PDA

View Full Version : بين المطرقة والسندان: ومعضلة الاختيار بين أسعار الصرف الثابتة مقابل تعويم أسعار الصرف



moneere
01-24-2020, 23:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

I. أنظمة أسعار الاستبدال العالمية
تجابه أي جمهورية لدى بلوَرة سياستها المالية معضلة يطلق فوق منها الاقتصاديون مسمي "الثالوث غير المقدس". جاءت تلك التسمية نتيجة لـ حقيقة انه بصرف النظر عن أن البلاد والمدن تبذل أفضل ما لديها, سوى أنها في التتمة لا يمكن لها سوي تحري اثنين من تلك النقط بأي توقيت من الأوقات. النقط الثلاثة لذا الثالوث هي السياسة المالية السيادية للجمهورية, حرية تدفق رأس الثروة, وأثمان الاستبدال الثابتة. مفهوم السياسة المالية السيادية من الممكن يشرح ذاته بكون انه يجيز للدولة بالتلاؤم مع الأحوال الداخلية لها بأكثر من توثِيقها على اللاعبين الخارجيين. تمنح أسعار الاستبدال الثابتة التمكن من التنبؤ وهو الشأن الذي يحث ويدعم عادة المشروعات الاستثمارية الاستثمارية والإزدهار في نطاق الدولة. في العصر الجديد للتقنية, فان حرية تدفق رأس الثروة باتت احد المسلمات المفروغ منها بسبب انعدام فائدة وحط قيود مضمونة حركتها. ذاك الموضوع يدع للدولة حرية الاختيار بين منافع التنبؤ التي توفرها أسعار الاستبدال الثابتة أو مطالب مطواعية سياستها المالية.

الظروف البيئية الجارية لأنظمة أسعار الاستبدال الدولية هي عائد لانهيار نهج بريتون وودز في سنة 1970. ذلك النسق الذي وضعته أميركا وحلفائها حتى الآن المعركة الدولية الثانية, وقف على قدميه بإنشاء إحتمالية التغيير المباشر بالورقة الخضراء الأمريكي إلى الذهب بالإضافة إلى تغيير الأوراق النقدية الأخرى إلى الدولار الأمريكي. ذاك المسألة تطلب من أميركا أن تحتفظ باحتياطيات كافية من الذهب لتغطية كامل تكلفة الدولارات التي يتم تداولها في الدنيا في أي مدة زمنية. ظل ذلك النسق حتى قد عزمت أميركا رفض صبر تعب المضاربات على أسعار الذهب. مع عاقبة عصر إستعداد تغيير الدولار إلى ذهب, فان بقية دول العالم أمسى يتعين أعلاها إنشاء إطار سياسة أسعار الاستبدال المختصة بجميع منها على حدا. قليل من البلاد والمدن اختارت الاستمرار في سياسة تثبيت أسعار الاستبدال, في حين خصوصية القلة الأخر اتخاذ نظام أكثر إنصياع. من المهم ملاحظة انه حتى في وضعية ما يسمي بأنظمة أسعار الاستبدال المتجاوبة فان السُّلطة تضطر في قليل من الأوقات إلى التدخل في مكان البيع والشراء للدفاع عن مصالحها.

احد الأنواع الأساسية لما يسمي ببرامج أسعار الاستبدال الثابتة هو الواضح باسم الدولرة (Dollarization), و حديثا ما يسمى باليوررة(Euroization). على حسب ذلك الإطار, فان الدولة المعني يستند على الدولار الأمريكي أو ورقة نقدية أجنبية أخرى بكونها عملته الأصلية. ذلك النهج يقدم عدد محدود من الإمتيازات إذ يتيح للجمهورية بترك الأحكام المرتبطة بسياستها المالية إلى بلد أكثر تقدما يعلم ببلد المرساة. برغم ذاك, فان المسألة لا يخلو من المشاق, لان الجمهورية في تلك الوضعية تضحي بإمكانية تشكيل سياسة مالية خاصة بها بكونها تعتمد في الخاتمة على بلد أخرى لحماية وحفظ سعر عملتها. فضلا على ذلك هذا, فان مجمل المعروض النقدي في الجمهورية يستمر مقتصرا على الممتلكات التي من الممكن أن تجنيها عبر الصادرات أو الاقتراض أو التحويلات النقدية المرسلة من مواطنيها العاملين في الخارج. ذاك النهج يحرم ايضا بنك النقد المصري في ذاك الدولة من القيام بدور مقرض المأوى الأخير للنظام البنكي بمثابة انه لا يملك فرض السيطرة على الورقة النقدية التي يستند فوق منها المعروض النقدي في الدولة. من أمثلة البلاد والمدن التي نهضت بتنفيذ سياسة الدولرة هي بنما والتي استخدمت الدولار الأمريكي كعملتها الحكومية منذ عام 1904 وايضاًً الإكوادور التي اتخذت نفس الخطوة في العام ألفين. عملية الدولرة من الممكن أن تتم أما من منحى فرد أو على نحو ثنائي إذا اتخذ المرسوم بالترتيب مع الجمهورية التي سوف يتم استعمال عملتها.

