PDA

View Full Version : الفرق بين الشغف والاهتمام في التداول



yanic00
10-13-2017, 15:12
كثير من الناس يدخلون سوق الفوركس ولديهم أفكارا عن التداول بنجاح، وطموحات بالسفر إلى أروع الشواطئ العالمية، والاستمتاع بأوقات الفراغ كما يحلو لهم، إلا أن الكثيرين لا يتمكنون من فعل ذلك وعادة ما يستسلمون قبل تحقيق شيء من آمالهم وأحلامهم.

تصلني أسبوعيا أخبار من المتداولين المبتدئين الذين يطلبون أشياء مثل، "أريد حقا أن أصبح متداولا ناجحا، ولكنني لا أستطيع تحقيق الثبات في نتائج عمليات تداولي، رغم أنني حضرت العديد من الدورات وقرأت الكثير من الكتب وقمت بالتداول على مدى ساعات كثيرة، ولكنني لا أعلم ما الخطأ الذي ارتكبه. "

ومتى علمت بهذه الأمور، فإنني أطرح الأسئلة التالية:

1) هل لديك خطة تداول؟

2) هل تدون ما تقوم به من صفقات في سجل تداولك كل يوم؟

3) هل لديك أوقات تداول محددة؟

4) هل لديك روتين ذهني قبل التداول حيث تقوم بالتحضير ليوم التداول؟

5) هل تستخدم طريقة إدارة مناسبة للمخاطر؟

6) هل تقوم بتدوين صفقاتك في سجل أدائك بشكل منتظم؟

في حوالي 8 أو ربما 9 من أصل كل 10 حالات، عادة ما أحصل على الرد التالي: "كلا، لم أفعل أي شيء من هذا."

للعلم، لقد بدأت حقا العديد من الأشياء التي لم تسفر عن أي نوع من النجاح أو النمو أو السعادة، ومن الأمثلة الواضحة على ذلك هو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بانتظام.

وأنا بالتأكيد أعلم أن الكثير منكم مر بهذه التجربة.

قرأت مؤخرا مقالا لـ "جيمس كلير" في مدونة له حيث كان يتحدث عن التركيز عند الشعور بالملل، فقد سأل يوما أحد المدربين الذي قاموا بدريب آلاف من الرياضيين الأولمبيين حول ما الشيء الذي يفعله هؤلاء الرياضيين بشكل مختلف.

فأجاب المدرب: " الأمر يتعلق بمن يمكنه منهم التعامل مع الملل أثناء التدريب كل يوم ويقوم برفع الأوزان نفسها مرارا وتكرارا."

فاستمر "جيمس" في نشر ما لديه من رؤية حول هذا الموضوع:

أعتقد أن الكثير من الناس يصابون بالاكتئاب عندما يفقدون التركيز أو الدوافع لأنهم يعتقدون أن الأشخاص الناجحين لديهم شغف وقوة إرادة لا تلين وبالتالي يظنون أنهم لا يملكون شيئا من هذا، ولكن تصورهم هذا على العكس تماما لما قاله هذا المدرب.

فبخلاف المتوقع فقد كان يقول أن الرياضيين الناجحين في الواقع يشعرون بالملل وغياب الحافز نفسه كما يشعر به الجميع، وأنه ليس بحوزتهم تلك الحبوب السحرية التي تجعلهم يشعرون بالاستعداد والأمل كل يوم، ولكن الفرق هو أن الأشخاص الذين يلتزمون بأهدافهم لا يتركون مشاعرهم تحدد تصرفاتهم.

في المقال الأول أوضح "جيمس" مسألة هامة جدا هنا وهي كيف أن الأشخاص الناحجين يتمسكون بأهدافهم، بغض النظر عن العواطف والانفعالات التي يتعرضون لها، وأنهم لا يسمحون لعواطفهم بإن تملي عليهم أسلوب عملهم أو ممارستهم أو تدريبهم.

قام أحد طلابي بنشر فيديو رائع للملاكم الأمريكي المحترف "فلويد مايويذر"، ويمكنكم رؤية المرونة في طريقة تفكيره، فمع أنه يربح المباريات التي يخوضها، إلا أنه يكمل التدريبات والممارسة والعمل حتى النهاية.

تخيل لو أنك بصرف النظر عن النجاح أو الفشل في التداول أو الشعور بالثقة أو الشك في نفسك، لا تزال تقوم بالعمل وتدون صفقاتك في سجل يوميات تداولك يوما بعد يوم، ولا تزال تحتفظ بإدارة محكمة للمخاطر، وتذهب إلى الفراش في وقت مبكر حتى يمكنك أن تستيقظ في الوقت المحدد، ولا تزال مستعد ذهنيا وتقوم بكل الخطوات بصرف النظر عن الخسائر التي تكبدتها بالأمس؟

فما تأثير ذلك على عقلية تداولك؟

تخيل مدى التغير الذي سيطرأ على طريقة أدائك وتفكيرك بالنسبة للتداول، فإنك لن تظل معتمداعلى الربح التالي أو الخسارة التالية لتحديد مستوى ثقتك أو مهارتك أو شعورك بنفسك، وهذا من شأنه أن يبعدك عن حالات الانفعال الشديد التي تدخلك فيها العواطف.

