الأوروبي ماريو دراغي على المرونة التي يتمتع بها في التخطيط للسياسة النقدية، كما أن التضخم لم يرتفع حتى الأن بما يكفي لإقناع أصحاب القرار في البنك المركزي الأوروبي بوجوب إنتهاج سياسة نقدية أكثر تشددا".
وأضاف هؤلاء المحللون: "نحن نتوقع على الاقل أن ينتظر البنك المركزي الاوروبي حتى يحقق التضخم المزيد من التعافي، مما سيعطي فرصة لتأجيل عملية تطبيع السياسة النقدية لأخر لحظة ممكنة"، كما أعادوا التأكيد على توقعاتهم السابقة بأن عمليات شراء الاصول ستجري كما تم الإعلان عنه دون أي تغيير، وأن أول رفع في سعر الفائدة الرئيسي لن يتم قبل الربع الثالث من عام 2018.
وفيما يتعلق بغيرهم من رؤساء البنوك المركزية، لم يصدر البرنامج الرسمي حتى اللحظة، حيث من المقرر الإعلان عنه يوم الخميس عند الساعة 8:00 صباحاً بالتوقيت الأمريكي الشرقي، إلا أنه هنالك أمر واحد مؤكد وهو أن حاكم بنك إنجلترا (مارك كارني) قد قرر عدم حضور هذا الحدث.
وعلى الرغم من أن بنك اليابان لم يؤكد حتى الأن جدول أعمال الرئيس (هاروهيكو كورودا)، إلا أن رئيس بنك اليابان كان قد حضر جميع ندوات (جاكسون هول) السنوية منذ أن أصبح سيد السلطة النقدية اليابانية في 2013.
إنه حدث مهم للـ يورو/دولار
بما أن كل التركيز منصب على (يالين) و(دراغي)، فإن المستثمرين والمتداولين في أسواق العملات يحضرون أنفسهم لما قد ينتج عن ذلك.
في تقريره الأسبوعي، قال بنك (باركليز) البريطاني أن مخاطر اليورو المتعلقة بهذا الحدث "منحازة إلى الجانب الهبوطي، وأن ثيران اليورو قد يواجهون خيبة الأمل بسبب غياب أي تلميحات هامة بشأن تطبيع السياسة النقدية من طرف البنك المركزي الأوروبي".
وقال تقرير البنك كذلك: "على العكس من ذلك، هنالك مخاطر صعودية محدودة للدولار، نظراً لإمكانية أن يرسل بنك الاحتياطي الفيدرالي رسالة واثقة، في ظل تسعير السوق المنخفض لمسار سعر الفائدة الفيدرالية، وعمليات بيع الدولار (في أسواق العملات)".
واضاف التقرير: "إن البيانات الاقتصادية الأخيرة، والتي تثير القلق بشأن قدرة ترامب على تحقيق أهدافه الإقتصادية هي بعض العوامل السلبية للدولار".