AhmedMarwan
06-05-2018, 02:42
مسجد ومدرسة السلطان حسن بالقاهرة. يعد المسجد أكثر آثار القاهرة تناسقا وانسجاما، ويمثل مرحلة نضوج العمارة المملوكيّة. وتم ترميم وإصلاح المسجد من قبل لجنة حفظ الآثار المصرية عام 1915م.
أنشأ المسجد السلطان حسن بن محمد بن قلاوون. بدأ البناء في سنة 1356 ميلادية واكتمل بعدها بسبع سنوات في 1363. قتل السلطان قبل انتهاء البناء ولم يعثر على جثمانه، ولم يدفن في الضريح الذي بناه في المسجد خصيصا بل دفن فيه ولداه فيما بعد.
جامع الملك الناصر حسن هذا الجامع يُعرف بمدرسة السلطان حسن وهو تجاه قلعة الجبل فيما بين القلعة وبركة الفيل وكان موضعه بيت الأمير يلبغا اليحياوي الذي تقدّم ذكره عند ذكر الدور وابتدأ السلطان عمارته في سنة سبع وخمسين وسبعمائة وأوسع دوره وعمله في أْكبر قالب وأحسن هندام وأضخم شكل فلا يُعرف في بلاد الإسلام معبد من معابد المسلمين يحكي هذا الجامع أقامت العمارة فيه مدّة ثلاث سنين لا تبطل يومًا واحدًا وأرصد لمصروفها في كل يوم عشرون ألف درهم عنها نحو ألف مثقال ذهبًا.
ولقد أخبرني الطواشي مقبل الشاميّ: أنه سمع السلطان حسنًا يقول: انصرف على القالب الذي بني عْليه عقد الإيوان الكبير مائة ألف درهم نقرة وهذاالقالب مما رمي محلى الكيمان بعد فراغ العقد المذكور.
قال: وسمعت السلطان يقول لولا أن يُقال ملك مصر عجز عن إتمام بناء بناه لتركت بناء هذا الجامع من كثرة ما صُرف عليه وفي هذا الجامع عجائب من البنيان منها: أن ذراع إيوانه الكبير خمسة وستون ذراعًا في مثلها ويقال أنه أكبر من إيوان كسرى الذي بالمدائن من العراق بخمسة أذرع ومنه القبة العظيمة التي لم يبن بديار مصر والشام والعراق والمغرب واليمن مثلها ومنها المنبر الرخام الذي لا نظير له ومنها البوابة العظيمهّ ومنها المدارس الأربع التي بدور قاعة الجامع إلى غير ذلك.
وكان السلطان قد عزم على أن يبني أربع منابر يؤذن عليها فتمت ثلاث منابر إلى أن كان يوم السبت سادس شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وسبعمائة فسقطت المنارة التي على الباب فهلك تحتها نحو ثلاثمائة نفس من الأيتام الذين كانوا قد رتبوا بمكتب السبيل الذي هناك ومن غير الأيتام وسلم من الأيتام ستة أطفال فأبطل السلطان بناء هذه المنارة وبناء نظيرتها وتأخر هناك منارتان هما قائمتان إلى اليوم ولما سقطت المنارة المذكورة لهجت عامّة مصر والقاهرة بأن ذلك منذر بزوال الدولة فقال الشيخ بهاء الدين أبوحامد أحمد بن علي بن محمد السبكيّ في سقوطها: أبشِرْ فسعدُكَ يا سلطانُ مصرَ أتى بشيرُهُ بمقالٍ سارَكالمثل.
إن المنارةَ لمْ تَسْقُط لمنقَصة لكن لسرخفيّ قدتبينَ لي.
من تحتها قُرىء القرآن فاستمَعَت فالوجدُ في الحالِ أدّها إلى الميل.
لو أنزلَ اللهُ قرآنًا على جبل تصدعت رأسُهُ من شدّةِ الوجل.
تلكَ الحجارةُ لم تنقَضُّ بل هبطَت من خشيةِ الله للضعفِ والخلل.
وغابَ سلطانُها فاستوحشت ورمَت بنفسها لجوى في القلبِ مشتعل.
فالحمدُ للهِ حظُ العينٍ زاالَ بما قد كان قدّرَهُ الرحمنُ في الأزلِ.
لا يعتري البؤسَ بعد اليوم مدرسةً شيدَت بنيانها بالعلمِ والعمل.
