PDA

View Full Version : قرار ترامب لتخفيض العجز التجاري مع العالم فرض الرسوم الجمركية



boshra
04-29-2018, 03:55
«الاستثمارية» من العاصمة السعودية الرياض
ما زال القائد الأمريكي دونالد ترمب مصرا على وضع حاجز للإعفاءات الممنوحة لحلفاء بلاده التجاريين من الضرائب الجمركية على الصلب والألمنيوم، مطالبا تلك البلدان بتقديم تنازلات.
وحظيت بعض الدول من ضمنها كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية، بإعفاءات من الضرائب الجمركية التي أعلنتها الإدارة الأمريكية في شهر مارس (شهر مارس) ووصلت نسبة 25 في المائة على الصلب و10 في المائة على الألمنيوم، غير أن تلك الإعفاءات تنتهي مدتها في الأول من شهر مايو (أيار) وربما لا يتم تمديدها.
وأقر الإعفاء الأمريكي مؤتمر مطالبة دول التحالف الـ28 بفتح أسواقها على نحو أضخم في مواجهة أميركا، وتجري مفاوضات في الوقت الحاليّ بذلك الأمر.
وإن كان المبتغى الأول لتلك الإجراءات التجارية العقابية الصين، سوى أنها تهدد هذه اللحظة بالتحول إلى حروب تجارية مع عدد من الدول الحليفة للولايات المتحدة التي تتوعد بدورها باتخاذ ممارسات مماثلة بحق عدد من السلع الأمريكية.
وتنعكس تلك الأجواء على أماكن البيع والشراء المالية الدولية والاقتصاد الأمريكي، إذ تتكبد مؤسسات عديدة من مبالغة كلفة إصدار هذين المعدنين.
بل القائد الأمريكي يركز على ما يظهر على العجز في الميزان التجاري الأمريكي مع كثير من الشركاء التجاريين على غرار التحالف الأوروبي، وهو ما أوضح به المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حين استقبلها يوم الجمعة في البيت الأبيض.
ووصل مقدار الصادرات الأوروبية من الصلب والألمنيوم إلى أميركا 7.7 مليار دولار العام السابق، وأفصح ترمب أن العجز في الميزان التجاري الأميريكي تجاه التحالف الأوروبي يتعدى 150 مليار دولار، معتبرا أن هذا "لا يمكن تبريره".
وقالت ستيفاني سيجال الخبيرة الاستثمارية في ترتيب الدراسات التّخطيط والدولية في واشنطن "إن كان ذلك العنصر الأوحد الذي يتم التذرع به، فمن المحتمل تسويته بشراء بضع طائرات بوينج إضافية، بل ذلك لا ينطبق على المسائل البنيوية المطروحة مع الصين التي قد تتم فرقا كبيرا على النطاق البعيد.
وأضافت الخبيرة الاستثمارية "أخشى أن نضطر بهدف التغلب على الصين أن نحدث أضرارا هائلة من غير أن نتوصل إلى حصيلة".
وحرص ترمب على عدم أماط اللثام أوراقه أثناء لقاءاته في النهاية مع القائد الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي زار واشنطن قبل ميركل.
غير أن القائد الفرنسي ندد في مواجهة الكونجرس بالسياسات الحمائية وذكر ماكرون في كلمته: "إننا بحاجة إلى تجارة حرة وعادلة"، مؤكدا أن "حربا تجارية بين حلفاء لا تلائم مهمتنا ولا تاريخنا ولا التزاماتنا الجارية حيال الأمن الدولي".
ودعا ماكرون قرينه الأمريكي إلى إعفاء أوروبا بصورة ختامية من الضرائب الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، مشددا على الصلات الجيدة بين الطرفين.
وتحدث ماكرون في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز: "آمل أن يتخذ قرار إعفاء التحالف الأوروبي، نحن لا ندخل في حرب تجارية مع حلفائنا.. ترمب صرح إن الإعفاءات سارية حتى الأول من مايو (شهر مايو)، لنرى ما سيقرره، ما هي أولوياتكم؟ ذلك كل ما أقوله".
وتلك ليست أول مرة التي يدعو فيها مسؤول فرنسي المنحى الأمريكي لاتخاذ مرسوم ختامي بخصوص الضرائب الجمركية، حيث حض برونو لومير وزير الاستثمار الفرنسي واشنطن أثناء مؤتمرات الربيع لصندوق الإنتقاد العالمي والبنك العالمي على رفع الضرائب الجمركية عن واردات الصلب والألمنيوم من التحالف الأوروبي بصورة ختامية.
أما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، فحرصت على عدم التماس إعفاءات ضريبية، مكتفية بالقول أثناء اجتماع صحافي مشترك مع ترمب إن المرسوم الختامي بخصوص تمديد الإعفاءات "يرجع للرئيس".
غير أن التحالف الأوروبي صرح بوضوح أنه سيرد بالمثل في حال قاسى أضرارا على نحو مستديم نتيجة لـ الضرائب الجمركية الأمريكية، وربما وضع لائحة من السلع الأمريكية البارزة تراوح من الجينز إلى الدراجات البخارية، مرورا بزبدة الفستق وبعض السلع الأمريكية.
ومن بين الحلفاء التقليديين الآخرين للولايات المتحدة، تدخُل كندا والمكسيك مفاوضات حثيثة مع واشنطن بخصوص إرجاع التفاوض في اتفاقية التداول الحر لدول أمريكا التابعة للشمال (نافتا) الساري تطبيقه منذ 1994.
ويعقد المفاوضون الرئيسون مؤتمرا جديدا في السابع من شهر مايو (أيار) ستعرف خلاله أوتاوا ومكسيكو ما إذا قد كانت أميركا ستمدد الإعفاءات الممنوحة لها.
ووصلت قيمة واردات الولايات المتحدة الامريكية من الصلب والألمنيوم عام 2017 باتجاه 12 مليار دولار من كندا، وثلاثة مليارات دولار من المكسيك.
واتخذت واشنطن مرسوم فرض ضرائب جمركية بالأساس للدفاع عن التصنيع الأمريكية، تحت شعار ضرورات الأمن القومي، بل لا يتضح بوضوح هذا النهار ما هو المبتغى الأخير لإدارة ترامب؟
ونوه لاري كودلو هائل مستشاري البيت الأبيض الاقتصاديين، إلى أنه بهدف تمديد الإعفاءات، تنتظر واشنطن تنازلات من الأوروبيين، ولا سيما في قطاع المركبات، وهو ما لا يتعلق للوهلة الأولى بذرائع الأمن القومي التي أوضحت في الأساس.
كما أن حجج الأمن القومي من الممكن أن تكون سيفا ذا حدين، ولفتت ماري لوفلي أستاذة الاستثمار في جامعة سيراكوز إلى أنه "منزلق خطر على كثير من الأصعدة" لأنه "قد يشكل شيكا على بياض" للدول الأخرى "التي قد تستخدم هي أيضاً تلك الكيفية".
وفيما تشاهد ستيفاني سيجال أنه "حين تبادر أمريكا إلى هذا، يصبح من العسير الاحتجاج على دول أخرى تستخدم حججا مماثلة"، نصح جريجوري داكو المتمرس وصاحب الخبرة الاستثماري المختص في الولايات المتحدة الامريكية لدى ترتيب "أوكسفورد إيكونوميكس"، من أنه في حال لم توسع واشنطن الإعفاءات وقرر شركاؤها التجاريون الرد، "ثمة مخاطر بأن نشهد صدمة حقيقية في سلسلة الإصدار، مع انعكاسات سلبية على أماكن البيع والشراء المالية".