PDA

View Full Version : احكى لى عن اول مولود



foued9002
09-29-2013, 05:00
احكى لى عن اول مولود
كنت فى العمل عندما اتانى خبر الولادة..ذهبت الى المستشفى وجدت نفسى امام الريسيبشن أسأل عن غرفة زوجتى....أخذت معلومات الغرفة و أنا مسرع..وصلت الى باب الغرفة المغلق ووقفت أمامه رفعت يدى ادق على الباب و امسكت بمقبض الباب افتحه...فتحت الباب رأيت زوجتى فى حالة اعياء إجهاد وبجانبها كومة من الاغطية و عند قدمها اليمنى تجلس أمها و عند اليسرى يجلس أخيها...وتقف أختها امام السرير....لم انظر لأى منهم.. لم أرى ألا زوجتى حتى فلذة كبدى نسيتها فى هذة اللحظة....
كانت نظرتى الى زوجتى نظرة أمتنان و شكر وكانت نظراتها لى كلها رضى و عطف.....قبلتها على جبينها وقبلت رأسها و يديها واطمئننت على صحتها عندما وجدت عينى تبحث فى كل جزء فيها محاولة ات تطمئن عليها....ثم نظرت ألي و مالت بنظرتها تلك الى ذاك المخلوق الذى بجانبها.........و قالت بصوت مجهد (مريم جت) فاقتربت من تلك الاغطية و صرت أزيلها حتى ظهر من تحتها ملاك لونه وردى نااااااااائم-... ما شاء الله لا قوة الا ب الله-تبارك الله أحسن الخالقين داعبت بأصبعى يدها فبدأت تتحرك و اغلقت يدها الضعيفة على أصبعى وكان هذا اول تعلق لى معها...تثائبت... نزحت عنها الغطاء و أمسكتها و رفعتها -بسم الله الرحمن الرحيم-بسم الله ما شاء الله- رفعت الاذان فى أذنها اليمنى ..و رفعت الاقامة فى أذنها اليسرى..............
وضممتها أأأأأأأأأأأههه_ بنتى.. بتاعتى أنا ...ظللن أفحصها و أتمحصها بنظرى ..ما تركت فيعا موضع الا و تفحصته..كنت أريد أن أحفظها و أحفظ تفصيلها...أناملها... أظافرها... أصابع قدميها..عينيها المغلقتان.. أنفها الصغير.. فمها...وجنتيها...ذقنها.. أذنيها...شعرها..كل حاجة فيها صغيرة صغيرة قوى يا ترى حتكبر أمتى ..و تبقى زى البنات..

بعدما منيت عينى منها وحاولت إعادتها الى فراشها أول ما يدى تركتها علا صوتها بالبكاء فرفعتها فى لهفة و خوف الى صدرى فسكتت عن البكاء و كأنها تعلم من أنا ولعل من الفطرة أحساسها بى وبكل ما فى كيانى تجاهها من لمسة يدى عندما رفعتها...
مخلوق شفاف رائع .....ومن يومها ونحن متعلقان ببعضنا البعض الى أبعد الحدود
واتدت رداء الرحيل

فى جوف الليل سمعت صرخة عالية...وجدت نفسى أمامها تبكى و تشكى من شىء أصابها ولا شىء واضح...لم أنتظر طويلا رفعتها على كتفى و هرولت بملابس نومى اجرى أبحث عن من يطببها...بسهولة وجدت طلبى.. ووضعتها بين يدى الطبيب و أنا أقول ماذا بها قال الطبيب لا شىء
...ومع ذلك أحقنها مهدىء وأوصى لها ببعض التحاليل..عدت بها و كانت قد هدأت و بدأت تستسلم للنوم... وضعتها فى فراشها و جلست بجانبها حتى نامت ...دخلت أنام فلم أعرف للنوم طعما ... و لم تغمض عينى مع ان امها كانت بجوارهامنذ أن عدنا...عند سماعى لأذان الفجر أسرعت أليها وجدتها و أمها مستغرقة فى النوم و امها ايضا...كان عرقها يتصبب ... و على الرغم من الراحة المرسومة على و جهها لم اكن متفاءل...توضئت و صليت الفجر و تأهبت للذهاب الى العمل... خرجت و قبل وصولى الى مكان ركوب سيارة العمل عودت الى المنزل مسرعا، شيئا ما اعادنى و جعلنى ادور للخلف و اخرجت مفاتيح الشقة و فتحت -سبحان الله-عندما نزلت كان المنزل منور و لكن اول ما دخلت إنتابنى احساس بان البيت مظلم، هرولت الى حجرتها وجدت كل شىء فيها أبيض ...أبيض شاهق...دون عرق...إحساسى بها باردة و ضعت يدى على جبهتها ،باردة ...باردة...باردة