ودمتَ حتى ترى الدنيا بها امتلأت علمًا فليسَ بمصرَ غيرُ مشتغل.
رخام هذا الجامع فأتمه من بعده الطواشي بشير الجمدار وكان قد جعل السلطان على هذا الجامع أوقافًا عظيمة جدًّا فلم يترك منها إلاّ شيء يسير وأقطع أكثر البلاد التي وقفت عليه بديار مصر والشام لجماعة من الأمراء وغيرهم وصار هذا الجامع ضدًّا لقلعة الجبل قلما تكون فتنة بين أهل الدولة إلاّ ويصعد عدّة من الأمراء وغيرهم إلى أعلاه ويصير الرمي منه على القلعة فلم يحتمل ذلك الملك الظاهر برقوق وأمر فهدمت المرج التي كان يُصعد منها.
إلى المنارتين والبيوت التي كان يسكنها الفقهاء ويتوصل من هذه الدرج إلى السطح الذي كان يُرمى منه على القلعة وهدمت البسطة العظيمة والدرج التي كانت بجانبي هذه البسطة التي كانت قدّام باب الجامع حتى لا يمكن الصعود إلى الجامع وسدّ من وراء الباب النحاس الذي لم يعمل فيما عهد باب مثله وفتح شباك من شبابيك أحد مدارس هذا الجامع ليتوصل منه إلى داخل الجامع عوضًا عن الباب المسدود فصار هذا الجامع تجاه باب القلعة المعروف بباب السلسلة وامتنع صعود المؤذنين إلى المنارتين وبقي الأذان على درج هذا الباب وكان ابتداء هدم ما ذكر في يوم الأحد ثامن صفر سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ثم لما شرع السلطان الملك المؤيد شيخ في عمارة الجامع بجوار باب زويلة اشترى هذا الباب النحاس والتنور النحاس الذي كان معلقًا هناك بخمسمائة دينار ونقلًا في يوم الخميس سابع عشري شوال سنة تسع عشرة وثمانمائة فركب الباب على البوابة وعلق التنور تجاه المحراب فلما كان في يوم الخميس تاسع شهر رمضان سنة خمس وعشرين وثمانمائة أعيد الأذان في المئذنتين كما كان وأعيد بناء المرج والبسطة وركب باب بدل الباب الذي أخذه المؤيد واستمرّ الأمر على ذلك.
أنشأ المسجد السلطان حسن بن محمد بن قلاوون. بدأ البناء في سنة 1356 ميلادية واكتمل بعدها بسبع سنوات في 1363. قتل السلطان قبل انتهاء البناء ولم يعثر على جثمانه، ولم يدفن في الضريح الذي بناه في المسجد خصيصا بل دفن فيه ولداه فيما بعد.
جامع الملك الناصر حسن هذا الجامع يُعرف بمدرسة السلطان حسن وهو تجاه قلعة الجبل فيما بين القلعة وبركة الفيل وكان موضعه بيت الأمير يلبغا اليحياوي الذي تقدّم ذكره عند ذكر الدور وابتدأ السلطان عمارته في سنة سبع وخمسين وسبعمائة وأوسع دوره وعمله في أْكبر قالب وأحسن هندام وأضخم شكل فلا يُعرف في بلاد الإسلام معبد من معابد المسلمين يحكي هذا الجامع أقامت العمارة فيه مدّة ثلاث سنين لا تبطل يومًا واحدًا وأرصد لمصروفها في كل يوم عشرون ألف درهم عنها نحو ألف مثقال ذهبًا.
ولقد أخبرني الطواشي مقبل الشاميّ: أنه سمع السلطان حسنًا يقول: انصرف على القالب الذي بني عْليه عقد الإيوان الكبير مائة ألف درهم نقرة وهذاالقالب مما رمي محلى الكيمان بعد فراغ العقد المذكور.
قال: وسمعت السلطان يقول لولا أن يُقال ملك مصر عجز عن إتمام بناء بناه لتركت بناء هذا الجامع من كثرة ما صُرف عليه وفي هذا الجامع عجائب من البنيان منها: أن ذراع إيوانه الكبير خمسة وستون ذراعًا في مثلها ويقال أنه أكبر من إيوان كسرى الذي بالمدائن من العراق بخمسة أذرع ومنه القبة العظيمة التي لم يبن بديار مصر والشام والعراق والمغرب واليمن مثلها ومنها المنبر الرخام الذي لا نظير له ومنها البوابة العظيمهّ ومنها المدارس الأربع التي بدور قاعة الجامع إلى غير ذلك.
