PDA

View Full Version : من أين تأتي أسعار الفوركس؟



Ahmedn74
02-23-2020, 19:15
يجري تداول الأسهم في بورصات مركزية الأمر الذي يوفر آلية شفافة لاكتشاف السعر. يقوم متداولي الأسهم من جميع أنحاء العالم بضخ أسعار الشراء والبيع، وبعدها يتم ترتيب أسعار العرض ضمن سجل تنازلي فيما تدرج أسعار الطلب ضمن ترتيب تصاعدي في سجل الأوامر. يتم تنفيذ الصفقة عندما يتطابق سعر العرض مع سعر الطلب، الأمر الذي يقود في نهاية المطاف إلى اكتشاف سعر عادل للسهم. برغم ذلك، ربما يتساءل متداول الفوركس المبتدئ عن المصدر الذي تأتي منه أسعار صرف العملات، خصوصاً وأن سوق الفوركس عبارة عن بورصة لا مركزية تعمل خارج المقصورة الرسمية. في هذا الدليل سنحاول شرح مصدر تدفق الأسعار التي يقدمها وسطاء الفوركس.

المشاركون في سوق الإنتربنك
تشكل الأسواق الفورية وأسواق العقود الآجلة والسويفت (جمعية الاتصالات العالمية بين البنوك) ما يطلق عليه سوق الإنتربنك. وتضم قائمة المشاركين في هذا السوق بنوك الاستثمار والبنوك التجارية وصناديق التحوط وشركات التجارة الكبرى والبنوك المركزية. هناك أغراض مختلفة لكل مؤسسة من هذه المؤسسات من المشاركة في السوق عن طريق شراء أو بيع أو تبادل العملات. قد ترغب البنوك التجارية على سبيل المثال في شراء أو بيع أو تحويل مليارات الدولارات يومياً. تستطيع هذه المؤسسات أن تتداول مع بعضها البعض مباشرة. برغم ذلك، فإن اعتبارات الشفافية والحصول على أفضل الأسعار تدفع هذه الأطراف إلى التداول من خلال منصات الفوركس في سوق الإنتربنك مثل Electronic Broking Services (EBS), منصة بلومبيرج وEikon (تومسون رويترز). تقوم هذه المنصات الثلاثة بخلق قنوات اتصال بين آلاف البنوك. وبطبيعة الحال، لا يكشف المتعاملون في سوق الإنتربنك عما إذا كانوا مهتمين بشراء أو بيع إحدى العملات. تقوم هذه المنصات في أي وقت بعرض سعرين مختلفين، أحدهما للشراء والآخر للبيع، والتي تُعرض أمام المشاركين في منصة التداول.

مثال على أزواج العملات الرئيسية
إذا افترضنا أن إحدى البنوك الكبرى يرغب في شراء عملة اليورو بقيمة تصل إلى 3 مليار دولار. يقوم البنك بعرض أسعار الشراء والبيع التي يكون على استعداد للتعامل معها. وفي العادة يكون هناك فارق سعري (سبريد) لتغطية النفقات التي يتحملها البنك (تكاليف الأوامر، حجم التداول، تكاليف المخزون، المنافسة ومخاطر العملة). دعنا الآن نفترض أن وكيل البنك سيعرض أسعار البيع والشراء عند 1.14203 و1.14208 على التوالي. بالمثل، دعنا نفترض أن هناك متعاملين آخرين يمثلون بنوك أخرى سيقومون بعرض أسعار البيع والشراء لنفس الزوج على النحو التالي.

البيع الشراء حجم التداول (بالدولار الأمريكي)
البنك 1 1.14203 1.14208 3 مليار
البنك 2 1.14205 1.14210 1 مليار
البنك 3 1.14207 1.14212 4 مليار
يشار إلى البنوك 1 و2 و3 في هذه الحالة على أنها مزودي السيولة في السوق. يفتح وسطاء الفوركس حسابات مقاصة مع مزودي السيولة، على أن يتم الربط بين هذه الحسابات من خلال برنامج تجميعي (Aggregator). يتولى هذا البرنامج تجميع البيانات من مصادر السيولة المختلفة وعرضها في نافذة واحدة. وبالإضافة لذلك، يتم مقارنة الأوامر المرسلة من عميل شركة الوساطة مع العروض المختلفة لمزودي السيولة بهدف الوصول إلى أفضل سبريد ممكن. يضمن برنامج التجميع أن العميل سيحصل على أفضل سعر شراء أو بيع متاح في الوقت الحالي.

واستناداً إلى البيانات المذكورة في الجدول أعلاه، سيقوم برنامج التجميع باختيار الأسعار 1.14207 و1.14208 كأسعار للبيع والشراء على التوالي. بعد ذلك يقوم البرنامج بإضافة هامش بسيط (سبريد) إلى الأسعار المختارة كتعويض عن المخاطر التي يتحملها الوسيط. يستطيع الوسيط في أي وقت تعديل قيمة السبريد المضافة بحسب ما يراه ضرورياً. إذا افترضنا أن الوسيط يضيف نقطة واحدة كعلاوة سبريد، فإن أسعار البيع والشراء النهائية التي ستظهر أمام العميل ستكون 1.14202 و1.14213 على التوالي. يظهر الجدول أعلاه أنه يمكن تنفيذ صفقات بقيمة 4 مليار دولار عند سعر البيع وصفقات بقيمة 3 مليار دولار عند سعر الشراء. برغم ذلك، قد يحصل وسيط الفوركس على سعر أفضل عن طريق تجزئة أحجام التداول بواسطة برنامج التجميع وإرسالها لأكثر من مزود للسيولة.