فمن المرجح أن تصبح متداولا مختلفا من جميع النواحي، وتحظى بتجربة تداول مختلف، أعتقد أنها تستحق التفكير والتأمل.

إلا أن هناك أمر واحد أعتقد أنه فات "جيمس"، ألا وهو تقييمه للشغف والدافع. نعم، إن الأشخاص الناجحين في كافة المجالات يشعرون بنوع من الملل في مرحلة ما، وأنهم يستمرون في العمل بصرف النظر عن الشعور بهذا الملل.

ومع ذلك فإن السبب في تمسكهم بالتدريب والعمل والانضباط، نابع من الشغف والدافع تجاه العملية، فقد كان المدرب يقول أن لديهم شغف جارف، لا يمكن إيقافه لأنهم في مواجهة الملل والمشاعر السلبية، يستخدمون هذا الشغف نحو العملية للحفاظ على مواصلة التقدم، وألا نتخطى التفاصيل الصغيرة في التداول، وبهذه الطريقة لا يسمحون لمشاعرهم أن تحدد لهم تصرفاتهم، والتي هي الصلة التي أعتقد أنها فاتته.

وبصرف النظرعن الأفكار الثاقبة التي كتبها "جيمس".

ولكن هذا هو الفرق بين أن تكون "شغوفا" بالتداول، وأن تكون "مهتما" به، وهذا هو ما كان يتحدث عنه "كيفن سبيسي" بخصوص أن تكون ناجحا. انتبه إلى الموضع الذي تحدث فيه عن الرغبة.

إن الأشخاص المتحمسين للتداول لن تفوتهم التفاصيل الصغيرة، وسوف يقومون بالتعديلات بمرور الوقت، وسوف يتجهون نحو منطقة عدم الراحة، ولن تردعهم عواطفهم، ولن يسمحوا لتلك المشاعر أو التجارب بأن تحدد تصرفاتهم، وفي نهاية أسبوع تداولهم سيقومون بمراجعة شريط الأحداث.

ومع ذلك فإن الاشخاص الذين يشعرون بالاهتمام سوف يجتهدون حينما تكون الظروف مواتية، ولكنهم سوف يتخطون الأشياء الصغيرة حينما تصبح الظروف أصعب، وسوف يهملون تدوين الصفقات عمدا في سجل التداول، ولن يحافظوا على إدارة المخاطر، وسوف يسمحون لمشاعرهم بأن تحدد تجاربهم. وسوف يبررون لأنفسهم عدم القيام بهذه الأشياء.

إن السبيل إلى أن تصبح شغوفا هو بالوقوع في الشغف بهذه العملية، ومع التحديات التي تواجهها، فإنه يتحرك نحو مناطق التداول التي تجعلك تشعر بعدم الارتياح. قد يغامر المرء بقول أن هذه التحديات تثير الحماس، وذلك بإدراك ما يكمن وراء تلك العقبة التي تقف أمام نمو أداء تداولك.

وبالعودة إلى الحديث عن طلابنا في مقدمة المقالة، فإنهم لم يكونوا يفعلون أي من تلك الأشياء، تبين أنهم كانوا منهكين من أعمالهم، وكانوا يقومون بالتداول في أوقات عشوائية على مدار اليوم، سألتهم كيف يتثنى لشخص ما أن يكون لاعب كرة سلة جيد إذا كان لا يقوم بممارسة التدريبات وممارسة الرميات الحرة والتمريرات والتهديف، والفطع إلخ ، وهم يعرفون الجواب، والشيء نفسه ينطبق على التداول.

بعد إجراء التعديلات على نشاطه وجدول تداوله الزمني، فإنه تمكن من اكمال الشهر والخروج منه رابحا، فقد كانت التجربة الأولى له منذ فترة طويلة.

هناك موضوع مهم جدا من وراء القيام بكل هذا العمل الإضافي وما يفعله لك من الناحية العقلية، ومع ذلك فسوف أطلعكم عليه في مقال أخر.

ولكن اكتشف أين تكون على هذا المستوى بين أن تكون "مهتما" وأن تكون "شغوفا"، فهذا على الأرجح سوف يخبرك بسبب أدائك بالطريقة التي تقوم بها، وإلى أي مدى وصل تقدمك فيه.