PDA

View Full Version : لماذا نرى أن سوق الفوركس ليس المكان المثالي لتحقيق الأرباح



nona5655
06-15-2019, 02:37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تؤثر المعلومات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية على مقدار العملات سواء بالسلب أو بالإيجاب. برغم هذا فإن توضيح تلك الأسباب الرئيسية ليس بالمهمة السهلة. قد تؤدي بعض التقارير الاقتصادية الإيجابية إلى إضعاف الورقة النقدية، وليس تقويتها كما هو متوقع، بسبب ارتباطها بعدد من العوامل الأخرى. على سبيل المثال، هناك رابطة عكسية بين الين الياباني و مؤشر نيكاي. عندما يرتفع مؤشر نيكاي تتراجع مقدار الين عادةً حتى إذا جاءت الدلائل الاقتصادية بأفضل من توقعات المحللين. ولهذا إذا أٌقدم المتداول على فتح عملية تجارية شرائية استناداً إلى إيجابية المعلومات الاقتصادية فإنه سيواجه خسارة في وضعية وضع أوامر الإيقاف عند معدلات قريبة.واحد من الدلائل التي تدعم تلك الحجة هو الأحداث المثيرة التي شهدتها حياة جون ماينارد كينز وهو واحد من أهم وأعظم الاقتصاديين في تاريخ البشرية. كان كينز مسئولاً عن تأسيس البنك الدولي وصندوق الإنتقاد العالمي، مثلما قدم لعلم الاستثمار واحدة منأهم نظرياته على الإطلاق والتي حطمت أسطورة أن مكان البيع والشراء الحرة كفيلة بتحقيق التوظيف الكامل بصورة آلية. مع عاقبة الحرب العالمية الأولى قرر كينز الدخول إلى سوق تداول العملات بل وقام بجمع مبلغ مالي من أصدقائه لهذا الغرض. بطبيعة الأمر فإن فرد بهذه العقلية الجبارة كان من المفترض أن يكون قادراً على تحقيق فوز باهر حيث أن كثافة علمه كانت ستساعده على التنبؤ بالاتجاهات الرئيسية للأوراق النقدية. برغم هذا، وعلى ضد جميع التوقعات انهزم كينز جميع أمواله. يسوق كثيرون هذا المثال للدلالة على مدى الصعوبة البالغة التي تكتنف العمل في سوق الفوركس حتى فيما يتعلق لعقلية اقتصادية في مكانة جون كينز.يصدر في أغلب الأوقات أن يفشل الذ يتم تداوله في قراءة الوضع في أسواق الأوراق النقدية بطريقة صحيحة، الأمر الذي يقوده في عاقبة المطاف إلى استنتاجات غير صحيحة. على طريق المثال، قد تمر إحدى الأوراق النقدية بحالة من التدهور ولكنها في حقيقة الشأن مجرد فترة توطيدية قبل البدء في ترند صعودي جديد تدعمه بعض أسباب الاقتصاد الكلي. أبرز مثال على هذا هو ما وقع للدولار الأمريكي بعد الأزمة المالية العالمية في 2008. أنجزت الورقة النقدية الخضراء أثناء تلك المرحلة أفضل تأدية بين العملات الأساسية بمجرد اندلاع شرارة الحالة الحرجة المالية. كان التوقع الغالب هو أن الدولار الأمريكي سيتكبد خسائر فادحة ولكن وقع الضد بسبب تناقص السيولة المتاحة من الدولار لتسييل العمليات اليومية داخل النسق المالي. واضطر الاحتياطي الفيدرالي آنذاك إلى زيادة المعروض النقدي لتلبية شح السيولة. ومن المثير للسخرية أن الأزمة المالية نفسها قد بدأت من الولايات المتحدة الامريكية عقب إفلاس بنك ليمان براذرز وهو ما صرف عديد من المتداولين وحتى المحللين إلى تنبأ انخفاض قيمة الورقة النقدية الخضراء. لسوء الحظ لم يتمكن أحد من استخلاص تلك النتيجة إلا عدد مقيد من المتداولين الذين يملكون اطلاع على آليات الشغل في النظام البنكي والتي ساعدتهم على تقصي بعض الأرباح أو كحد أدنى حراسة أنفسهم من الخسائر التي تكبدها آخرون. بكل تأكيد لا يتوافر لجميع المتداولين الأفراد أو حتى معظمهم أفضلية الاطلاع على مثل تلك البيانات المهمة.ساهم إدراج اليوان الصيني ضمن عملات الاحتياطي لدى البنك الدولي في زيادة درجة تعقيد سوق الفوركس. هناك صعوبة بالغة في علم أو حتى تخمين ما الذي يحدث في الصين ولهذا يتخوف كثيرون من أن تؤدي أي أزمة غير منتظر وقوعها في متاجر المنشآت أو الأسهم أو ائتمان المؤسسات إلى تبعات خطيرة على المتاجر الدولية وبطبيعة الشأن فإن المتداولين الأفراد لا يمتلكون الأدوات الكافية للتعامل مع تلك التحديات.احتمالات عظيمة لضياع رأس المال بأكملهمن الذائع أن تجد بعض وسطاء الفوركس يقدمون لعملائهم رافعة مالية تصل إلى 1:500 أو أكثر. ولهذا فإن الذ يتم تداوله الذي لا لديه القدرة على إدارة المخاطر سوف يخسر رأسماله عاجلاً وليس آجلاً نتيجة لـ الفشل في توظيف ذلك المستوى المرتفع من الرافعة المالية. يلجئ وسطاء الفوركس إلى تقديم مستويات مرتفعة من الرافعة المالية من أجل زيادة أحجام التداول ولكنها للأسف تشجع المتداولين المبتدئين بطريقة غير على الفور على ضياع أموالهم خلال مدة قصيرة. بعبارة أخرى يؤدي الترويج الدعائي لتدني مطالب الهامش من قبل وسطاء الفوركس إلى مبالغة احتمالات تعرض المتداولين الأفراد لخسائر فادحة.