Noureldin abdalla
04-07-2020, 16:08
في كل مرة نجلس فيها في "فاينانشيال تايمز" لاختيار الفائزين بجائزة "الشركة الجريئة" Boldness in Business، أتذكر مدى صعوبة إدارة صندوق رأسمال مغامر.
السبب في ذلك أننا نجد أنفسنا مضطرين إلى إصدار أحكام بشأن شركات لا تزال في المراحل الأولى من تطورها. غالبا لا يكون لديها كثير من السجلات المالية وتكون منتجاتها في طور التحسين، لذلك من الصعب توقع ما إذا كان الوعد المبكر سيتحقق.في الواقع، بحث أجراه شيكار جوش؛ محاضر أول في كلية هارفارد للأعمال، يشير إلى أن ثلاثا من كل أربع شركات مدعومة من رأس المال المغامر لا تعيد رأس المال إلى المستثمرين، وثلثها تقريبا يخسر كل شيء.في جوائز "الشركة الجريئة"، نود مكافأة الجرأة والسرعة - في عام 2015 منحنا ترافيس كالانيك؛ المؤسس المشارك لـ"أوبر"، لقب شخصية العام، ودعمنا ذلك القرار حتى عندما واجهت شركة استدعاء سيارات الأجرة مشكلات تنظيمية وجذبت الانتقاد لثقافتها. بعض من الفائزين الأوائل الآخرين كانوا يكافحون أيضا وسط منافسة متزايدة وعادات متغيرة - من بينهم "جو برو" GoPro و"جروبون" Groupon.
من الصعب بشكل خاص اختيار الفائزين من بين الشركات التي تسعى إلى الابتكار في مجال الرعاية الصحية، أو الزراعة، أو المواد الغذائية. إذا لم ينطلق تطبيق على وسائل التواصل الاجتماعي أو أداة فيديو جديدة، يكون الأمر مخيبا للآمال. لكن إذا كان الغذاء أو الدواء لا يعمل بشكل مناسب، فإن المنتج قد يؤذي الناس أو حتى يقتلهم. يتحمل المستثمرون ولجان التحكيم مثلنا مسؤولية عدم زيادة الضجيج غير المستحق.لنأخذ الحكاية التحذيرية لـ"ثيرانوس" Theranos، شركة فحص الدم التي يوجد مقرها في كاليفورنيا. الشركة التي أسستها إليزابيث هولمز؛ عام 2003، زعمت أن آلاتها الجديدة الصغيرة ستحدث ثورة في فحص الدم مع تكنولوجيا مؤتمتة جديدة لا تتطلب سوى وخزة إبرة للحصول على الدم. جذبتالشركة أعضاء مجلس إدارة من النجوم ووقعت شراكة مع سلسلة الصيدليات الأمريكية.
بلغ تقييم "ثيرانوس" ذروته بأكثر من عشرة مليارات دولار قبل إثارة الأسئلة حول صحة نتائج الفحوص التي قدمتها. توقفت الشركة عن العمل في عام 2018 وهولمز؛ في انتظار محاكمة بتهمة الاحتيال الجنائي والتآمر. يقول المدعون العامون إن مئات المرضى، أو شركات التأمين الطبي الخاصة بهم، دفعوا ثمن فحوص الدم التي كان بعضها "غير دقيق، وغير موثوق، وتمت مصادقته بشكل غير صحيح". كان دفاع هولمز أنها غير مذنبة.
لكن الاحتيال ليس الخطر الوحيد. قطاعات مثل الأدوية والأجهزة الطبية تخضع - بحق تماما - لضوابط دقيقة للغاية، ووكالات مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصر على إجراء فحص دقيق لكل من السلامة والفعالية قبل أن تكون على استعداد للموافقة على منتج للاستخدام البشري. أيضا مقدمو الرعاية الصحية الحكوميون، مثل خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، يصرون على وجود دليل على أن المنتج يوفر قيمة مقابل النقود قبل الموافقة على دفع ثمنه.
