PDA

View Full Version : هل يستحق التداول المخاطرة من أجله؟



Ahmed Mansour
06-22-2019, 21:09
تظل سوق الفوركس مغرية للكثير من الأشخاص الباحثين عن تحسين مستوى معيشتهم وكسب أموال، مع وجود الكثير من العيوب مثل إن العديد من الوسطاء المحتالين الذين يعتمدون على المتداولون الذي ليس لديهم خبرة ويستولون على أموالهم، والقصص المتداولة عن خسارة الملايين من الدولارات من قبل شركات وول ستريت، والصعوبة أيضا في التنافس مع الشركات المالية الكبرى التي تمتلك العديد من أدوات تحليل السوق والحصول على معلومات لا يصل إليها إلا عدد قليل من المتداولين الكبار.
فدعنا نعود إلى الإجابة عن السؤال الذي يتم طرحه هل يستحق التداول هذا العناء؟
الشروط الواجب توافرها في أي مهنة لتستحق المخاطرة من أجلها:
. القدرة على تحقيق أرباح أكبر من المتوسط.
. توفر أوقات فراغ كافية.
. تحد من الضغوط البدنية و الذهنية.
..لا تتضمن منحى تعليمي حاد.
.تتطلب حد أدنى من مخصصات الاستثمار.
.فنقيم التداول اعتمادا على هذه العوامل.
اختر مجالك المفضل وابدأ التداول
تحقيق الربح
يوفر سوق الفوركس فرص لا محدودة لتحقيق الربح، ولكن ليس من السهل على الجميع أن يستفيدوا من هذه الفرص، فالشخص الذي يقول لك أن فرص كسب الأموال متوفرة بكثرة في سوق العملات الأجنبية، هو نفسه الذي قام بمضاعفة رأس ماله وخسر بسبب سوء الحظ أو لأن السوق عكس مساره.
التداول ببساطة هو أسلوب حياة أكثر من كونه مهنة مستقلة، فيجب أن تبقى منتبه طول الوقت لكل ما يقال في السوق، فمن الخدع المنتشرة من قبل الوسطاء إن المتداولون المبتدئون بإمكانهم التدرب على حساب تجريبي لبعض من الوقت ثم التنقل بشكل مباشر للتداول الحقيقي الذي يضمن لك كسب الأموال، فلا يوجد متداول يضمن نجاح الصفقة التالية بمجرد نجاح الصفقات السابقة، لذلك ينصح التداول بدوام جزئي حتى لا تبقى الأمور على المحك في التداول بدوام كامل.
أوقات الفراغ
من القليل أن نجد وظيفة تتيح لصاحبها البقاء في المنزل خلال عطلات نهاية الأسبوع طوال الشهر، فيتفوق الفوركس في هذا الصدد عن باقي المهن الأخرى، فتغلق أسواق العملات أثناء عطلات نهاية الأسبوع، فيوفر ذلك راحة إجبارية لمدة يومين، وتوفر أيضا المرونة في التعامل، مثال على ذلك، إمكانية التوقف عن العمل في الفوركس لعدد من الأيام دون الحاجة للحصول على إذن من أحد، فلا توفر جميع الوظائف هذه المرونة.
الجهد
يعتبر التداول ليس المهنة المثالية إذا اعتمدنا في تقييمنا فقط على عامل الإجهاد والضغط النفسي، حيث يواجه المتداول ضغوط نفسية كثيرة حتى المتمرسين وبالأخص عند فتح الصفقات، مثل الضغوط العاطفية التي يقع فريستها المتداول بعد أي خسارة محاولةً منه استعادة هذه الخسارة عبر فتح صفقة جديدة(التداول الانتقامي)، وتنتهي الصفقة في معظم الأوقات بخسارة كبيرة، فالمهن الأخرى لا تتعرض لهذه المشاكل بشكل متكرر، وإذا تعرضوا لها يكون لديهم خطط بديلة.
المنحنى التعليمي
سيجد الشخص المبتدئ صعوبة في اختيار الاتجاه استناداً إلى التوجهات العامة في السوق، نتيجة لتناقض الإشارات التي تعطيها المؤشرات حول الاتجاه المتوقع لحركة السعر، فلابد أن يكون لديه المعرفة التي تتيح له التفرقة بين الإشارات الحقيقية والكاذبة، بمعنى إن منحنى التعلم في سوق الفوركس حاد جدا ولذلك لا يوجد ما يضمن إن المتداول سيصل إلى نهايته في وقت معين، حيث يحتاج إتقان التحليل الفني والأساسي إلى وقت طويل حتى يتمكن المتداول من نتيجة دقيقة لتحقيق الأرباح.
الاستثمار
المبلغ المعقول لبدء التداول وتحقيق أرباح متوسطة لابد ألا يقل عن 10.000$، لان الاستثمارات الصغيرة تقلل من فرص وصول حساب التداول إلى مستويات معقولة تبرر الجهد المبذول، فمع عدم وجود حد أدنى لرأس المال المطلوب للتداول، فلا يمكنك تحقيق مكاسب بالملايين عند الاستثمار ب 1$ أو 10$.
لا ننسى إن استخدام مستويات عالية من الرافعة المالية تؤدي في أوقات عديدة لتصفير الحساب.
يمكننا هنا القول أن المهن والأعمال الأخرى تتفوق بالتأكيد على تداول الفوركس إذا ما أجرينا المقارنة على أساس قيمة الاستثمار المطلوب، فعدم وجود حد أدنى لرأس المال المطلوب في التداول لا يعنى أإن المتداول يمكنه تحقيق أرباح كافية، فيتطلب ذلك استثمارات بقيمة أعلى بكثير مما تتطلبه المجالات الأخرى، حيث يوجد مهن أخرى يمكن البدء فيها وتدار بنجاح بمبلغ قليل.
الملخص
فالتداول في العملات سوف يكون مفيد للأشخاص الذين لا يتعرضون لأي مشاكل مالية ويتمتعون برغبة كبيرة في التعلم، أما هؤلاء الذين يركزون أنظارهم على الأرباح فقط فأن البحث عن مهن أخرى سيكون هو الخيار الأمثل لهم، حيث أنها تضمن دخل ثابت ونهاية معقولة لمنحنى التعلم، ولا تضع شاغليها تحت ضغوط مستمرة، ويعمل التداول عكس ذلك، فعيوبه واضحة حسب المعايير السابقة من حيث مستويات الإجهاد ومتطلبات رأس المال لتحقيق دخل مستدام، وفرص الربح المحتملة.