PDA

View Full Version : ما مدى نجاعة عملية الاختبار الرجعي في أسواق فوركس؟



عبد الحميد1969
09-18-2019, 11:36
ازدادت شعبية التداول في أسواق فوركس في السنوات الأخيرة، ودفعت بالمزيد من تجار التجزئة لـ التعلم عن الفوركس عن طريق الإنترنت، فكذلك الأمر بالنسبة لتكاثر أنظمة فوركس الآلية و المستشارين الخبراء و برامج الفوركس و الكميات الهائلة من المنتجات ذات الصلة في التداول في أسواق فوركس. ما تبين لنا هو أن بعض هذه المنتجات تعمل بشكل جيد لفترة محددة من الوقت، و البعض الآخر لا تعمل أبداً و بعضها تعمل بشكل مستمر على المدى الطويل لهذا يفضل العديد من المتداولين تطوير استراتيجية تداول خاصة بهم مما يضطرهم إلى إجراء عملية "الاختبار الرجعي" لهذه الاستراتيجية، مع العلم أن عملية الاختبار الرجعي بحاجة أن يجريها المتداولون لفحص استراتيجية التداول.

فعندما يتعلق الأمر بأنظمة و برامج التداول الألية في فوركس، فإنك سوف تجد الكثير من التشابه إذا ما قمت بتقييم 10 أو 20 من هذه المنتجات. بالتأكيد أنها جميعها تهدف إلى أن تمكنك من تحقيق النقاط، و لكن عدا عن ذلك، فهناك القليل من القواسم المشتركة.

من القواسم المشتركة لهذه المنتجات أنها جميعها تخبرك عن الأرباح التي حققتها، و هذا أسلوب تسويق دارجٌ جداً، ففي نهاية المطاف، يجب أن يكون لدى مروجي هذه المنتجات طريقة لجذب إنتباهك، و إذا ما تمكنوا من إثبات أن منتجاتهم تحقق نتائج ممتازة، فمن المؤكد أنها سوف تجذب إنتباه عدد ليس بقليل من الزبائن المحتملين.

و بالطبع، فإن هناك العديد من المتداولين الذين يتجنبون بشكل تام التعامل مع البرامج الجاهزة لـ التداول في فوركس، و يقومون بإختيار إستعمال منصة تداول مثل "ميتا ترايدر" (Meta Trader) من أجل تطوير استراتيجية تداول خاصة بهم. و بغض النظر عن النظام الذي تختار أن تستعمله، سواءً قمت أنت أو غيرك بتصميمه، فيجب أن يمر ذلك النظام في عملية "الاختبار الرجعي".

عملية "الاختبار الرجعي" تعني ببساطة أختبار إستراتيجية النظام من خلال تطبيقها على بيانات سوقية سبق و أن سجلت. وإن فكرت في الأمر، سوف تجد أن أفضل طريقة لإختبار فعالية النظام هي من خلال تجربته على بيانات و أحداث سابقة. و مما لا نقاش فيه، أن أنماط الأسعار تعيد نفسها مرات عديدة في الأسواق المالية، إلا أنه هذا لا يعني أن عملية "الاختبار الرجعي" توفر طريقة خالية من العيوب لإدراك مدى فعالية نظام تداول معين.

في الحقيقة، فإن عملية "الاختبار الرجعي" من الممكن أن تكون خادعة جداً. و على المتداولين أن يحددوا الفترة الزمنية التي تتضمنها العملية. فإذا لم تتضمن إلى بيانات تعود لستة أشهر، فمن الممكن أن تجعل النظام يبدو مربحاً تحت مجموعة واحدة من ظروف السوق، و ضعيف عندما تتغير هذه الظروف.

الوجه الأخر لهذه العملة، هو أن عملية "الاختبار الرجعي" قد تعود إلى فترات زمنية بعيدة في الماضي، فتقوم بدراسة أوضاع سوقية من الغالب أن لا تتكرر، أو سيناريوهات لا تحدث إلا مرات قليلة خلال الأعوام.

من السلبيات الأخرى لعملية "الاختبار الرجعي" أنها لا تضع بعين الإعتبار الطبيعة العشوائية للسوق. فإذا كان هناك طريقة تفسر السبب الذي يدفع بعملة معينة للتحرك بالطريقة التي تتحرك بها، لكان عدد المتداولين الناجحين أكثر بكثير. إن عملية "الاختبار الرجعي" جيدة لتحديد الأنماط و تحري الإتجاهات، و لكن نتائج هذه العملية لا تشتمل دوماً على إرتفاعات أو إنخفاضات الأسعار السريعة التي غالباً ما تكون سائدة في عمليات التداول القصيرة.

في النهاية، فإن عملية "الاختبار الرجعي" لن تؤدي إلى أي مكان لأنها سهلة التفسير و الإستعمال، بالإضافة إلى أنه لا يوجد أحد لديه الكرة السحرية، فأن الطريقة الوحيدة لأختبار أي نظام تداول لأي فئة من الأصول هي من خلال البيانات التاريخية للأسعار. و عليه، فلا يجب أن تكون عملية "الاختبار الرجعي" هي الطريقة الوحيدة التي تعتمد عليها في إختبار مزايا نظام التداول في فوركس.