PDA

View Full Version : الخلافات السياسية ومستقبل التعاون الاقتصادي



angelofdeath
07-07-2018, 19:39
أظهرت قمة العشرين الأخيرة تعرض التعاون العالمي في المنظومة الاقتصادية لتحديات كبيرة، متمثلةً في عدد من المستجدات، جاء في مقدمتها انسحاب أمريكا/ترامب من اتفاقية المناخ، فضلًا عن تسهيلات انتقال التجارة، ووضع معوقات أمام عولمة التجارة، التي تبنت الدفاع عنها لعقود.

علاوة على ذلك، من المتوقع أن تكون الصين الأولى اقتصاديًا في المرحلة المقبلة، وبالتحديد 2019، حينها من المفترض انتقال مقر صندوق النقد الدولي إلى بكين، وحصولها على امتياز حق الفيتو فيما يخص القرارات المالية والاقتصادية الخاصة بالعالم، لاسيما وأنها كثيرًا ما اعترضت على ما أسمته هيمنة وعدم عدالة الدول الكبرى، وغياب المساواة في التوزيع العادل، الذي يسمح للدول النامية بالحياة الكريمة، فضلًا عن انتهاك سيادتها السياسية والتجارية، فهل يمكن أن يشهد العالم، مرحلة جديدة يكون مركز ثقلها في الشرق وليس الغرب؟

تشير أرقام الثروة وحجمها الضخم جدا، ومحدودية أفرادها الذين لا يشكلون سوى 1% من سكان العالم، فضلًا عن الأضرار البيئية الحادة، إلى ضرورة البحث عن مخرج ضروري للإنسانية، إذا كان هناك سعي حقيقي نحو تحقيق استقرار سياسي واجتماعي. فكيف يمكن تقبل أوضاع الفقر، في الوقت الذي يتمتع فيه أقلية بحياة تتجاوز الرغد، وتتخطى الرفاهية بمراحل، في الوقت الذي يعاني فيه 20% من السكان، من الفقر المدقع، حيث لا يملك الشخص منهم أكثر من 248 دولارًا، كما يتركز ثلاثة أرباعهم في الدول النامية.

من جانبه، أكد أمين عام مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية والتجارة «الأونكتاد»، السيد موخيسا كيتويي، أن «الديون المتزايدة بالإضافة إلى الطلب العالمي الضعيف قد أدت إلى إعاقة توسع الاقتصاد العالمي. كما شدد على أهمية وضع مصلحة الناس قبل الأرباح ويدعو إلى عملية تجديد في القرن الحادي والعشرين لإتاحة صفقة عالمية جديدة».

أن يكون الثري والمستمثر محورا لحركة الحكومات والشعوب والموارد، فهو البؤس الذي لا يفوقه بؤس، فما كان يتم شراؤه قديمًا بالسلاح، يأتي الآن بالدولار، وإذا لم يستطع الدولار، فالحكومات جاهزة لتهيئة السياق المناسب والصحي للاستثمار.

من ناحية أخرى، هناك حركة «بوين فيفير» -وهي كلمة إسبانية تعني العيشة الطيبة- التي لا يعرفها «إدواردو جوديناث» أبرز منظريها تعريفًا جامعًا. وهذا لسببين: أولاً هي تجربة تخص منطقة جغرافية معينة من أمريكا اللاتينية، ومن منطلقاتها أنه لا يمكن تعميم فكرة/تجربة واحدة تصلح للعالم كله، بما أنها فكرة مضادة للعولمة، وإذا أراد أحد تبني التجربة فيجب أن يبدأ بناءها من داخل النطاق المحلي الذي يختلف كثيرًا عن منطقة جبال الأنديز، حيث وُلدت الفكرة.

ثانيًا: هي حركة قيد التشكّل والنمو، ولم تستقر بعد على برنامج موحد واضح، وإن كانت في جوهرها تسعى لتبيّن حدود الحداثة والعولمة، بهدف تجاوزها والخروج تمامًا منها، و«بوين فيفير» تعني العيش في سياق اجتماعي وإيكولوجي في الوقت نفسه، أى إلحاق العامل البيئي، بمعادلة الأرباح والخسائر في معادلة النمو الاقتصادي.[8] لذا فهي حركة تحاول تجاوز إرث الرأسمالية، المهمل للعوامل الطبيعية والاجتماعية، التي تهدرها منظومة الأرباح، وتراكم الثروات.