elhamy
11-04-2013, 20:17
تسم العام 2012 بغموض اقتصادي حاد خيّم على العديد من الدول في العالم ومن المتوقع أن تكمل معظمها في هذا السياق خلال العام 2013، وفقاً لما يشير إليه تقرير «ديلويت» بشأن حال الاقتصاد العالمي الصادر حديثاً للفصل الأول من هذه السنة.
ويبحث التقرير في الاقتصادات العالمية الكبرى وآفاقها للسنة المقبلة. وهو يتضمّن في تحليله النقاط الآتية: مازالت الأزمة المالية في أوروبا تدعو إلى الشك بإمكانية صمود اليورو؛ ما يولّد حالاً من عدم اليقين تلقي بظلالها على الأداء الاقتصادي الحقيقي للعام 2013. وقد تكون الولايات المتحدة الأميركية دخلت بالفعل في حال من الركود. هذا، وتتجه كل من الصين والهند واليابان نحو حال من عدم الاستقرار الاقتصادي وهي تسعى جاهدة إلى التوصّل أو الحفاظ على النموّ الاقتصادي.
عدم الاستقرار في أوروبا
يبدأ تقرير «ديلويت» بتقييم لمنطقة اليورو؛ إذ تبقى حال عدم الاستقرار سائدة. إلاّ أنّ المخاوف حول مستقبل العملة المشتركة تفتح الطريق أمام مخاوف على الاقتصاد بحدّ ذاته، والتي قد تلقي بأوزارها على آفاق النمو في السنة المقبلة.
وعلى رغم أرجحية عدم تبدد المخاطر بالكامل، إلاّ أنّ إعلان المصرف المركزي الأوروبي ضمان وجود اليورو شكّل تغييراً في قواعد اللعبة؛ الأمر الذي زرع شعوراً بالثقة بين المستثمرين. وقد أظهرت مثلاً نتائج دراسة «ديلويت» بشأن آراء المديرين الماليين التنفيذيين في ألمانيا أنّ الشكوك الأساسية بشأن مستقبل اليورو بدأت تتراجع.
ومن بين عوامل الخطر الثلاثة الأساسية التي ذكرها المديرون الماليون التنفيذيون الألمان، ورد التراجع في الطلب المحلي والأجنبي الذي أتى مباشرة بعد خطر عدم الاستقرار في النظام المالي. أمّا المخاطر الأخرى فتأتّت من أزمة اليورو والمخاوف المتزايدة من الركود، وبالتالي فهي تشكّل مزيجاً متنوّعاً من أسباب عدم الاستقرار.
وفي حين يشكّل عدم اليقين بالنسبة إلى أداء الاقتصاد عاملاً أساسياً يؤثر باضطراد على بيئة الشركات، فإنّ ارتفاع عدم اليقين عن معدلات عادية يسبب ضرراً في الاقتصاد الكلي والجزئي. وهذه هي الحال الاَن؛ إذ تشكل نسب عدم اليقين المرتفعة العائق الأساسي الذي يرهق كاهل النمو الاقتصادي في أوروبا وغيرها من الدول وفقاً لما يراه خبراء صندوق النقد الدولي؛ إذ تعتبر أوضاع الركود المرتبطة بالغموض أكثر حدة من حالات الركود العادية، وهي تؤثر بشكل أكثر عمقاً وتستمر أكثر. وتصل الخسائر المتكبّدة من جرائها إلى ضعفي الخسائر الناتجة من حالات ركود أخرى.
أميركا تدخل نقطة الركود
يشير الخبير الاقتصادي الرئيس في مركز ديلويت للأبحاث، كارل ستايدتمان، إلى أنّ الولايات المتحدة تشهد بالفعل حالاً من الركود، على غرار أوروبا، وهو يستعرض في تقرير ديلويت أسباب الركود الموجبة لتوقّع ناتج محلي سلبي قد يدفع الولايات المتحدة إلى حال الركود في مطلع العام 2013.
ووفقاً لستايدتمان، سيتمحور التحدي الأساسي مع مطلع العام 2013 حول المرحلة التالية في مفاوضات السياسة المالية في الولايات المتحدة، وخصوصاً مسألة رفع سقف الديون. لكن،وبغض النظر عمّا يحصل في مسألة «الهاوية المالية»، فإنّ الولايات المتحدة تعيش حال ركود فعلاً. وستحدد نتيجة ما سيتأتى من المفاوضات بشأن الموازنة ما إذا كانت ستشهد ركوداً طفيفاً أو ما هو أخطر من ذلك.
