PDA

View Full Version : عملة البترو الفنزويلية: وسيلة للتهرب من الديون ومنتج لا قيمة له ..



DR-olf
02-26-2018, 15:00
منذ ظهور العملات الافتراضية، تميزت بكونها لامركزية وشفرة مفتوحة المصدر تستحق الثقة، لذا كان من الغريب معرفة أن حكومة فنزويلا تنوي إطلاق عملة افتراضية خاصة بها تدعى "البترو"، خاصة وأن الحكومة لا تبدو واثقة من التعليمات البرمجية المرتبطة بيها، إذ قالت الصحيفة الرسمة أن البترو مبنية على شبكة الإثيريوم، في حين أن دليل المستخدم الذي نشرته الحكومة يقول أنها على شبكة نيم.

ومن المزعج أن هذه العملة الافتراضية، التي من المفترض أن تعزز الرفاهية وتقرب الناس إلى السلطة، لا يمكن شرائها بواسطة عملة البوليفار الفنزويلية التقليدية، لأن ببساطة البترو ليست عملة، إنما وسيلة لرفع العملة الصعبة خارج فنزويلا، في الوقت الذي تتعرض فيه الدولة لعقوبات تمنعها من الوصول إلى أسواق الديون الدولية.

وتعد البترو مجرد وسيلة لإخفاء الديون الدولية الجديدة وراء شاشة رقيقة من تكنولوجيا البلوكتشين، ولكن مسؤولي العقوبات في الولايات المتحدة الأمريكية لم ينساقوا وراء تلك الخدعة.

ومن الغريب أيضا أن عملة البترو يدعمها النفط، ما يعني أن المستثمر بحاجة لأن يثق في حكومة فنزويلا لتبادل النفط مقابل البترو، ومن الواضح أن البترو لن تؤمن النفط، وبالتالي تعتبر البترو مجرد ديون غير مضمونة بالنفط لحكومة تتجه إلى الأسوأ وتم منعها من أسواق الدين الدولية.

كما أن حكومة فنزويلا لا تعد المستثمر بالنفط في مقابل البترو، إذ تضمن فنزويلا إنها ستقبل البترو كشكل من أشكال دفع الضرائب الوطنية والرسوم والمساهمات والخدمات العامة، مع الإشارة إلى سعر برميل النفط في اليوم السابق كمرجع.

وإذا تم إلغاء كلمة العملة الافتراضية أو تكنولوجيا البلوكتشين من المعادلة، فإن الوضع يصبح كالتالي، تخطط فنزويلا لإصدار ديون من القسائم غير المضمونة التي يمكن استخدامها لدفع الضرائب في فنزويلا، ويتم تقييم هذه القسائم بسعر برميل النفط، ولكن الفنزويليين لن يكونوا قادرين على شراء هذا الدين.

وبصياغة الأمر هكذاـ تصبح البترو شئ لا هدف له، فالفنزويليين الذين يمكن أن يستخدموا الدين لدفع الضرائب لا يمكنهم شرائه بعملة البوليفار، والأجانب الذين يستطيعون شرائه لن يكسبوا شيئا من وراءه ولا يمكن استرداده نقدا، البترو مجرد مزحة ومنتج لن يستخدمه أحد.