PDA

View Full Version : إيطاليا .. التذمر يحل محل المرح والغناء من الشرفات



Noureldin abdalla
04-07-2020, 17:07
عند بداية إغلاق إيطاليا على مستوى الدولة لإيقاف انتشار فيروس كورونا، تم تداول مقاطع فيديو عبر الإنترنت لشوارع بأكملها تغني معا متضامنة من شرفاتها. بعد مرور شهر على تجربة أوروبا الأولى في التباعد الاجتماعي الصارم، تشير مقاطع فيديو جديدة إلى أن حسن النية بدأ يتلاشى.في مقطع فيديو نشر على الإنترنت يوم الجمعة صرخ رجل على أفراد شرطة متمركزين خارج بنك مغلق في مدينة باري الجنوبية، قائلا: "لم يعد لدينا مزيد من المال". وبحسب وسائل إعلام إقليمية، لم يكن الرجل قادرا على الوصول إلى مدفوعات إعانة مقدمة من الدولة.وصاحت زوجته، موجهة الحديث إلى الشرطة أيضا: "ينبغي أن تأتي إلى منزلي وترى مطبخي، إنه فارغ تماما. أنتم مثيرون للاشمئزاز! الدولة مثيرة للاشمئزاز!".في مقطع فيديو آخر، نشرته صحيفة "كورييري ديلا سيرا" على الإنترنت، رجل في نابولي يصل إلى نقطة الدفع في متجر كبير غير قادر على تسديد ثمن مشترياته. شخص كان هناك تجادل مع الموظفين قائلا: "هذا الرجل ليس لديه مال لدفع ثمن طعامه (...) اشترى معكرونة وخبز".بدأ الإيطاليون ينزعجون من القيود مع بدء تأثير العواقب الاجتماعية والاقتصادية. الفترة التي سيكون المجتمع الإيطالي قادرا فيها على التحمل ستكون اختبارا حاسما للدول الديمقراطية الغربية التي فرضت الحظر في وقت لاحق.كانت التوترات أكثر وضوحا في جنوب إيطاليا الأكثر فقرا. خلال عطلة نهاية الأسبوع تم نشر الشرطة المسلحة في محال السوبرماركت في باليرمو في صقلية، بسبب مخاوف من أن بعض الزبائن لن يدفعوا مقابل الطعام. ليولوكا أولاندو؛ عمدة المدينة، حذر في مقابلة مع صحيفة "لا ستامبا" من أن الغضب في المدينة ينذر بالتحول إلى عنف.رئيس الوزراء، جيوزبي كونتي؛ أعلن خلال عطلة نهاية الأسبوع أن 400 مليون يورو سيتم توزيعها على عمد المدن لتمويل قسائم شراء الطعام للسكان المحليين.تشير بيانات رسمية من وزارة الداخلية إلى أن معظم الإيطاليين متقيدون بالقواعد. يوم الأحد تم فحص 203011 شخصا ولم تحجز الشرطة سوى على 4942. من بين هؤلاء ثبت أن 49 حالة مصابة بفيروس «كوفيد - 19» لكن أصحابها لم يلتزموا بالحجر الصحي.في أماكن أخرى في أوروبا، كان الإنفاذ أكثر صرامة. وفقا لوزير الداخلية في النمسا، أصدرت الشرطة أكثر من 10426 تحذيرا. وتوعدت الوزارة بفرض عقوبات صارمة على المخالفين المتكررين. في فرنسا فحصت الشرطة أكثر من 3.7 مليون شخص وأصدرت 225 ألف تقرير منذ بدء الإغلاق.
