PDA

View Full Version : الألمان يلتهمون البريطانيين في صناعة السيارات



bedogemy
12-03-2013, 05:54
تمكن الألمان من التفوق على البريطانيين؟، ويلقي الكاتب المختص في شؤون صناعة السيارات دومينيك ساندفورد نظرة على انهيار صناعة السيارات في بريطانيا ووصولها الى هذا الحد.

حيث انه قبل 40 عاما، كان أكبر مصنعي السيارات في المانيا يضع اللمسات النهائية لمنتج قدر له ان يغير وجه صناعة السيارات الالمانية الى الأبد، وكان ذلك المنتج هو سيارة فولكسفاغن غولف، التي اصبحت واحدة من اكثر السيارات مبيعا في التاريخ بأكمله.

حيث ظهرت سيارة الغولف لأول مرة في خلال عام 1974، اي في العام نفسه الذي فازت فيه المانيا بكأس العالم لكرة القدم في ميونيخ، ومنذ ذلك الحين، اصبحت الغولف عنوانا للنجاح التجاري، وفي خلال عام 2013 فقد باعت فولكسفاغون 430 الف سيارة غولف في اوروبا، متفوقة على اقرب منافساتها بـ 125 الف سيارة وهو بالطبع فارق كبير للغاية.

ومن خلال سلسلة نجاحها مع سيارتها الغولف فقد كشفت فولكسفاغون هذه السنة على الجيل السابع من الغولف التي اصبحت مألوفة الى درجة بحيث ان لم تكن لك واحدة منها فجارك لابد ان يمتلك واحدة، مما يؤكد مدى انتشارها بصورة كبيرة في العالم بأكمله.
وبالنظر الى ذلك النجاح الكبير التي حققته صناعة السيارات بألمانيا، تجد أن صناعة السيارات البريطانية هزيلة ولا تمت بصلة لماضيها المجيد، فبالرغم من ان بريطانيا ما زالت تنتج مليون ونصف المليون سيارة سنويا، فإن معظم هذه السيارات تنتج لمصالح شركات اجنبية، وليس للمستهلك العادي.

ونذكر أن مصنع كاولي الشهير – الذي ينتج سيارات ميني – يحتفل هذه السنة بذكرى تأسيسه المئوية إذ افتتح في عام 1913 على يد رجل الاعمال وليم موريس لانتاج سيارات موريس أكسفورد التي اكتسبت فيما بعد شهرة اسطورية، وما زال مصنع كاولي ينتج السيارات، ولكن لحساب شركة بي ام دبليو الالمانية.

ومما هو جدير بالذكر فإننا نرى أن نفس القصة تتكرر في مدينة كرو، حيث تنتج سيارات بنتلي الفاخرة – لحساب شركة فولكسفاغون، وكان واقع الحال هذا عصياً عن التصديق قبل 50 سنة – ناهيك عن الفترة التي كان فيها نشاط موريس في أوجه – ولكن الحقيقة المرة هي ان مصنعي السيارات البريطانية لا يستطيعون ان يلوموا الا انفسهم عن الوضع المزري الذي وصلو اليه في الوقت الراهن.

وفي وقت ماضي وذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية كانت المانيا بلدا منهارا ومصانعها مدمرة، وفي اغسطس 1945، اوفد الجيش البريطاني ضابطا اسمه ايفان هيرست الى المانيا وكلفه بادارة مصنع فولكسفاغون العملاق في مدينة فولفسبورغ الذي كان قد شيده النازيون لانتاج الخنفسية.

وبالرغم من جميع الشكوك التي كانت تدور من حوله من قبل رؤسائه في امكانية اعادة المصنع للانتاج ثانية، كان هيرست يتمتع بنظرة ثاقبة مكنته من استشراف المستقبل الباهر للمصنع، وعلم هيرست أن اعادة تأهيل فولكسفاغون يمكن ان تكون خطوة على طريق اعادة تأهيل المانيا وجعلها بلداً ثرياً ومسالماً وحليفاً لبريطانياً.

