PDA

View Full Version : كيف تتغلب على مخاوفك عند تداول الفوركس؟



yanic00
10-17-2017, 02:27
يعرف قاموس "أكسفورد" الخوف على أنه "شعور غير محبب ينتج عن توقع الخطر مما يؤدي إلى الإحساس بالرهبة والقلق والتوجس"، والخوف هو توقع حدوث ضرر ما، ويشكل آلية نفسية ومعرفية تعمل على مساعدتنا على النجاة عن طريق دفعنا إما إلى توقع وتجنب المواقف الخطرة المحتملة أو إذا ما قمنا باختيار مواجهة ومجابهة تلك المخاوف بحالة من الانتباه والتركيز الشديدين، من منظور التطور يؤدي الخوف إلى تحفيز غريزة "الهجوم أو الفرار"،

حيث يتم إفراز هرمون " الأدرينالين" في الجهاز الدوري حتى نكون على استعداد للقتال أو للهروب، ولهذا فإن جميع المتداولين يشعرون بالخوف في بعض المراحل لأنهم يبدون ردود أفعال فطرية في بيئة لا يمكن التنبؤ بها – من تداعيات السوق والمخاطرة بالوقوع في خسائر مؤثرة ومحتملة.
الخوف ليس دائما هو صديقنا النافع، ففي حين أن المتداولين الناجحين في سوق الفوركس يسيطرون على مخاوفهم، فهناك أخرون يقعون تحت سيطرة هذا الخوف ويصابون في النهاية بالتوجس والقلق وعدم القدرة على اتخاذ القرارات، حتى تصبح مسألة افتتاح الصفقات وإغلاقها كابوسا لا يطاق. فبالنسبة للمتداولين الناجحين فإن اشتداد حالة الإثارة الناجمة عن الخوف تؤدي إلى التركيز والوعي الشديد قبل افتتاح الصفقة، إلا أن الأمر يختلف بالنسبة لمن أصبحوا أسرى للخوف، فإن تدفق "الأدرينالين" يؤدي إلى الشعور بالذعر والخوف الذي يعمي العقل ويفسد الحكم على الأمور.
وحتى تصبح متداولا ناجحا فإنه من الضروري أن تجعل الخوف حليفا لك، حتى تستفيد منه وتتماشى معه كي تحصد الفوائد التي تقدمها آلية البقاء على قيد الحياة. فالمتداولين في حاجة إلى معرفة كيفية تأثير المظاهر المختلفة للخوف على سلوكيات التداول بالطريقة الإيجابية أو السلبية. إن الخوف شعور لا مفر منه، وتتم معالجته جزئيا على مستوى اللاوعي، ولكن حينما يتم استيعاب أسبابه تماما، فقد يساعد ذلك على تحسين أداء التداول الخاص بكم.

يمكن تقسيم الخوف إلى ثلاث فئات:
1. الخوف من الخسارة
2. الخوف من ضياع فرص الصفقات الجيدة
3. الخوف من اتخاذ القرارات الخاطئة

