PDA

View Full Version : النوافذ المكسورة: ماهي الفائدة من الحرب؟



big.pharaoh
10-21-2017, 01:26
شعرت أسواق العملات بتأثير التوترات الجيوسياسية في 2017. فور تنصيب دونالد ترامب الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة بتاريخ 20 يناير، بدأت الأمور بالتصاعد على المستوى الدولي. بفضل آخر الخلافات بين واشنطن وكوريا الشمالية، مؤشر الدولار الأمريكي، والذي يقيس قوة الدولار مقابل 6 عملات رئيسية، يتراجع على خلفية أسعار المنتجين الأقل في الولايات المتحدة، ما جعل متداولي فوركس يخسرون الثقة بأزواج مثل الدولار الأمريكي/الين الياباني، بحسب ما قاله نيكولا جروزدانوفيك

رسائل ترامب على تويتر أطلقت الكثير من الإنتقادات ضد المكسيك وكندا والصين وسوريا وروسيا وكوريا الشمالية وكلامه لم يقم بأي تهدأة للأسواق المالية المتوترة. هذه التوترات المتواصلة، خصوصاً مع كوريا الشمالية، التي يبدو بأنها مصرة على الإستمرار في برنامج الصواريخ النووية الغير حكيم، دفعت بالمستثمرين للتفكير بشأن احتمالية إندلاع حرب حقيقية. أغنية "أدوين ستار" الكلاسيكية المعادية للحرب في السبعينات تقول "ماهي الفائدة من الحرب؟" السؤال الذي يجاب عليه بالأغنية "لا شيء على الإطلاق" – ولكن الكثير من الخبراء والمحللين السوقيين لا يسارعون في الإجابة، ويتسائلون إن ما كانت الحرب أمر جيد بالنسبة للإقتصاد العالمي المتنامي بوتيرة بطيئة جداً.

منذ أن تبعت الحرب العالمية الثانية الكساد العظيم، أصبح من الشائع بين الإقتصاديين أن الحرب تحفز النمو الإقتصادي. الطريقة التي تعافت بها الولايات المتحدة خلال وبعد الحرب العالمية الثانية درست لعقود، حيث تراجعت معدلات البطالة وزاد الإنفاق وتوازن العرض والطلب. ولكن مثل فريدريك باستيات عن النافذة المكسورة يبدد الأسطورة بأن الدمار يعتبر أمر جيد لتحفيز النمو. في قصته، تنكسر نافذة أحد أصحاب المحلات ويتفق المشاهدين أن الأمر فعلياً أفضل بالنسبة للمجتمع ككل، لأن على صاحب المحل أن يدفع لصانع الزجاج لكي يصلح النافذة، والذي يعني بأن صانع الزجاج سوف يكون لديه مال لينفقه على أمرٍ آخر. تستمر هذه الدورة حتى يتم تحفيز الإقتصاد بشكل عام. ولكن ما يشير له باستيات – والذي حول قصته إلى "مغالطة النافذة المكسورة"- هو أن استبدال النافذة المكسورة يعتبر من تكاليف الصيانة، وليس شراء لشيء جديد، وتلك الصناعة ليست مما ينقص صانع الزجاج. كذلك الأمر، تقوم الحروب بتحفيز النمو والتوظيف فقط في بعض المجالات، وفي النهاية تقود إلى المزيد من التكاليف على المدى الطويل بسبب الدمار الذي تتسبب به. المشاهدين في قصة باستيات، يشبهون المستثمرين والإقتصاديين الذين يقولون بأن الحرب جيدة بالنسبة للإقتصاد، ولكنهم غير قادرين على الإدراك بأنهم يركزون فقط على الأطراف المشاركة في التأثير قصير الأجل وليس الأطراف الخارجية الخفية التي تخسر على المدى الطويل والقصير.

مغالطة النافذة المكسورة تعد مثالاً سرمدياً ينطبق على العالم المعاصر. قامت شركة Economic *******، شركة البحوث المستقلة، بتقييم تأثير الصراع الفعلي بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية على الإقتصاد العالمي. مشيرة إلى أن الدول المشاركة في الحرب العالمية الثانية قد شهدت تراجعاً ضخماً في الناتج الإقتصادي. يشير "جاريث ليذر" و "كريستال تان" إلى سوريا كمثال أساسي، ويشيرون إلى أن الناتج القومي الإجمالي للبلاد تراجع 60% بسبب الحرب. الحرب الكورية في الخمسينات كانت أسوء من ذلك، حيث تراجع الناتج القومي الإجمالي لكوريا الجنوبية بنسبة 80%.

يدعي تقييم هذه الشركة أن شبه الجزيرة الكورية سوف تشعر بأكبر هزة اقتصادية في حالة الحرب اليوم. ولكن لهذا الأمر سوف يكون له ارتدادات على الإقتصاد العالمي، حيث أن كوريا الجنوبية تشكل 2% من الناتج القومي الإجمالي العالمي. كما أن الدولة هي أكبر منتج لشاشات LCD وأشباه الموصلات وفيها ثلاث أكبر شركات شحن على مستوى العالم وتعتبر مركز رئيسي لصناعة السيارات. كوريا الجنوبية المدمرة بسبب الحرب سوف تؤثر في التوريد العالمي وسوفيكون هناك أضرار كبيرة على المسارات التجارية العالمية وعدم كفاية واسعة.

كما أن الإقتصاد الأمريكي كذلك قد يشعر بالتأثيرات السلبية، كما شهد خلال الحرب على العراق عام 2003 (حوالي تريليون دولار) في حال الحرب المحتملة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بدأت وطالت، فإن الدين الفدرالي سوف يزداد، والذي سوف يكون كارثياً بالنسبة للدين الوطني (الذي يتوقع فعلاً أن يرتفع إلى 65 تريليون دولار بنهاية 2017، من دون حرب).

من الصعب تبرير مزايا الحرب على أي مستوى، حيث أن النتائج سوف تكون مدمرة اقتصادياً، ولكن مع ازدياد التوترات، كلما ازداد استعداد المستثمرين في عالم فوركس والسلع لسيناريوهات الحرب المحتملة. خطاب الرئيس الأمريكي فقد تأثيره على الأسواق منذ يناير، والذي يمكن أن يظهر من خلال مكاسب البيسو المكسيكي والدولار الكندي (21% و 8% على التوالي) مقابل الدولار الأمريكي. منذ تنصيب ترام، شهدنا تراجع مؤشر الدولار الأمريكي لستة أشهر – أطول فترة منذ 2003. الدمار المحتمل للحرب والتأثيرات السلبية طويلة الأجل منها على الإقتصاد العالمي، سوف تتراكم فقط على المزيد من الميول السلبية بالنسبة للدولار الأمريكي. وبالتالي على الأغلب أن نقوم بأداء أغنية إدوين ستار في المستقبل الغير بعيد جداً.

ibrahimsoft
10-21-2017, 22:56
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، جزاك الله خير اخي الكريم علي طرح هذا الموضوع ، في انتظار جديدك
بوركت و اتمني لك النجاح و التوفيق ان شاء الله .