وقفت انظر اليها نفس النظرة التى نظرتها اليها اول مرة-يوم ولادتها-

و لكن هيهات هيهات بين النظرتين، نظرة الاقبال و نظرة الرحيل،ماذا افعل ،لااعلم اتصلت بأخى...ألو...تعالى دلوقت عيزك...تعالى من غير ما تسأل
...مقلتش اكتر من كدا...مكنش ممكن اقول اكتر من كدا...كانت دموعى ستسبقنى اليه و الكلمات لن تخرج و سيحل محلها صراخ و انهيار...ولكن رحمة ربى هى ما أجمعت قواى الخائرة فى تلك اللحظة.
أطول 25 دقيقة فى حياتى حتى اتى اخى ،أول نظرة له يسأل عن سبب أستدعائه قلت له...عظم الله اجرك...قال لا اله الا الله محمد رسول الله، إنا لله و انا ايه راجعون...هل بلغت امها ؟ قلت أمها فى الصالون. دخل اخى وجد زوجتى فى الصالون جالسة ترتدى السواد و تنتحب فى صوت مكتوم محدثة همهمات غير مفهومة فزادت دهشته و عاد يسأل بعينه...طالما ان زوجتك موجودة فمن إدن عظم الله أجرى فيه...تثبت فى مكانه و نظر حوله فى مجال من يبحث عن صغير؟؟ثم قال هى (----) فين،و لم يكمل لأنى أجبته بدموعى و علو صوتى امها بالبكاء...عاد يسألنى وهو مندهش ماذا حدث؟
لم أستطع الاجابة بدأت دموعى تنهمر ووضعت و جهى ف الحائط متخفيا...فقال بمرارة يااااااااااابتى إذاى ؟؟ دى كانت بتلعب مع العيال إمبارح و ضربت طارق على إيده علشان أخد منها الورق و الالوان.
جلس اخى امام التليفون وسحب اجندة التليفون و بدأ فى الاتصال بكل الاقارب و الاهل لاخبارهم و ماهى الا ساعة حتى كان كل شىء جاهز...وساعة أخرى كانت العروس قد إرتدت رداء الرحيل...و أسترقوها من امامى واسرعوا بها الى المقر الدائم لها حيث سألقاها-إن شاء الله.
لم أستطع ان اتابع،لماذا؟ لا أعرف،خوف.عدم تصديق.لااعلم لااعلم كل ما فعلته انى دخلت حجرتها نظرت الى فراشها، جلست على حافة الفراش و لمست بكفى غطائها و مررت يدى على الفراش اتحسسها..لأول مرة لا اشعر لا احس اين... اين... خلاص مفيش...بح بابا... أدقق النظر من خلف تلك الدموع اللعينة التى تحجب رؤية فراشها عنى،أمسح الدموع بظهر يدى فى عجلة و ضيق و اعود لافتح عينى ...برضه مفيش فايدة مش موجودة...لا اله الا الله محمد رسول الله...البنت دى راحت فين، كان فى اخر السرير الدبدوب بتاعها اللى كانت بتحضنه و هى نايمة هو ليه منكووش كدا؟ و مقلوب على وجه كل الامور غلط... وايه اللى ع الارض دى...ملابسها اللى كانت لبساها من كام ساعة...
جلست احلق بنظرىفى كل جزء من اجزاء الحجرة لعلى اجدها، أخرج الى البلكونة يمكن تكون بتلعب بصندوق اللعب على ارضية البلكونة، مفيش حد، طب يمكن فى الحمام،اجرى ع الحمام،برضه مفيش حد، يمكن تكون باتت عند عمتها، هى بتحب عمتها وبنات عمتها قوى.طلعت من حجرتها علشان اتصل بعمتها أسأل عليها،لقيت عمتها نفسها قاعدة عندنا وواخدة امها-زوجتى- فى حضنها،نظرت لى .قامت واحتضنتنى و قالت شد حيلك...
هى أمانة الله كانت عندنا و أستردها
إستوقفتنى كلمة استردها،يعنى ايه استردها؟ مش مستوعب. يعنى خلاص
.رجعت من مطرح ما جت .يعنى مفيش----تانى. يعنى بح بابا. فى هذة اللحظة ظهر أخى و أخوالها و عليهم علامات حزن الدنيا كلها بملابسهم المتربة و عيونهم و انوفهم الحمراء من كثرة الدموع...إحتضننى أخى و هو يقول تعالى نقعد مع الناس .قلت له ناس مين ؟ هو فيه ايه؟ ممكن تفسر لى ايه اللى بيحصل دا. بس وحياة ابوك يا شيخ واحدة واحدة علشان انا مش مستوعب...أيه الحلم البايخ اللى انا فيه دا.
أسرعت بالخروج من الحجرة لأجد مجموعة من النساء كانت زوجتى من بينهم نظرت اليها من خلف دموعى ابحث عنها، أول ما رأتنى أقبلت على ومن خلف دموعنا وقفنا متواجهين. مدت يدها لتمسح دموعى بظهر يدها كما كانت تفعل من رحلت.-كانت من عادتها ان تمسح دموعها بظهر يدها- هنا إنفجر بداخلى بركان الحزن و لم اسمع إلا اخى و هو يقول -الحمد لله- انا كنت خايف عليك قوى ، الحمد لله
مر يوم،مر يومان، مرت أيام،لا يوجد تغيير فى أى شىء، الحياة تسير وكأنها موجودة، فى كل ركن أراها، على كل كرسى اجدها .وان لم اجدها اجد دمياتها كثيرا ما جلست امام التليفزيون و هو مغلق انتظرها تفتحه.ولايفتح التليفزيون.ولن يفتح التليفزيون...