وكان السلطان قد عزم على أن يبني أربع منابر يؤذن عليها فتمت ثلاث منابر إلى أن كان يوم السبت سادس شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وستين وسبعمائة فسقطت المنارة التي على الباب فهلك تحتها نحو ثلاثمائة نفس من الأيتام الذين كانوا قد رتبوا بمكتب السبيل الذي هناك ومن غير الأيتام وسلم من الأيتام ستة أطفال فأبطل السلطان بناء هذه المنارة وبناء نظيرتها وتأخر هناك منارتان هما قائمتان إلى اليوم ولما سقطت المنارة المذكورة لهجت عامّة مصر والقاهرة بأن ذلك منذر بزوال الدولة فقال الشيخ بهاء الدين أبوحامد أحمد بن علي بن محمد السبكيّ في سقوطها: أبشِرْ فسعدُكَ يا سلطانُ مصرَ أتى بشيرُهُ بمقالٍ سارَكالمثل.
إن المنارةَ لمْ تَسْقُط لمنقَصة لكن لسرخفيّ قدتبينَ لي.
من تحتها قُرىء القرآن فاستمَعَت فالوجدُ في الحالِ أدّها إلى الميل.
لو أنزلَ اللهُ قرآنًا على جبل تصدعت رأسُهُ من شدّةِ الوجل.
تلكَ الحجارةُ لم تنقَضُّ بل هبطَت من خشيةِ الله للضعفِ والخلل.
وغابَ سلطانُها فاستوحشت ورمَت بنفسها لجوى في القلبِ مشتعل.
فالحمدُ للهِ حظُ العينٍ زاالَ بما قد كان قدّرَهُ الرحمنُ في الأزلِ.
لا يعتري البؤسَ بعد اليوم مدرسةً شيدَت بنيانها بالعلمِ والعمل.
ودمتَ حتى ترى الدنيا بها امتلأت علمًا فليسَ بمصرَ غيرُ مشتغل.
رخام هذا الجامع فأتمه من بعده الطواشي بشير الجمدار وكان قد جعل السلطان على هذا الجامع أوقافًا عظيمة جدًّا فلم يترك منها إلاّ شيء يسير وأقطع أكثر البلاد التي وقفت عليه بديار مصر والشام لجماعة من الأمراء وغيرهم وصار هذا الجامع ضدًّا لقلعة الجبل قلما تكون فتنة بين أهل الدولة إلاّ ويصعد عدّة من الأمراء وغيرهم إلى أعلاه ويصير الرمي منه على القلعة فلم يحتمل ذلك الملك الظاهر برقوق وأمر فهدمت المرج التي كان يُصعد منها.
إلى المنارتين والبيوت التي كان يسكنها الفقهاء ويتوصل من هذه الدرج إلى السطح الذي كان يُرمى منه على القلعة وهدمت البسطة العظيمة والدرج التي كانت بجانبي هذه البسطة التي كانت قدّام باب الجامع حتى لا يمكن الصعود إلى الجامع وسدّ من وراء الباب النحاس الذي لم يعمل فيما عهد باب مثله وفتح شباك من شبابيك أحد مدارس هذا الجامع ليتوصل منه إلى داخل الجامع عوضًا عن الباب المسدود فصار هذا الجامع تجاه باب القلعة المعروف بباب السلسلة وامتنع صعود المؤذنين إلى المنارتين وبقي الأذان على درج هذا الباب وكان ابتداء هدم ما ذكر في يوم الأحد ثامن صفر سنة ثلاث وتسعين وسبعمائة ثم لما شرع السلطان الملك المؤيد شيخ في عمارة الجامع بجوار باب زويلة اشترى هذا الباب النحاس والتنور النحاس الذي كان معلقًا هناك بخمسمائة دينار ونقلًا في يوم الخميس سابع عشري شوال سنة تسع عشرة وثمانمائة فركب الباب على البوابة وعلق التنور تجاه المحراب فلما كان في يوم الخميس تاسع شهر رمضان سنة خمس وعشرين وثمانمائة أعيد الأذان في المئذنتين كما كان وأعيد بناء المرج والبسطة وركب باب بدل الباب الذي أخذه المؤيد واستمرّ الأمر على ذلك.