zezo3
09-07-2017, 23:16
من غير الممكن طرق هذا الموضوع دون استعراض تاريخ الفلسفة الأخلاقيّة، والتي أظهرت في تاريخها محاولاتٍ مستمرة للاستقلال من التعاريف الدينيّة للخير والشرّ ابتدأت من الأب الأول أفلاطون، والذي قال على لسان سقراط: "الخير كالشمس يمنح الحياة للأرض." وقد كان للتقوى دورٌ محوريّ في فلسفة أفلاطون الأخلاقيّة، فهي مع صفاتٍ أخلاقيّة أخرى -كالشجاعة والعدالة والشرف- ضرورة لارتقاء الروح. ويستمرّ -على لسان سقراط- ليشبّه الروح بالمدينة، مقارناً علاقة مجتمعاتها وطبقاتها بالاستبصار الذي يعرّف الخير وصدامه مع الرغبات والنعرات، مما يقترح أن أفلاطون رأى أن الأخلاق قابلة للاشتقاق باستخدام العقل والمنطق والذي يتخذ مصلحة المدينة (المجتمع) مقياساً يحدد خير التصرفات من شرّها. ويرى أفلاطون - ومن بعده أرسطو بأبعادٍ أخرى- أن الحياة الأخلاقيّة سبيل للسعادة والاكتفاء الروحيّ (متبوعةً بالحياة الفكريّة). و رأى آخرون من الأغريق بعدهم أن الأخلاق يجب أن تخضع للسعادة والرضى، وأن الخير متمثّل بالوصول إلى الهناء، وأهمّ هؤلاء أبيقور.