العيش في ظل هذه القيود دون نهاية في الأفق بدأ يزعج كثيرين. قالت سيمونا دي بيلا؛ ممثلة تبلغ من العمر 27 عاما، من صقلية: "كلما قضيت وقتا أطول في المنزل في العزلة، يصبح منزلي أصغر".إذا أرادت دي بيلا؛ الخروج من منزلها، فعليها، مثل الجميع في إيطاليا، أن تملأ أنموذجا لتوضيح سبب خروجها. إذا حكم عليها من قبل سلطات إنفاذ القانون أنها انتهكت القواعد - التي تم تعريفها بأنها أي خروج ليس لشراء اللوازم الضرورية أو أسباب صحية أو عمل طارئ - فإنها تخاطر بدفع غرامة تصل إلى ثلاثة آلاف يورو. قالت: "أجد من الغريب جدا أن أضطر إلى تبرير مثل هذه الأشياء العادية".تشديد القيود منذ بدء إغلاق إيطاليا، مثل حظر رياضة الهرولة بعيدا عن المنطقة المجاورة لمنزلك، أو تقييد ساعات العمل في محال السوبرماركت، أدى إلى زيادة الإحباط.عندما دخلت اللوائح حيز التنفيذ في العاشر من آذار (مارس)، كانت الحكومة تظن أنها يمكن أن ترفع بحلول نيسان (أبريل). لكن عدد الإصابات في إيطاليا لا يزال يرتفع، ومع أكثر من عشرة آلاف وفاة، قالت الحكومة إن القيود يجب أن تبقى طالما كان من الضروري هزيمة المرض.
قال جيوزبي أبارو؛ مدير متجر في أفيزانو في وسط إيطاليا: "أريد حماية نفسي والآخرين لكن يجب أن أعترف أني أشعر بأنني سجين في بعض الأحيان. عندما أخرج بالسيارة، يجب أن أحتفظ بهويتي معي طوال الوقت وأعرف أنه يمكن إيقافي في أي لحظة".الأسبوع الماضي هاجم فرانكو جابرييلي؛ رئيس الشرطة الإيطالية، الذين لا يزالون يبحثون عن طرق للتحايل على تدابير الاحتواء. قال: "هناك أشخاص غير عاديين يحاربون في المستشفيات، ثم هناك معركة أخرى تشارك فيها (الشرطة) لكسر سلسلة العدوى تتمثل في مطاردة المخادعين الذين يضعفون النظام".استطلاع للرأي أجرته swg نشر يوم الإثنين، أظهر أن 63 في المائة من الإيطاليين لا يزالون يدعمون الإجراءات التي اتخذتها الحكومة. قال كورادو نيكوليتي؛ مدير مبيعات يبلغ من العمر 38 عاما في روما: "في البداية، لم تكن القيود شديدة، لكن لم يكن بعض الناس قادرين على تقييد أنفسهم، لذلك تم تدريجيا إدخال تدابير أكثر صرامة".في إسبانيا التي تعاني ثاني أشد انتشار للوباء في أوروبا، بعد إيطاليا، كانت هناك شجارات حول تدابير الإغلاق، على الرغم من أن الأغلبية لا تزال ملتزمة بها.اعتبارا من الأسبوع الماضي أصدرت الشرطة الإسبانية عددا يزيد كثيرا على 100 ألف شكوى - التي يمكن أن تؤدي إلى غرامة - واحتجزت أكثر من ألف شخص بسبب انتهاك الحظر. تراوح العقوبات بين غرامات خفيفة تبلغ 100 يورو لدخول مناطق محظورة، وعقوبات أكبر تصل إلى 30 ألف يورو، والسجن للانتهاكات الأكثر خطورة.
بعض السكان انتقد سلطة إنفاذ القانون الإسبانية بسبب تجاوزها الحدود المعقولة، مثل التقارير التي أفادت بتغريم ممرضة خارج الخدمة في مدريد بسبب اصطحاب ابنتها البالغة معها لأخذ الطعام إلى والديها المسنين.في حالات أخرى، تصرفت السلطات في أعقاب الغضب الشعبي. بموجب حالة التأهب في إسبانيا، يسمح للأشخاص بمغادرة المنزل لاصطحاب الكلاب في نزهة. لكن مقطع فيديو لرجل يتحايل على الحظر من خلال أخذ دجاجة للتنزه في لانزاروت أثار غضبا على الإنترنت، ودفع الشرطة إلى اتخاذ إجراءات ضده.