كثير من منتجات الرعاية الصحية تسقط عند العقبة الأولى، أو ترى عوائدها المحتملة محدودة عند وصولها إلى العقبة الثانية. في شباط (فبراير) كان كل من أدوية الزهايمر التي صنعتها شركتا "إيلي ليلي" و"روش" مخيبة للآمال في فحوص المرحلة الأخيرة.هذا العام نظرت لجنة جوائز "الشركة الجريئة" في بعض المدخلات المقنعة جدا في قطاعي الرعاية الصحية والغذاء. تضمنت قائمة المرشحين النهائية "برينوميكس" Brainomix، التي تقود جهودا لتجديد تشخيص وعلاج السكتات الدماغية باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل صور التصوير الطبقي، إلى جانب "نيورالينك" Neuralink، الشركة الناشئة المدعومة من إيلون ماسك، التي تسعى إلى استخدام عمليات الزرع الدماغية لمساعدة الأشخاص على التواصل مع الآلات.في فئة الشركات الأصغر، تضمنت قائمة الترشيحات النهائية "سولار فودز" Solar Foods، شركة ناشئة فنلندية تحاول تطوير بديل قليل الموارد للبروتين الحيواني والنباتي باستخدام التخمير القائم على غازات الدفيئة.في النهاية، منح الحكام جائزة التكنولوجيا لـHealthy.io، شركة ناشئة إسرائيلية في مجال الصحة المتخصصة في تحليل البول باستخدام الهواتف الذكية. بدأت بمعالجة مشكلة شائعة لكن خطيرة: التهابات المسالك البولية هي أكثر الالتهابات البكتيرية شيوعا في البشر، حيث تؤدي إلى ما يقارب ثمانية ملايين زيارة إلى الطبيب ومليوني زيارة إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات الأمريكية كل عام. الاختبار المنزلي الذي ابتكرته الشركة يمكن المرضى من الحصول على العلاج بشكل أسرع ويقلل زيارات الطبيب غير الضرورية والإفراط في وصف المضادات الحيوية. حصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء في عام 2018، ما يجعله تحليل البول الوحيد باستخدام الهواتف الذكية الذي تم اعتماده باعتباره مكافئا للفحوص المخبرية.في أيلول (سبتمبر)، جمعت Healthy.io نحو 60 مليون دولار ووافقت إدارة الغذاء والدواء على فحص آخر من فحوصها، يهدف هذه المرة إلى تشخيص أمراض الكلى المزمنة. الشركة الأصغر الفائزة كانت Ÿnsect، شركة ناشئة فرنسية تجمع الحشرات لإطعام الحيوانات الأليفة والأسماك ولإنتاج الأسمدة.
على الرغم من تخوفنا عندما يتعلق الأمر بصحة الإنسان، إلا أن الحكام يواصلون مكافأة الأحلام الطموحة والجهود لتحسين المجتمع. من بين الفائزين العام الماضي كانت Lilium، شركة ألمانية تحاول بناء سيارات أجرة كهربائية طائرة، وهذا العام اخترنا "بايجوس" Byju’s، شركة هندية للتعليم عبر الإنترنت تحاول استخدام التكنولوجيا لمعالجة مشكلة التعليم ذي الجودة السيئة، أو غير المتكافئ عن طريق دروس عبر الإنترنت، أو قائمة على التكنولوجيا بلغات عدة.
السبب في ذلك أننا نجد أنفسنا مضطرين إلى إصدار أحكام بشأن شركات لا تزال في المراحل الأولى من تطورها. غالبا لا يكون لديها كثير من السجلات المالية وتكون منتجاتها في طور التحسين، لذلك من الصعب توقع ما إذا كان الوعد المبكر سيتحقق.في الواقع، بحث أجراه شيكار جوش؛ محاضر أول في كلية هارفارد للأعمال، يشير إلى أن ثلاثا من كل أربع شركات مدعومة من رأس المال المغامر لا تعيد رأس المال إلى المستثمرين، وثلثها تقريبا يخسر كل شيء.في جوائز "الشركة الجريئة"، نود مكافأة الجرأة والسرعة - في عام 2015 منحنا ترافيس كالانيك؛ المؤسس المشارك لـ"أوبر"، لقب شخصية العام، ودعمنا ذلك القرار حتى عندما واجهت شركة استدعاء سيارات الأجرة مشكلات تنظيمية وجذبت الانتقاد لثقافتها. بعض من الفائزين الأوائل الآخرين كانوا يكافحون أيضا وسط منافسة متزايدة وعادات متغيرة - من بينهم "جو برو" GoPro و"جروبون" Groupon.
من الصعب بشكل خاص اختيار الفائزين من بين الشركات التي تسعى إلى الابتكار في مجال الرعاية الصحية، أو الزراعة، أو المواد الغذائية. إذا لم ينطلق تطبيق على وسائل التواصل الاجتماعي أو أداة فيديو جديدة، يكون الأمر مخيبا للآمال. لكن إذا كان الغذاء أو الدواء لا يعمل بشكل مناسب، فإن المنتج قد يؤذي الناس أو حتى يقتلهم. يتحمل المستثمرون ولجان التحكيم مثلنا مسؤولية عدم زيادة الضجيج غير المستحق.لنأخذ الحكاية التحذيرية لـ"ثيرانوس" Theranos، شركة فحص الدم التي يوجد مقرها في كاليفورنيا. الشركة التي أسستها إليزابيث هولمز؛ عام 2003، زعمت أن آلاتها الجديدة الصغيرة ستحدث ثورة في فحص الدم مع تكنولوجيا مؤتمتة جديدة لا تتطلب سوى وخزة إبرة للحصول على الدم. جذبتالشركة أعضاء مجلس إدارة من النجوم ووقعت شراكة مع سلسلة الصيدليات الأمريكية.
بلغ تقييم "ثيرانوس" ذروته بأكثر من عشرة مليارات دولار قبل إثارة الأسئلة حول صحة نتائج الفحوص التي قدمتها. توقفت الشركة عن العمل في عام 2018 وهولمز؛ في انتظار محاكمة بتهمة الاحتيال الجنائي والتآمر. يقول المدعون العامون إن مئات المرضى، أو شركات التأمين الطبي الخاصة بهم، دفعوا ثمن فحوص الدم التي كان بعضها "غير دقيق، وغير موثوق، وتمت مصادقته بشكل غير صحيح". كان دفاع هولمز أنها غير مذنبة.
لكن الاحتيال ليس الخطر الوحيد. قطاعات مثل الأدوية والأجهزة الطبية تخضع - بحق تماما - لضوابط دقيقة للغاية، ووكالات مثل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصر على إجراء فحص دقيق لكل من السلامة والفعالية قبل أن تكون على استعداد للموافقة على منتج للاستخدام البشري. أيضا مقدمو الرعاية الصحية الحكوميون، مثل خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة، يصرون على وجود دليل على أن المنتج يوفر قيمة مقابل النقود قبل الموافقة على دفع ثمنه.
كثير من منتجات الرعاية الصحية تسقط عند العقبة الأولى، أو ترى عوائدها المحتملة محدودة عند وصولها إلى العقبة الثانية. في شباط (فبراير) كان كل من أدوية الزهايمر التي صنعتها شركتا "إيلي ليلي" و"روش" مخيبة للآمال في فحوص المرحلة الأخيرة.هذا العام نظرت لجنة جوائز "الشركة الجريئة" في بعض المدخلات المقنعة جدا في قطاعي الرعاية الصحية والغذاء. تضمنت قائمة المرشحين النهائية "برينوميكس" Brainomix، التي تقود جهودا لتجديد تشخيص وعلاج السكتات الدماغية باستخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل صور التصوير الطبقي، إلى جانب "نيورالينك" Neuralink، الشركة الناشئة المدعومة من إيلون ماسك، التي تسعى إلى استخدام عمليات الزرع الدماغية لمساعدة الأشخاص على التواصل مع الآلات.في فئة الشركات الأصغر، تضمنت قائمة الترشيحات النهائية "سولار فودز" Solar Foods، شركة ناشئة فنلندية تحاول تطوير بديل قليل الموارد للبروتين الحيواني والنباتي باستخدام التخمير القائم على غازات الدفيئة.في النهاية، منح الحكام جائزة التكنولوجيا لـHealthy.io، شركة ناشئة إسرائيلية في مجال الصحة المتخصصة في تحليل البول باستخدام الهواتف الذكية. بدأت بمعالجة مشكلة شائعة لكن خطيرة: التهابات المسالك البولية هي أكثر الالتهابات البكتيرية شيوعا في البشر، حيث تؤدي إلى ما يقارب ثمانية ملايين زيارة إلى الطبيب ومليوني زيارة إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات الأمريكية كل عام. الاختبار المنزلي الذي ابتكرته الشركة يمكن المرضى من الحصول على العلاج بشكل أسرع ويقلل زيارات الطبيب غير الضرورية والإفراط في وصف المضادات الحيوية. حصلت على موافقة إدارة الغذاء والدواء في عام 2018، ما يجعله تحليل البول الوحيد باستخدام الهواتف الذكية الذي تم اعتماده باعتباره مكافئا للفحوص المخبرية.في أيلول (سبتمبر)، جمعت Healthy.io نحو 60 مليون دولار ووافقت إدارة الغذاء والدواء على فحص آخر من فحوصها، يهدف هذه المرة إلى تشخيص أمراض الكلى المزمنة. الشركة الأصغر الفائزة كانت Ÿnsect، شركة ناشئة فرنسية تجمع الحشرات لإطعام الحيوانات الأليفة والأسماك ولإنتاج الأسمدة.
على الرغم من تخوفنا عندما يتعلق الأمر بصحة الإنسان، إلا أن الحكام يواصلون مكافأة الأحلام الطموحة والجهود لتحسين المجتمع. من بين الفائزين العام الماضي كانت Lilium، شركة ألمانية تحاول بناء سيارات أجرة كهربائية طائرة، وهذا العام اخترنا "بايجوس" Byju’s، شركة هندية للتعليم عبر الإنترنت تحاول استخدام التكنولوجيا لمعالجة مشكلة التعليم ذي الجودة السيئة، أو غير المتكافئ عن طريق دروس عبر الإنترنت، أو قائمة على التكنولوجيا بلغات عدة.