الخوف من الخسارة
إن التداول مثل بقية الأعمال التجارية الأخرى، حيث الخسائر هي جزء أصيل من اللعبة، إلا أن الخسارة تلو الخسارة قد تؤدي إلى ترك بعض الآثار النفسية الدائمة التي قد تشل تفكير المتداول أو تملئه بالذعر عند الاقتراب من منضدة التداول، وكما شرح الكاتب "مارك دوغلاس" في كتابه الكلاسيكي "المتداول المنضبط"، فإن الخوف من الخسارة يؤدي في الواقع إلى الخسارة، فيحدد موضع وقف الخسارة بالقرب من نقطة افتتاح الصفقة، بدلا من منح حركة السعر المجال للحركة والنمو، حيث غالبا ما يتراجع مؤشر الصفقة عقب افتتاحها مما يدفع المتداول المذعور إلى الخوف وإغلاق الصفقة على خسارة بسيطة تحاشيا للخسارة الكبيرة، ففي النهاية سوف تؤدي سلسلة من الصفقات الخاسرة إلى إفراغ حساب التداول من الرصيد.
ينبغي أن ينصب التركيز على تجنب الخسائر الضخمة وليس الخسائر البسيطة، فإن لم تستطع التغلب نفسيا على الخسارة الصغيرة، فسوف تفوتك الصفقات الكبرى المحتملة، لأن كل صفقة تداول تقوم بها من المحتمل أن تصبح في غير صالحك، ومن المهم أن تعلم حجم مبلغ المخاطرة الذي تصبح على استعداد لخسارته في كل صفقة تداول، ومن التصرفات الكارثية الأخرى توقع أن يقوم مؤشر السوق بإعادة تصحيح وضع صفقة خاسرة لتغلق عند مستوى التعادل، وبالتالي كثيرا ما يؤدي ذلك إلى خسائر اكبر في كثير من الأحيان.
قد ينصرف تركيز المتداول تماما إلى الاهتمام بالنتائج بدلا من إتباع خطة التداول في سوق الفوركس، عندما يحول الخوف من الخسارة دون تنفيذ الصفقات، وهذا يسبب الشك في مصداقية خطة التداول التي تقف حجر عثرة في طريق اختيار صفقات التداول، وبالتالي تبدأ حلقة لا تنتهي من الشك بالنفس في الاتساع.
وحتى تقاوم الشعور بالخوف من الخسارة فإن التداول التجريبي أو التداول بمبالغ بسيطة يمكنك من التركيز على تنفيذ منظومة تداولك بدلا من التركيز على الأرباح والخسائر. وأنا أنصح بالقيام بالطريقة الثانية، لأنك إذا ما قمت بالتداول بمبالغ بسيطة من المال فسوف تشعر بانفعالات السوق ولكن في أدنى مستوياتها، وتستطيع بذلك التعود بنفسك تدريجيا عليها، والأموال التي تخاطر بها هي ما يمكنك تحمل خسارتها، وينظر إليها على أنها تكلفة التعلم، مثل الشهادة الجامعية. التداول التجريبي البسيط لا يثير العواطف والانفعالات بما أنه ليس هناك من الأموال ما هو على المحك.
حينما يصبح باستطاعتك الثقة بنفسك في تنفيذ خطة تداولك بدون استثناء وحينما يمكنك دخول السوق والخروج منها بكل ثقة ودون تردد، عندها يمكنك التفكير في الانتقال إلى التداول الحقيقي.

الخوف من ضياع فرص الصفقات الجيدة
إن الخوف من ضياع فرص الصفقات الجيدة قد يصبح خطيرا لأنه يتسبب غالبا في قيام المتداول بالاشتراك في التداول بالسوق بأي ثمن، فتؤدي الإثارة والنشوة إلى إلغاء خطة التداول وعدم الالتفات إلى المخاطر المحتملة للصفقة، وهذا الخوف من ضياع فرص التداول هو أمر ينبغي عليكم التخلص منه إذا أردتم أن تصبحوا متداولين ناجحين، لأنكم إن لم تحاولوا، فسوف يتسبب ذلك في جعلكم تقومون بالإفراط في التداول.
وكما ناقشنا في إحدى مقالاتي السابقة عن التكرار المنخفض لعدد مرات التداول مقابل التكرار المرتفع لعدد مرات التداول، فإن تكرار الصفقات ليس ما ينبغي عليك الاهتمام به، وإنما ينبغي عليك الاهتمام بجودة الصفقات التي تقوم بها، وما ينبغي أن تخشاه هو التداول بشكل مكثف، وليس الإقلال من التداول كثيرا! لما يزيد على العشر سنوات من التداول ومساعدة المتداولين الأخرين، فإن المشكلة الأولى التي أرى المتداولين الهواة والمتعثرين يقعون فيها هي أنهم يكثرون ببساطة من التداول، إن السوق لن يبرح مكانه، وسيظل بإمكانك التداول دائما، لذا لا تقلق حيال ضياع فرصة اختيار نموذج أو اثنين من نماذج الصفقات، فمن الأفضل أن تكون حذرا ولا بأس من إضاعة بعض الصفقات بدلا من أن تسعى بشكل محموم إلى فرض إحدى الصفقات بالقوة دون أن يكون لها أي أهمية في الواقع.