الصين تبدو على الطريق السليم
يشير تقرير ديلويت إلى أنّ الصين على مشارف مسار أكثر إيجابية؛ إذ إنّ نموّها الاقتصادي يتسارع بعد أن تباطأ لمعظم فترات العام 2012. ويشير التحسّن في الصادرات، والإنتاج الصناعي، ونمو المبيعات بالتجزئة، وانحسار التضخم في الأسعار الاستهلاكية إلى أنّ الصين تسير في الواقع على السكة الصحيحة. إلاّ أنّ البلاد ستضطر إلى مواجهة صعوبات ملحوظة، بما في ذلك انخفاض معدلات الاستثمار الأجنبي المباشرة، والانتقال في القيادة السياسية، والحاجة المستمرة للبلاد إلى الابتعاد عن النمو المتأتي من التصدير لصالح نظرائها المستهلكين، وكلها نقاط تثير أسئلة بشأن قدرة الصين على الحفاظ على مسارها.
تراجع منسوب التفاؤل في اليابان
ويشير تقرير ديلويت إلى أن العام 2012 لم ينته بجرعة التفاؤل نفسها التي كانت موجودة قبل عام. وقد تمّ تمحيص هذا الموضوع في مقال تحت عنوان «العودة إلى الركود» في تقرير ديلويت لإلقاء الضوء على عوامل كعرقلة صادرات البلاد بفعل الركود في أوروبا، والانخفاض في مبيعات السيارات، والتراجع في الإنفاق الحكومي، والسياسة المالية المندفعة التي لم تعوّض الضغوط التضخمية الهائلة على البلاد، بالإضافة إلى القيمة العالية للدَّين الذي مازال يؤثّر على القدرة التنافسية للصادرات اليابانية.
الهند مازالت أمام التحديات
ويختتم التقرير بإشارة أكثر إيجابية؛ إذ يكتب برالهاد بورلي، أن النمو في الهند قد يتحسّن في الفصلين التاليين من هذا العام بعد أن اختبر فترة من التراجع. إلاّ أنّ وضع الهند يرزح تحت عدد من التحديات الاقتصادية ومن بينها تزايد العجز الضريبي، وانخفاض الاستثمارات، وارتفاع التضخم، ومعدّلات الفوائد العالية.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3822 - السبت 23 فبراير 2013م الموافق 12 ربيع الثاني 1434هـ
ويبحث التقرير في الاقتصادات العالمية الكبرى وآفاقها للسنة المقبلة. وهو يتضمّن في تحليله النقاط الآتية: مازالت الأزمة المالية في أوروبا تدعو إلى الشك بإمكانية صمود اليورو؛ ما يولّد حالاً من عدم اليقين تلقي بظلالها على الأداء الاقتصادي الحقيقي للعام 2013. وقد تكون الولايات المتحدة الأميركية دخلت بالفعل في حال من الركود. هذا، وتتجه كل من الصين والهند واليابان نحو حال من عدم الاستقرار الاقتصادي وهي تسعى جاهدة إلى التوصّل أو الحفاظ على النموّ الاقتصادي.
عدم الاستقرار في أوروبا
يبدأ تقرير «ديلويت» بتقييم لمنطقة اليورو؛ إذ تبقى حال عدم الاستقرار سائدة. إلاّ أنّ المخاوف حول مستقبل العملة المشتركة تفتح الطريق أمام مخاوف على الاقتصاد بحدّ ذاته، والتي قد تلقي بأوزارها على آفاق النمو في السنة المقبلة.
وعلى رغم أرجحية عدم تبدد المخاطر بالكامل، إلاّ أنّ إعلان المصرف المركزي الأوروبي ضمان وجود اليورو شكّل تغييراً في قواعد اللعبة؛ الأمر الذي زرع شعوراً بالثقة بين المستثمرين. وقد أظهرت مثلاً نتائج دراسة «ديلويت» بشأن آراء المديرين الماليين التنفيذيين في ألمانيا أنّ الشكوك الأساسية بشأن مستقبل اليورو بدأت تتراجع.
ومن بين عوامل الخطر الثلاثة الأساسية التي ذكرها المديرون الماليون التنفيذيون الألمان، ورد التراجع في الطلب المحلي والأجنبي الذي أتى مباشرة بعد خطر عدم الاستقرار في النظام المالي. أمّا المخاطر الأخرى فتأتّت من أزمة اليورو والمخاوف المتزايدة من الركود، وبالتالي فهي تشكّل مزيجاً متنوّعاً من أسباب عدم الاستقرار.
