PDA

View Full Version : دراسات اقتصادية حرب العملات… وصراع البقاء



Remasa
02-25-2020, 02:12
إعتماد دولة ما على قوتها الاقتصادية لتقليص قوة تنافسية الدول الأخرى و تقليص حجم ثراوتها عن طريق إستخدام السياسة النقدية و التدخل في أسواق تبادل العملات أو سوق فوركس (سوق الصرف الأجني المعروف باسم الفوركس)، ليعد ذلك شكل من أشكال الحروب الاقتصادية الباردة من أجل تحقيق هدف محدد.

ويُعنى بهذا التعريف بشكل أبسط هو قيام بعض الدول حول العالم بإنتهاج سياسات من شأنها أن تقلص من قيمة عملتها المحلية وذلك من أجل دعم اقتصاداتها وكذا دعم القطاعات الرئيسية الأخرى لاسيما القطاعات التصديرية. لكن هذا الإجراء يؤدي إلى تحقيق أرباح للدولة التي تقوم بخفض عملتها و الإضرار بمصالح الدول الأخرى إذا ما إستخدم على نطاق واسع حول العالم.

ومن الناحية التاريخية كانت بعض الدول تقوم بهذا الإجراء بهدف دعم الصادرات( عن طريق جعل السلع و الخدمات المصدرة أكثر تنافسية بسبب رخص ثمنها مقابل مثيلتها في الدول الأخرى) و كذلك بهدف القيام بتسويات ميزان المدفوعات.

ولا يجب أن ننسى أحد أشهر التدخلات كانت تحدث من قبل البنك المركزي الياباني و البنك المركزي السويسري في سوق الصرف الأجنبي.



أيضا البنك المركزي السويسري كان يتدخل عادة في سوق الصرف عندما ترتفع قيمة الفرنك السويسري بشكل غير مرغوب فيه من وجهة نظر البنك، وكلنا يعلم أن الاقتصاد السويسري من أحد الاقتصادات الصناعية وتعتبر الصادرات الداعم الرئيسي لتحقيق النمو.
وعلى الرغم من التدخلات التي تم عرضها فيما سبق لم تكن تندرج تحت مسمى “حرب العملات” بل كان أمراً مقبولا في الأسواق بل وعادة تكون متوقعة. لأنها كانت تتم بشكل منفرد أي تتم على أساس رؤية وتقييم بنك مركزي واحد داخل دولة ما للأوضاع و الأحداث التي تحتم عليه التدخل من أجل تحقيق هدف معين خاصة أنه في بعض الأحيان تكون عملات هذه الدول مقيمة بأكثر من قيمتها، وفي الغالب يكون تأثير هذا التدخل مؤقتا.

وتنقسم أشكال التدخلات التي تحدث في سوق الفوركس بغرض خفض قيمة العملة الوطنية إلى تدخلات مباشرة و تدخلات غير مباشرة على أساس الإجراء المستخدم و مدى تأثيره.