و حتى الان بمجرد دخولى المنزل و لا اجدها ادخل حجرتها ابحث عنها .فى ارجاء الحجرة .على السرير. بجانب دمياتهاالكثيرة التى كانت تختبىء بينها لتفاجئنى. اقف طويلا ابحث عنها و كثيرا ما اتلمس سريرها ودوما اتحسس فراشها، إنه دافىء وكأنها قامت من عليه الان.اجلس و تطول جلستى بخيبةأمل اعود الى مفتاح الاضاءة اغلقة واغلق الباب. اسمع صوتا بالداخل افتح الباب بسرعة ومفتاح الاضاءة فلا اجد احد .فإعود بخيبة الامل و اغلق الحجرة الممتلئة ذكريات.

ألأن شريط الذكريات يدور دون إرادتى.أمد إيدىاخرج البومات الصور . اخرج ال cd الخاص بها . فى كل مكان ذهبنا اليه كنت التقط الصور و اسجل الافلام و المواقف على الموبايل . و بمجرد عودتنا للمنزل كنت افرغ محتوياته على الكومبيوتر واطبع الcd لعمتها و عمها و أخوالها.

بهذا بدأت الذكريات كل ما حولى اصبح ذكرى.كل ما حولى اصبح كان كانت بتعمل كدا..وهنا كانت تقول كذا ..من كلماتها لما تنتهى من اكل او شرب او حمام او اى شىء كانت تقول...بابا بح...ان تمسكت بشىء تريده قالت ...تانى بابا... إن اشتكت مرض قالت... أوف بابا... و أول ما تكلمت قالت ( أشف) و نست كلمة بابا مبقتش تقولها. كبرت و كبرت الكلمات معها . كانت مثلى تحب الشيكولاتة و نفس النوع الذى أفضله و كنا كثيرا ما نتقاتل على نصيبى بعد ان تلتهم نصيبها و نصيب أمها.
كل شىء أصبح ذكرى حتى أكل الشيكولاتة اصبح ذكرى... كل شىء تركته اصبح ذكرى إلا هى ،ف الشىء الوحيدالذىلم يصبح ذكرى هى نفسها...
يا ترى متى تبدأ الحياة من جديد متى اشعر بمرور الساعات و مضى الايام و تعاقب الاسابيع و الشهور لتكون الاعوام. و تبدأ رأسى فى النسيان...لأنسى و أنسى و أنسى
مازلت انتظر ان تذهب الذكرى
اتمنى النسيان و لو دقائق
و لكن على ما يبدو و ان
النسيان نفسه
اصبح
ذكرى

MY MOHAMED
09-29-2013, 12:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وانا سعيد جدا بمشاركاتكم
وان شاء الله نفيد ونستفيد من بعض جميعا