الخوف من اتخاذ القرارات الخاطئة
إن التركيز على أن تكون مصيبا في قراراتك بدلا من التركيز على تحقيق المكاسب يرجع إلى غرور المتداول، فالغرور يوازن بين صافي قيمة رأس مال المتداول وبين تقديره الذاتي لشخصه مما يؤدي إلى جني الأرباح بصورة سريعة جدا أو الخروج من الصفقة عند مستوى التعادل. ينتج عن التداول العديد من القضايا التي تخص علاقة المرء بالمال، قد يصعب الصراع الداخلي بين الحاجة إلى كسب المال وبين الحاجة إلى الوصول للكمال الأمر في الخروج من إحدى الصفقات خاسرا لأن ذلك يدمر صورتك المثالية أمام نفسك، أو قد يتعاظم لديك الشعور بالذنب جراء جني المال وبالتالي تبحث عن سبيل لإعادة المال إلى السوق بطريقة غير واعية، وحتى تتجنب هذا التدمير الذاتي، ينبغي أن يكف الغرور عن حماية تلك الصور الذاتية.
إن التداول هو لعبة احتمالات وسوف يكون هناك دائما خسائر، فطلبك للكمال يهيئك فقط للفشل، فإن لم يسعك تقبل الخسارة في بدايتها وهي بسيطة لأنك تسعى للكمال، فسوف تظل هذه الخسارة تزيد وتكبر إلى أن تصبح خسارة أكبر بكثير.
ارتكاب الأخطاء له تأثيراته المختلفة على الأفراد، ربما أدت الدرجات الضعيفة إلى استياء الآباء وشعرت بالدونية وعدم القيمة، فنحن سريعي التأثر والحساسية بالنسبة لتعليقات الأخرين، فحينما نكون أطفالا، قد يكون للتعليقات عواقب غير متوقعة وطويلة الأمد، وكثير منا لم يشفى تماما من التأثيرات النفسية للمعاقبة على ارتكاب الأخطاء حتى هذه اللحظة، وتصبح المسارات العصبية راسخة في الدماغ وهي المسئولة عن ربط العواطف والانفعالات بخبرات التعليم، وحينما تكون تلك العواطف سلبية، فإنها تحول بيننا وبين قدرتنا على التعلم في ظل ظروف صحية وبناءة.

استيعاب مخاوفك والسيطرة عليها في السوق
يجب أن تفسر خطة تداولك العواطف والانفعالات التي قد تشعر بها على الأرجح، وبالأخص تلك المتعلقة بالخوف، وبصفتك متداول ينبغي أن تنتقل من عقلية التوجس والقلق إلى التمتع بالثقة بالنفس، كي تتمكن من التعلم من أخطائك. يجب أن تثق في قدرتك على كسب المزيد من المال أكثر من خسائرك، وهذا ما يجعل الأمر سهلا في الاستمرار في دخول الصفقات بعد المرور بسلسلة من مراكز الصرف الخاسرة.
يعتمد التداول الناجح في سوق الفوركس على التغلب على المخاوف الرئيسية التي تقابلها أثناء قيامك بالتداول في السوق، واكتساب الثقة في طريقة تداولك ومزيد من الثقة في نفسك، فإذا تم استيعاب المظاهر المختلفة للخوف، فإن المتداول يصبح مهيأ لتحويل المخاوف من كونها قوة مدمرة إلى أحد أكثر مصادر قوتنا عند العمل في السوق.

aym
10-17-2017, 09:48
كيف تتغلب على المخاوف فى التداول فى الفوركس من المواضيع المهمة حيث يعتبر هالمل الخوف منوالعوامل التى تؤثر على المتاجر فى التداول بالتاثير السلبي

sirwan jamil ali
10-17-2017, 13:22
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .... مقال رائع وشرح ممتاز في الحقيقة استمتعت بقرائته . احب الاشخاص الذين ينشرؤن مواضيع مشجعة وطرق للمعالجة والتعامل الصحيح مع سوق ضخم كالفوريكس المليئ بالمخاطر المستمرة ... واتمنى ان ياخذ المبتدئين هذا الكلام على محمل الجد

بدر اشطيبي
10-17-2017, 23:14
اعتقد ان افضل طريقة للتعلم هي وضع ادارة راس المال و الالتزام
بها الى اقصى الحدود اخواني و خاصة ان الفوركس متقلب

Abdullah81
02-07-2024, 23:11
من وجهة نظرى لتتلغب على الخوف يتمثل فى 3 اشياء اولهم ان تتوكل على الله
ثم تاخذ باسباب النجاح وهو معرفة التحليل واسس التداول الصحيحة
واخيرا ادارة راس المال الجيدة