احد الأشكال الأخرى لنظام أسعار الاستبدال الثابتة هو الذي يسمي بمجلس الورقة النقدية. ينطوي مجلس الورقة النقدية على تحديد قيمة دفع راسخ بين الورقة النقدية الوطنية وعملة أخرى تسمي ورقة نقدية الربط أو الارتكاز. يستند النسق بأكمله على مبدأ التغيير الإفتراضي ما يقصد أن الورقة النقدية الوطنية يمكن تحويلها بأي توقيت إلى ورقة نقدية الربط. يفتقر الاحتفاظ بمجلس للورقة النقدية التزام طويل الأجل بذلك الإطار لضمان الثبات في مواجهة المدنيين والمستثمرين. الجمهورية التي تقوم بتنشيط نمط مجلس الورقة النقدية يتعين أعلاها كذلك الاحتفاظ باحتياطيات كافية من الأوراق النقدية الأجنبية لتغطية المعروض النقدي في ذلك الدولة. ويستلزم ذاك وحط ثمن للتحويل بين الورقة النقدية الوطنية وعملات الربط. ذاك الإطار يحد من تمكُّن البلد على وحط سياسة مادية خاصة بها لأنها تعتمد بأسلوب أساسي على سياسة مادية لبلد ورقة نقدية الارتكاز بصرف النظر عن أن المسألة لا يكون بالصورة المتواجدة في ظرف البلاد والمدن التي تنتهج سياسة الدولرة. وللحفاظ على مقدار اكبر من المصداقية, فان مجلس الورقة النقدية لا يستطيع إخضاع أسعار الاستبدال على يد عمليات مكان البيع والشراء المفتوحة وهو الشأن الذي يزيل احد الأدوات الهامة من الترسانة الأصلية. الكمية الوفيرة من البلاد والمدن استخدمت أنظمة مجلس الورقة النقدية مثل الأرجنتين وهونج كونج و في جنوب أفريقيا وبلغاريا. وفى وضعية الأرجنتين فان ذلك النسق ساعدها على كبح جماح التضخم لمجموعة سنين طوال إتفاق مكتوب التسعينات سوى انه انهار في عاقبة المطاف نتيجة الضغوط الاستثمارية المحلية ما نتجَ عنه وحط ترتيبات أخرى أكثر مقدرة على الملاءمة معها.

احد الأنظمة الأخرى في إطار سياسة تثبيت أسعار الاستبدال هو الذي يسمي بالربط الثابت والذي تقوم استنادا له الدولة في وضع قيمة دفع وطيد لعملتها الوطنية في بنظير ورقة نقدية أو سلة من الأوراق النقدية. المثال الأكثر بروزاً على ذاك النسق هي الصين. أثناء الفترة ما بين عامي 1994 إلى 2005, احتفظت الصين بثمن دفع وطيد لدى 8.28 يوان في مواجهة الدولار الأمريكي. وطوال تلك المرحلة لم تتيح الصين إلا ببعض المتغيرات الطفيفة في ثمن دفع عملتها المحلية إلا أن على العموم احتفظت بسيطرة صارمة على أسعار الاستبدال. برغم هذا فان ذاك النهج نتجَ عنه مبالغة الاتهامات الخارجية, لاسيما في جانبها السياسي, والتي تدعي أن إدارة الدولة الصينية تقوم اليوان بأدنى من سعره الحقيقية لتحميس صادراتها. الاحتفاظ بثمن دفع راسخ من الممكن أن يعرض تلك البلاد والمدن إلى عدم أمان استهدافهم من قبل المضاربين في حال ما كانت عملتها قوى معارضة بأكثر من سعرها.

المثال الأخير على نهج ثمن الاستبدال الثابت هو التحالف النقدي. على حسب ذاك الإطار, يكمل تأدية سياسة مالية موحدة على صعيد عديدة بلدان. نهج التحالف النقدي قد يحتوي استعمال ورقة نقدية موحدة أو توفير وإتاحة حرية التغيير بين متعددة بلدان في نطاق ذاك التحالف. بحسب ذاك النسق ايضا يقوم بنك مركزي شخص في وضع السياسة المادية عوضا عن المصارف المركزية المحلية. المثال الأكثر بروزاً على التحالف النقدي في عالم اليوم هو التحالف الأوربي والذي وقف على قدميه بتوحيد أغلب أوربا في إطار مساحة العملة الأوروبية. أفضلية مثل ذاك النسق هو تخفيض حدة التضارب في نطاق المساحة ما يسفر عن ترقية الجدارة في نطاق بلدان التحالف الأوربي. غير أن من جهة أخرى, تكون ثمة تضحية بديهية بالسياسة الوطنية وهو الشأن الذي من الممكن أن يضر ببلدان التحالف إذا ما صادفت احدها أحوال غير متوازنة نتيجة أزمة نقدية أو ما شابه إذ تكون عاجزة عن سيطرة على سياساتها المالية استنادا لذا.

سياسة أسعار الاستبدال المتجاوبة على المنحى الأخر تميل إلى التضحية بأفضلية التنبؤ التي توفرها أسعار الاستبدال الثابتة في بنظير الفوائد التي تتحصل أعلاها من اعتماد سياسة مالية وطنية. يتشابه منظومة تكلفة الاستبدال التصاعدي مع نمط سياسة تكلفة الاستبدال الثابت, سوى انه يمكن تطويره بحسب نُظم جلية. في الكمية الوفيرة من الحالات, فان تلك النُّظُم تكون متعلقة بالممارسات التضخمية والتي تجيز بدورها للحكومة بالرد لما يتطلبه الظرف. يستعمل منظومة قيمة الاستبدال التصاعدي من قبل البلاد والمدن التي تتكبد من معدلات تضخم عالية لتجنب تزايد سعر عملتها. الكثير من البلاد والمدن مثل فيتنام ودولة الصين استخدمت أسلوب تكلفة الاستبدال التدريجي. ذاك الإطار ينشد الميزانية بين فوائد الإنصياع مع التثبيت والذي يحقق رغبات المستثمرين في الثبات. على العموم, متى ما قلت القيود التي تضعها الجمهورية على تطوير ثمن ربط الورقة النقدية, حينما قلت الفوائد التي تجنيها من إذ المصداقية. وكما هو الشأن مع قيمة الاستبدال الثابت, فان نمط الاستبدال التدريجي قد يجسد هدفا جاذبا لعمليات المضاربة على الورقة النقدية.

الخطوة الثالثة صوب عدم التدخل في متاجر الأوراق النقدية هي كيفية وحط دومين لحركة أسعار الاستبدال. على حسب ذلك الإطار, تجيز إدارة الدولة لتكلفة الاستبدال بالتحرك بحرية في نطاق مدى معين. تقوم إدارة الدولة في وضع مقصد لثمن الاستبدال, تحدد عن طريقه الهامش الموافق عليه للتغير, وتوافق على عدم اتخاذ أي تصرف لنفوذ على قيمة الاستبدال في إطار تلك التعاملات. برغم ذاك, إذا خرج قيمة الاستبدال عن ذاك المدى, فان السُّلطة تلجئ للمدافعة عنه على يد التدخل في مكان البيع والشراء وهو الذي يعتبر ضروريا للمحافظة على مصداقية الورقة النقدية. لا تبقى نُظم روتينية لتحديد مدى حركة الورقة النقدية, الا أن المتخصصون يوصون على العموم بان يتباين ذاك الدومين ما بين 7 إلى عشرة% إرتفاعا أو انخفاضا. العدد الكبير من البلاد والمدن تستخدم أسلوب وكيفية دومين ثمن الاستبدال بما في ذاك تشيلي وكولومبيا والإكوادور وفنلندا والمجر وإسرائيل والمكسيك والنرويج وبولندا وروسيا والسويد وجمهورية التشيك وسلوفاكيا. عدد محدود من تلك البلاد والمدن مثل تشيلي تتيح ببعض التحديثات الدورية لهدف قيمة الاستبدال. المصداقية والمزايا المترتبة على صعيد قيمة الاستبدال, تعتمد بأسلوب أساسي على قوة الشركات المحيطة فضلا على تصورات واضعي السياسة المادية بصدد استعدادهم للحفاظ والدفاع عن سلامة المدى المحدد.

النوعين الآخرين من أنظمة أسعار الاستبدال المتجاوبة هما تحرير سعر الصرف المدار وأنظمة تحرير سعر الصرف الحر. استنادا منظومة تحرير سعر الصرف المدار, فان السلطات تستطيع التدخل لحماية تكلفة الاستبدال المستهدف غير أنها لا تقوم بهذا ما دام واصل تكلفة دفع الورقة النقدية مستقرا في إطار المجال المحدد. نمط ثمن الاستبدال الحر يأخذ الفكرة إلى أقصي نطاق إذ يجيز لثمن الاستبدال أن يتحدد فحسب على حسب قوى العرض والطلب في مكان البيع والشراء وحدها. فيما تطبق عدد محدود من البلاد والمدن أنظمة أسعار الاستبدال العائمة, لكن الواقع العملي يتجلى أن تلك الحكومات تضطر إلى التدخل في قليل من الأوضاع المقيدة للتأثير على أسعار الاستبدال. بما يختص بتكاليف الاستبدال المدارة, فان عدم اليقين بخصوص التدخل الحكومي يخفف من إمتيازات المصداقية المتاحة في أنظمة الربط التدريجي ونطاق ثمن الاستبدال. عدم تواجد نُظم جلية للتدخل كذلك يتولى قيادة إلى اتهامات بعدم الشفافية المحيطة بالقرارات التي تتخذها السلطات المالية ما يخفف من الثقة في الورقة النقدية. احد الأمثلة على نمط تكلفة الاستبدال العائم هو الزلوتي البولندي. حتى عام 2011, فان أجدد مرة تدخلت فيها إدارة الدولة البولندية في سوق الاستبدال كان في سنة 1998 قبل أن تنشر بأسلوب رسمي عن اعتماد نسق تعويم أسعار الاستبدال في سنة ألفين.

II. وسطاء الأوراق النقدية الأجنبية وتجارة التقسيم
مؤسسات تغيير العملة, والتي تسمي كذلك بوسطاء تداول الأوراق النقدية الأجنبية أو لاغير وسطاء الفوركس, هي مؤسسات تتيح التحويلات المادية بالأوراق النقدية العالمية للمؤسسات والأفراد. سوق الاستبدال الغربي عارم جدا إذ تصل معدل عمليات تجارية الوسطاء به ما يزيد على 3 تريليون دولار كل يوم. في الولايات المتحدة الامريكية, جرى استبدال مواقع تغيير العملة الكلاسيكية بالشركات العاملة عبر الانترنت مثل ترافيليكس وويلز فارجو. وسطاء الأوراق النقدية الأجنبية يختلفون عن متداولي الفوركس إذ يقوم الوسطاء بشكل فعلي بفعل الاتفاقيات التجارية وفقا على التسليم الفعلي للأموال. تشتمل تلك الأوراق النقدية عمليات تجارية الفوركس العاجلة والتي تقوم بتجهيز التسليم الجوهري طوال متكرر كل يوم عمل أو اقل في حين إتفاقيات تجارية الفوركس الآجلة يزيد فيها تاريخ التسليم عن 48 ساعةٍ. متداولي الفوركس والذي سوف يتم التعرض لهم أسفله ينخرطون في معاملات المضاربة بأكثر من التداول الفعلي للأوراق النقدية.

يتسابق وسطاء الفوركس إلى حاجز ما مع المصارف وشركات تغيير الثروات, سوى أنهم على العموم يركزون على شرائح متنوعة في مكان البيع والشراء. بغية تتمكن من التداول مع احد وسطاء الفوركس, سيتعين عليك فتح حساب باستعمال حساب مصرفي أو بطاقة ائتمان. مؤسسات تغيير الثروات مثل ويسترن يونيون مونيجرام لا تحتاج عادة فتح حساب لتصرُّف التحويلات النقدية. وسطاء الفوركس كذلك يطلبون حاجز أسفل لمبلغ التغيير ليس أقل من 5,000 دولار أمريكي, فيما منظمات تغيير الثروات تستطيع تغيير أي مِقدار على الرغم من أنها تفرض قليل من الضرائب في بنظير ذاك. المصارف بدورها تجسد متنافس مباشر على نحو اكبر لوسطاء الفوركس لأنهم يوفرون العدد الكبير من الخدمات التي يوفرها الوسطاء. في أغلب البلاد والمدن, يعمل وسطاء الفوركس أسفل صنف من الإشراف التنظيمية. مثال على ذلك في أميركا, فان الوسطاء الرسمين يتعين عليهم أن يكونوا أعضاء في المصلحة الوطنية للعقود الآجلة وأيضاً الاشتراك كتاجر لعمولات العقود الآجلة عند منظمة تبادل العقود الآجلة. التصرف مع الوسطاء غير اللذين قاموا بتسجيل قد يعرض الزبائن لمخاطر فقدان نقودهم نتيجة وقوعهم كضحايا لبعض المؤسسات المحتالة.

على الضد من ذاك, فان تبادل الأوراق النقدية أو ما يعلم بتجارة التوزيع يركز بأسلوب اكبر على المضاربة بأكثر من التسليم الفعلي للأوراق النقدية. احد ابرز الأمثلة على الأوراق النقدية التي تستهدفها المضاربات هو راند في جنوب أفريقيا والذي قد تتقلب ثمنه بأكثر من 0.عشرين$ كل يوم. من خلال شراء الورقة النقدية, في حال تنبأ صعود سعرها, أو بيعها لدى تكهن تقهقر ثمنها, فان الذ يتم تداوله الماهر يمكن له جني عوائد طائلة. مؤسسات تبادل الأوراق النقدية تعمل على حسب النسق الهامشي والذي يقصد أن المتداولين الأشخاص لا يضطرون إلا إلى صرف قسم من المجموع الكلي للمعاملة. مثال على ذلك, لفتح مقر تبادل بسعر مائة,000$ بهامش مبدئي 4%, سيتعين على الذ يتم تداوله الاحتفاظ بهامش مبدئي بسعر 4,000$ فحسب. ذلك الإطار يسمح الاحتمالية لتلبية وإنجاز مكاسب وتلفيات اكبر مضاهاة بالتعاملات العادية. تبادل الأوراق النقدية, خاصة عالية الغزارة, تعول على العمليات التجارية السريعة بأكثر من عبرة التعاملات المستخدمة عند وسطاء تداول الأوراق النقدية الأجنبية.

لسنوات وافرة كانت تجارة الأوراق النقدية مقتصرة على الشركات المادية الكبرى وكبار المستثمرين. فتح حساب تبادل في الفائت كان يفتقر ما بين عشرة إلى خمسين 1000000 دولار أمريكي. في ذلك الزمن, فان اغلب عمليات تجارية الأوراق النقدية كانت تحدث بين المصارف بعضها القلة بأكثر من معاملات المصارف مع الزبائن. برغم هذا, فان الكثير من الأسباب أسهمت في تبدل ذلك الحال؛ كان من أكثرها أهمية انتشار أدوات الحاسب الشخصية والانترنت في تم عقده التسعينات و مستهل الألفية الحديثة. حضور الانترنت إضافة إلى ذلك التبادل بالهامش فتح أبواب سوق الأوراق النقدية في مواجهة المستثمرين العاديين ما نتجَ عنه اتساع هائل في مقدار مكان البيع والشراء. أثناء الفترة ما بين عامي 2001 إلى 2007, زاد مجمل قدر سوق تداول الأوراق النقدية الأجنبية بمعدل عشرة% مرة واحدة فى السنة, حازت المعاملات بغاية المضاربة على نصيب الأسد منها. بحلول عام 2011, قدرت مجموعة Aite وجود 8.3 1000000 واحد يشاركون في معاملات الفوركس بالتقسيم في إطار سوق تصل سعر تداولاته اليومية باتجاه 315 مليار دولار. ذلك الرقم يشير إلى أن تجارة الأوراق النقدية تشكل ما يقرب 7.9% من مجمل سوق تداول الأوراق النقدية الأجنبية. احد الأسباب التي أسهمت في زيادة سعر المعاملات هو الذي يسمي بالتعاملات عالية الغزارة وهى احد تَخطيطات التجارة التي تعول على مقدار عارم للتداول و تعليمات ضئيلة الكمية مقترنة بهوامش هابطة وفترات زمنية قصيرة للاحتفاظ بالصفقات تكون في اغلب الظروف اقل من 5 ثواني.