وبالطبع، كان حدسه في مكانه حيث أنه في خلال السنوات القليلة التالية، تمكن هيرست من اعادة تشغيل المصنع الذي بدأ بانتاج الخنفسة الشهيرة. ومنذ ذلك الحين، سارت فولكسفاغون من نصر الى نصر، وبحلول اواخر خمسينيات القرن الماضي، كان الانتاج الصناعي الالماني قد سجل ارتفاعا ملحوظا رافقه انخفاض في معدل البطالة. كانت المانيا تشهد معجزتها الاقتصادية واختفت ذكريات الحقبة النازية. وبدأ الالمان ينظرون الى بلدهم كبلد صناعي متطور يستشرف المستقبل بثقة كبيرة للغاية.

وعلى النقيض من ذلك كانت تسير بريطانيا الى الوراء ، فبعد عقود قضتها باجترار امجاد “ المجتمع الموسر” الذي حققته بفضل كونها واحدة من اعظم البلدان الصناعية في العالم، كانت بريطانيا – وصناعة السيارات فيها على وجه الخصوص – تتدهور بشكل ملموس الى ان وصل بها الحال الى ما هي عليه الآن.

ومن الأسباب الرئيسي في دمار صناعة السيارات البريطانية أنه كانت توجد هناك شخصيات تدير الشركات المنتجة للسيارات – مثل وليم موريس، الذي اصبح مديرا لشركة bmc كان يغلب عليها طابع الكهولة والاوتوقراطية، وبدل ان يتبنى هؤلاء التقنيات العصرية ويستهدفون السوق الاوروبية المتسعة باضطراد، آثروا الهرب من المنافسة مع المنتجين الاوروبيين مفضلين بيع منتجاتهم الرخيصة لمستعمرات بريطانيا الماضية، مما كلفهم الكثير بعد ذلك.

وكان البريطانيون يبتعدون عن السيارات البريطانية ويبتاعون بدلاً منها السيارات الالمانية مثل الاودي والبي ام دبليو والمرسيدس والبورش التي اتقنت كيفية منح منتجاتها صبغة التفوق، وفي عام 1994، اشترت بي ام دبليو آخر شركة بريطانية تنتج السيارات باعداد كبيرة.

وفي تلك الفترة، اصبحت السيارات مجازا للنهضة الصناعية الالمانية المذهلة – ومجازا ايضا لانهيار القطاع الصناعي في بريطانيا، واما اليوم، فنستطيع ان نرى نتائج ذلك بوضوح وفي كل مكان. فبفضل نجاح قطاعها الصناعي، اصبحت المانيا اكبر اقتصاد في اوروبا ورابع اكبر اقتصاد في العالم وثاني اكبر بلد مصدر في العالم بأجمعه.

alimed
10-15-2015, 17:29
اللهم لا تجعـل مصيبـتَـنا في ديـننا ..
ولا تجعـل الدنيا أكبرَ هـمِنا .. ولا مبلغَ علمِنا ..
ولا اٍلى النار مصيرنا .. واجعـل الجنة هي دارنا ..
ولا تُسلط عـلينا بذنوبـِنا من لايخافـُـك فينا ولا يرحمـنا .

mhamadfor
10-17-2015, 12:10
موضوعك صناعه السيارات فعلا جميل جدا
جزاكم الله خيرا انت واعضاء منتدي فوركس العرب على هذه المشاركات الرائع
وانا عن نفسى استفدت كتير منها
وخاصة انى لسه مبتدا وارجو ان تمدونا بالمزيد وشكرا لكم مره اخري
وجزاكم الله الف خير

hussienagaty
10-30-2015, 18:30
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اخى الكريم
اشكرك علي هذا الموضوع الشيق اتمني لك التوفيق
جزاك الله كل خير و تقبل مروري