PDA

View Full Version : لماذا يرى البعض أن سوق الفوركس ليس المكان المثالي لتحقيق الأرباح



Ahmedn74
02-23-2020, 18:01
يعتبر سوق العملات هو أكبر الأسواق المالية وأكثرها سيولة على الإطلاق. برغم ذلك، فإن نسبة محدودة للغاية من المتداولين هي التي تحقق النجاح في هذا العالم المثير. وبرغم أن البعض يلقي باللائمة على غياب الانضباط الذاتي وضعف استراتيجية التداول في تكبد الغالبية العظمى لخسائر كبيرة، إلا أن هناك بعض العوامل المتأصلة في سوق الفوركس التي تجعل منه مكان خطير للغاية. سنلقي في السطور القادمة نظرة على هذه العوامل التي لا تجعل من سوق الفوركس مكاناً مثالياً لتحقيق الأرباح.

لماذا سوق الفوركس ليس مكاناً مثالياً للمتداولين؟
صعوبة التنبؤ
تؤثر البيانات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية على قيمة العملات سواء بالسلب أو بالإيجاب. برغم ذلك، فإن تفسير هذه العوامل الأساسية ليس بالمهمة السهلة. قد تؤدي بعض التقارير الاقتصادية الإيجابية إلى إضعاف العملة، وليس تقويتها كما هو متوقع، بسبب ارتباطها بعدد من العوامل الأخرى. على سبيل المثال، هناك علاقة عكسية بين الين الياباني و مؤشر نيكاي. عندما يرتفع مؤشر نيكاي، تتراجع قيمة الين عادةً حتى إذا أتت المؤشرات الاقتصادية بأفضل من توقعات المحللين. ولهذا إذا أٌقدم المتداول على فتح صفقة شرائية استناداً إلى إيجابية البيانات الاقتصادية فإنه سيواجه خسارة في حالة وضع أوامر الإيقاف عند مستويات قريبة.

أحد الشواهد التي تدعم هذه الحجة هو الأحداث المثيرة التي شهدتها حياة جون ماينارد كينز ، وهو واحد من أهم وأعظم الاقتصاديين في تاريخ البشرية. كان كينز مسئولاً عن تأسيس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، كما قدم لعلم الاقتصاد واحدة منأهم نظرياته على الإطلاق والتي حطمت أسطورة أن السوق الحرة كفيلة بتحقيق التوظيف الكامل بصورة آلية. مع نهاية الحرب العالمية الأولى، قرر كينز الدخول إلى سوق تداول العملات بل وقام بجمع أموال من أصدقائه لهذا الغرض. بطبيعة الأمر، فإن شخص بهذه العقلية الجبارة كان من المفترض أن يكون قادراً على تحقيق نجاح باهر حيث أن غزارة علمه كانت ستساعده على التنبؤ بالاتجاهات الرئيسية للعملات. برغم ذلك، وعلى عكس جميع التوقعات، خسر كينز جميع أمواله. يسوق كثيرون هذا المثال للدلالة على مدى الصعوبة البالغة التي تكتنف العمل في سوق الفوركس حتى بالنسبة لعقلية اقتصادية في مكانة جون كينز.