وكما هو الشأن في أي تصنيع فورية التطور, فان أخطار الغش ارتفعت كذلك استنادا لهيئة تبادل المنتجات الآجلة, ناحية التنظيم الأصلية في الولايات المتحدة الامريكية. في سنة 2012, تم معاقبة مواطن أمريكي يسكن في بنما بالحبس ما يكثر عن 14 عام من قبل محكمة فيدرالية. استنادا لوثائق المحكمة, فان جيفري ورانس استخدم خطة بونزي للاحتيال على 343 مستثمر في مِقدار يقرب من 17.6 1000000 دولار. على صعيد أضيق, اعترف جريجوري بالدوين بارتكاب جناية مطابقة في سنة 2004 حين تلقي 228.خمسمائة$ من 33 مستثمر وقف على قدميه باستعمالها في نفقاته الشخصية. السلطات دأبت على تنويه المستثمرين مرارا وتكرارا بخصوص العروض التي تكفل لهم تحري عوائد حثيثة بالمئات أو آلاف الدولارات في بنظير استثمار أولي لا يزيد عن 5.000$. تلك العروض والتي توضح جيدة بصورة يصعب تصديقها تكون باستمرار مساعي احتيالية. ظهور الانترنت إشترك في الإتصال بين كميات وفيرة من المستثمرين المستجدين, غير أنه في نفس الزمان تسبب في الكثير من المجازفات الخطيرة الناشئة. يتعين على المستثمرين التزام منحى الحيطة لدى التبادل مع مؤسسات تقع في بلدان لا تتلذذ ببيئة تنظيمية ذات بأس لان الكثير من تلك العروض من المعتاد أن تكون مخططات احتيالية, وغياب التنظيم بدوره يقصد أن المستثمرون قد لا يشاهدون نقودهم مرة ثانية.

انهدام نسق بريتون وودز صرف الحكومات إلى البحث عن إجابات عملية لأنظمة أسعار الاستبدال. القلائل من بينهم انجذب صوب المصداقية التي توفرها أسعار الاستبدال الثابتة ولكنهم على أرض الواقع العملي ضحوا في بدل هذا بإمكانية إتباع سياسة مالية وطنية الموضوع الذي تركه عرضه لهجمات المضاربين. القلائل الأخر ميزة المطواعية التي يوفرها منظومة تعويم أسعار الاستبدال سوى أنهم وجدوا أن عدم حضور الشفافية كان له نفوذ سلبي على معدل تجارتهم الخارجية. كلا النتيجتين نتجَ عنه نتوء مناضلة ما يسمي بالثالوث غير المقدس. بغض البصر عن سياسة ثمن الاستبدال المختارة, فان ظهور الانترنت والحواسب الشخصية سمح للمستثمرين بالمضاربة على السعر المستقبلية للأثمان وهكذا إحتمالية تحري مكاسب أو تلفيات طائلة غير أن دون أن يتجنبوا أخطار السقوط كضحايا للمخططات الاحتيالية. في وضعية تبادل الأوراق النقدية جنبا إلى جنب مع سياسة أسعار الاستبدال, يبقي القول المأثور العتيق صالحا: إذا بدا المسألة جيدا بصورة يصعب تصديقها, فانه من الممكن