PDA

View Full Version : نظرة على التحليل الفني في سوق الفوركس



sherif hussein
12-26-2019, 02:18
ينصرف مفهوم التحليل الفني إلى دراسة حركة السعر دونما اعتبار للأسباب الكامنة ورائها، باستثناء أن الحركة الحالية للسعر سوف تستمر وبالتالي تقدم فرصة لتحقيق الأرباح. يعتبر وجود المؤشرات على الرسم البياني أداة مركزية لاتخاذ القرارات في التحليل الفني.

بعض الحقائق عن التحليل الفني:

جاءت بداية ما نطلق عليه اليوم التحليل الفني مع الملاحظات التي دونها تشارليز داو، مؤسس الداو جونز، قبل بداية القرن العشرين. كان الفوركس هو أولى فئات الأصول التي تبنت مفاهيم التحليل الفني بصورة شاملة، وتحديداً منذ نهاية عقد السبعينات حين بدأت أجهزة الكمبيوتر، خصوصاً الحاسبات الشخصية، تُستخدم على نطاق واسع. من الناحية التاريخية، تم وضع وممارسة التحليل الفني في أسواق الأسهم ولكنه لم يحظى بالانتشار مقارنة بالتحليل الأساسي خصوصاً بعد أن قدم جراهام وديفيد دود كتابهم البارز تحليل الأوراق المالية في عام 1934 والذي ركز على مفهوم "الاستثمار في القيمة". وبحلول الألفية الثالثة، كانت أغلبية متداولي الفوركس تستخدم التحليل الفني فيما كان ما يقرب من نصف محللي أسواق الأسهم يستخدمونه بالفعل أو على الأقل يعترفون بجدوى استخدامه.
لا يروق للمحللين الفنيين مصطلح "التوقعات" لأن ما يجري قياسه وتقديره هو مجموعة من النتائج المحتملة وليس تنبؤات علمية دقيقة. التحليل الفني هو علم تجريبي تتجاوز فيه ملاحظة النتائج المحتملة كل ما تفترضه الأسس النظرية. وبرغم أن العديد من التقنيات المستخدمة تخفي ورائها أسس نظرية إلا أنك لست بحاجة إلى تبني فرضية معينة حتى تستخدم تقنيات التحليل الفني.
.................................................. .........

يعتقد المحللون الفنيين أن الأسعار ليست عشوائية وأنها تتحرك في معظم الوقت ضمن نماذج متكررة يمكن تحديدها واستغلالها في تحقيق أرباح من التداول. السبب في ظهور النماذج وتكرار ظهورها هو أنماط السلوك البشري الشائعة بين جموع المتداولين على أي ورقة مالية وليس الخصائص التي تتسم بها الورقة ذاتها.
يعتقد المحللون الفنيون أن جميع العناصر المالية والاقتصادية الهامة، بما في ذلك الأخبار والبيانات المرتبطة بالورقة المالية، تنعكس بالفعل في السعر وبالتالي تتاح للمحلل الفني حرية مراقبة البيئة الأساسية للأصل الذي يتداوله من عدمه. يطلق على هذا المفهوم "الاستيعاب". النقطة الأساسية هي أن التحليل الفني لا يتعارض مع التحليل الأساسي أو الاقتصادي. يحاول المحللون الفنيون ذوي الخبرة المزج أو الجمع بين كلاً من التحليل الفني والأساسي لصقل وتحسين توقعاتهم.
تعتمد جميع تقنيات التحليل الفني على تحركات الأسعار السابقة، وبالأحرى خلال الآونة الأخيرة، وبالتالي يبقى التنبؤ مهارة يكتسبها المحلل عن طريق الممارسة. ستجد على أي رسم بياني عدد هائل من الطرق الصحيحة لوضع المؤشرات. يمكن أن يحقق المحلل الفني نفس مستوى النجاح لنظرائه ومع الاستعانة بنفس المؤشرات ولكن باستخدام طرق مختلفة لوضع الصفقات. إذا أجرينا مسابقة بين عشرة محللين فنيين وأعطينا كلاً منهم مؤشر واحد وورقة مالية موحدة، فسنحصل في نهاية المسابقة على عشرة نتائج مختلفة، بل وربما تحقق جميعها أرباح صافية.
جميع الطرق تؤدي إلى روما لكل طريقة من طرق التحليل الفني مزاياها وعيوبها كما يمكنها جميعاً أن تحقق للمتداول أرباح. إذا أعطينا كل متداول من المتداولين العشرة أداة مختلفة للتداول على نفس الورقة المالية فمن الوارد أن يحققوا جميعاً أرباح في نهاية المسابقة.

المفهوم الأساسي

يرتفع العرض والطلب على الورقة المالية، وبالتالي سعرها، لأسباب عديدة ترتبط بمعنويات المتداول وإدراكه لفرص تحقيق الأرباح. تنشأ هذه العوامل بدورها من التغيرات الحاصلة في الأخبار والظروف المحيطة، ولكن ستلاحظ أن المتداول الفني يهتم أكثر بما يفعله السعر في المدى القريب بدلاً من التركيز على الأسباب التي تقف خلف الحركة السعرية. يطلق على هذا المفهوم أحياناً مصطلح "ما يفعله السعر" بدلاً من "السبب في قيام السعر بذلك".

لاحظ إدواردز وماكجي، وهما مؤلفي أولى الكتب الهامة عن التحليل الفني، في أواخر عقد الأربعينيات أن النموذج الأساسي المصاحب لجميع السلاسل السعرية بدرجة أو بأخرى يأتي على النحو التالي:

حركة صعودية رئيسية يتبعها فترة من التداول العرضي أو ارتداد هبوطي ثانوي لتصحيح جزء وليس كل الحركة الصاعدة الأصلية، يتبعه قفزة صعودية أخرى تتجاوز القمة السابقة وتستعيد مسار الحركة الأصلية.

يمكنك الآن تخيل السيناريو المعاكس بالنسبة للحركة الهابطة.

تقبلوا تحياتي ... :1f60a::1f60a: