PDA

View Full Version : البيمارستانات



zakariada
09-29-2013, 21:16
البيمارستانات

تطورت المستشفيات في بداية العهد الإسلامي، وأطلقوا عليها اسم البيمارستان، وهي كلمة فارسية تعني "بيت المرضى."[58] نشأت فكرة المستشفيات كأماكن لعلاج المرضى على يد الخلفاء الأوائل.[59] وتعد باحة المسجد النبوي في المدينة المنورة في عهد النبي محمد، أول مستشفى في الإسلام.[60] كان ذلك خلال غزوة الخندق, حيث أمر النبي بنصب خيمة ليعالج فيها الجرحى.[60] ومع الوقت، وسّع الخلفاء والحكام البيمارستانات لتشمل الأطباء والصيادلة.

وقد بنى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك أول بيمارستان في دمشق عام 88 هـ/707 م.[61][62] كان بالبيمارستان طاقم من الأطباء مدفوعي الأجر،[63] كما كان مجهزًا تجهيزًا جيدًا.[60] كان يعالج فيه المكفوفين، والمجذومين وغيرهم من المعاقين، حيث كان مرضى الجذام يعزلون عن بقية المرضى.[60] وقد اعتقد البعض أن البيمارستان ما هو إلا مكان لعزل المجذومين، لأنهم كانوا يجمعون به.[61] أما أول مستشفى إسلامي حقيقي فقد بني في عهد الخليفة هارون الرشيد،[59] عندما دعا الخليفة الطبيب جبريل بن بختيشوع لبناء بيمارستان جديد في بغداد. حقق هذا البيمارستان شهرته سريعًا، فكان سببًا في انتشار البيمارستانات في بغداد.[59]
مميزات البيمارستانات

مع تطور البيمارستانات في العهد الإسلامي، أصبحت هناك مميزات خاصة بها، فقد كانت تعتمد على العلوم لا مكان للكهانة فيها، كما عالجت جميع البشر بغض النظر عن عرقه أو دينه أو جنسيته أو جنسه.[59] وتدل وثائق الوقف الإسلامي أنه لم يطرد منها أحد أبدًا، كما كان هدف العاملين الأسمى هو مساعدة المرضى.[60] لم يكن هناك وقت محدد بعده يطرد المريض من البيمارستان;[61] حيث تثبت وثائق الوقف أنه كان من الحق المرضى أن يبقوا في البيمارستانات حتى يتعافوا تمامًا.[59] كان هناك قسمين متساويين أحدهما للرجال والآخر للنساء،[59][60] كان بها أقسام منفصلة للأمراض العقلية والأمراض المعدية والأمراض غير المعدية والجراحة والصيدلة وأمراض العيون،[60][61] ولكل قسم فريق من الأطباء والممرضين من نفس الجنس.[61] كل بيمارستان به قاعة للدروس ومطبخ وصيدلية ومكتبة ومسجد وأحيانًا كنيسة للمرضى المسيحيين.[4][61] وعادة ما كانت هناك بعض الفقرات الترفيهية والموسيقية للترويح عن المرضى.[61]

لم تكن البيمارستانات أماكن للعلاج فقط، ولكنها كانت بمثابة مدارس طبية لتعليم وتدريب طلاب الطب.[60] كانت العلوم الأساسية تدرس على يد معلمين خاصين. وقد كانت البيمارستانات الإسلامية أولى المستشفيات التي تحتفظ بسجلات مكتوبة عن حالة المرضى وعلاجهم.[60] كان الطلاب هم المسئولين عن تدوين حالة المرضى، تحت إشراف الإطباء.[61]

خلال عهد الخلافة العباسية، كانت الرخصة الطبية إلزامية.[61] ففي عام 931 م، علم الخليفة المقتدر بوفاة أحد الأشخاص نتيجة خطأ طبي.[4] فأمر سنان بن ثابت بن قرة بأن يختبر الأطباء ويمنع من يرى عدم أهليته منهم.[4][61] ومنذ ذاك الحين، أصبحت الاختبارات ضرورية، ولا يمارس الطب سوى المؤهلين لذلك.[4][61]
الصيدلة

كما اهتم العرب بترجمة المؤلفات الطبية، اهتموا أيضًا بترجمة الكتب التي تناولت طب الأعشاب كأعمال ديسقوريدوس[64] بل وجابوا الأمصار يصفون نباتاتها وخواصها، وكانت لهم كتبهم في وصف النباتات كأعمال ابن البيطار وداود الأنطاكي،[64] وابن التلميذ صاحب كتاب الأقربازين الكبير الذي ظل مرجعًا أساسيًا في علم صناعة الدواء في البيمارستانات في عصر الحضارة الإسلامية.[65]
أبو الريحان البيروني

كانت نشأة علم الصيدلة كعلم واضح المعالم ومهنة مستقلة في بداية القرن التاسع على يد العلماء المسلمين. فقد ذكر البيروني أن "الصيدلة أصبحت مستقلة عن الطب لغويًا كانفصال علم العروض عن الشعر، والمنطق عن الفلسفة، لأنها عامل مساعد للطب أكثر منها كونها تابعة له".[66] كما كانت المهنة على قدر عال من التنظيم، فلم يكن الصيادلة الحق في ممارسة المهنة إلا بعد الترخيص لهم، وقيد أسمائهم بجداول خاصة بالصيادلة، كما كان لكل مدينة مفتش خاص للصيدليات وتحضير الأدوية.[67]

استخدم الأطباء المسلمون في العصور الوسطى النباتات والمواد الطبيعية كنوع من العلاج أو الدواء وكمصدر للعقاقير الطبية بما في ذلك الخشخاش المنوم والقنب.[68] قبل الإسلام في الجزيرة العربية، لم يكن الخشخاش والقنب معروفين، حيث عرف المسلمون القنب القادم من الهند في القرن التاسع، بعد أن أطلعوا على الثقافة والأدب الطبي للفرس والإغريق.[68] كما نقلوا عن ديسقوريدوس الذي اعتبروه أعظم علماء النبات القدامى، أنه أوصى ببذور القنب لتهدئة آلام الفك وعصيره لأوجاع الأذن.[68] منذ عام 800 ولقرنين تاليين، اقتصر استخدام الخشخاش على الأغراض العلاجية.[68] إلا أن الجرعات في كثير من الأحيان كانت تتجاوز الحاجة الطبية. أما الخشخاش فقد وصفه يوحنا بن ماسويه لتخفيف آلام نوبات الحصاة الصفراوية والحمى وعسر الهضم والعين والرأس وأوجاع الأسنان وذات الجنب وكمنوّم.[68] على الرغم من فوائد الخشخاش الطبية، فقد حذر ابن ربن الطبري من أن خلاصة أوراق الخشخاش قاتلة، وأن خلاصة الأفيون سامة.[68] كما استخلص المسلمون أدوية جديدة من السنامكي والكافور والصندل والراوند والمسك وجوز القيء والتمر الهندي والحنظل وخانق الذئب وغيرها.[

yacine boucenna
10-30-2013, 11:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مشكور كثير اخي الكريم للافدة ننتظر المزيد من الاسهامات في مختف المواضيع القيمة
شكرا