وفي حين يشكّل عدم اليقين بالنسبة إلى أداء الاقتصاد عاملاً أساسياً يؤثر باضطراد على بيئة الشركات، فإنّ ارتفاع عدم اليقين عن معدلات عادية يسبب ضرراً في الاقتصاد الكلي والجزئي. وهذه هي الحال الاَن؛ إذ تشكل نسب عدم اليقين المرتفعة العائق الأساسي الذي يرهق كاهل النمو الاقتصادي في أوروبا وغيرها من الدول وفقاً لما يراه خبراء صندوق النقد الدولي؛ إذ تعتبر أوضاع الركود المرتبطة بالغموض أكثر حدة من حالات الركود العادية، وهي تؤثر بشكل أكثر عمقاً وتستمر أكثر. وتصل الخسائر المتكبّدة من جرائها إلى ضعفي الخسائر الناتجة من حالات ركود أخرى.
أميركا تدخل نقطة الركود
يشير الخبير الاقتصادي الرئيس في مركز ديلويت للأبحاث، كارل ستايدتمان، إلى أنّ الولايات المتحدة تشهد بالفعل حالاً من الركود، على غرار أوروبا، وهو يستعرض في تقرير ديلويت أسباب الركود الموجبة لتوقّع ناتج محلي سلبي قد يدفع الولايات المتحدة إلى حال الركود في مطلع العام 2013.
ووفقاً لستايدتمان، سيتمحور التحدي الأساسي مع مطلع العام 2013 حول المرحلة التالية في مفاوضات السياسة المالية في الولايات المتحدة، وخصوصاً مسألة رفع سقف الديون. لكن،وبغض النظر عمّا يحصل في مسألة «الهاوية المالية»، فإنّ الولايات المتحدة تعيش حال ركود فعلاً. وستحدد نتيجة ما سيتأتى من المفاوضات بشأن الموازنة ما إذا كانت ستشهد ركوداً طفيفاً أو ما هو أخطر من ذلك.
الصين تبدو على الطريق السليم
يشير تقرير ديلويت إلى أنّ الصين على مشارف مسار أكثر إيجابية؛ إذ إنّ نموّها الاقتصادي يتسارع بعد أن تباطأ لمعظم فترات العام 2012. ويشير التحسّن في الصادرات، والإنتاج الصناعي، ونمو المبيعات بالتجزئة، وانحسار التضخم في الأسعار الاستهلاكية إلى أنّ الصين تسير في الواقع على السكة الصحيحة. إلاّ أنّ البلاد ستضطر إلى مواجهة صعوبات ملحوظة، بما في ذلك انخفاض معدلات الاستثمار الأجنبي المباشرة، والانتقال في القيادة السياسية، والحاجة المستمرة للبلاد إلى الابتعاد عن النمو المتأتي من التصدير لصالح نظرائها المستهلكين، وكلها نقاط تثير أسئلة بشأن قدرة الصين على الحفاظ على مسارها.
تراجع منسوب التفاؤل في اليابان
ويشير تقرير ديلويت إلى أن العام 2012 لم ينته بجرعة التفاؤل نفسها التي كانت موجودة قبل عام. وقد تمّ تمحيص هذا الموضوع في مقال تحت عنوان «العودة إلى الركود» في تقرير ديلويت لإلقاء الضوء على عوامل كعرقلة صادرات البلاد بفعل الركود في أوروبا، والانخفاض في مبيعات السيارات، والتراجع في الإنفاق الحكومي، والسياسة المالية المندفعة التي لم تعوّض الضغوط التضخمية الهائلة على البلاد، بالإضافة إلى القيمة العالية للدَّين الذي مازال يؤثّر على القدرة التنافسية للصادرات اليابانية.
الهند مازالت أمام التحديات
ويختتم التقرير بإشارة أكثر إيجابية؛ إذ يكتب برالهاد بورلي، أن النمو في الهند قد يتحسّن في الفصلين التاليين من هذا العام بعد أن اختبر فترة من التراجع. إلاّ أنّ وضع الهند يرزح تحت عدد من التحديات الاقتصادية ومن بينها تزايد العجز الضريبي، وانخفاض الاستثمارات، وارتفاع التضخم، ومعدّلات الفوائد العالية.
صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3822 - السبت 23 فبراير 2013م الموافق 12 ربيع الثاني 1434هـ