PDA

View Full Version : هل يشكل أردوغان قلقاً حقيقياً للغرب؟



abdallah01
12-29-2013, 23:11
أكد رئيس الوزراء السيد رجب طيب أردوغان أن تركيا تخوض حالياً حرباً من أجل الاستقلال . إن هذه العبارة مهمة وملفتة لأنها تبدو وكأنها كلمة شخصية ثورية وزعيم حركة تحررية ..

ما الذي دفع السيد أردوغان لتصريح كهذا وما الذي تعيشه تركيا في حقيقة الأمر ؟

في 17 كانون الأول أطلقت عملية تحت ستار الفساد والرشوة ضد الوزراء ومدير مصرف الشعب (خلق بنك) وغيرهم وبالنظرة الهامشية كانت العملية عملية ضد الفساد إلا أن أردوغان اعتبرها مؤامرة خارجية واتهم جهات خارجية بأنها تقف وراء الحادث .

ما الذي دفع السيد أردوغان إلى ربط هذه العملية بالتدخل الخارجي رغم المخاطر التي تترتب على هذا الموقف والذي من شأنه أن يسيء إلى سمعة أردوغان ؟
لا بد أن الرجل لديه معلومات حول هذا الموضوع ، ومن جهتنا يمكننا أن نضع النقاط على الحروف على الوجه التالي وفي ضوء المعطيات الإعلامية:
إن حجم تركيا الاقتصادي والسياسي والعسكري في الحقيقة ليس بالمستوى الذي يؤهلها للعب دورها كدولة عظمى في الوقت الراهن، وعلى الرغم من ذلك فإن الغرب يشعر بأن تركيا أردوغان بدأت تشكل خطراً على مستقبلها وليس ذلك من احتمال تغير نظام الحكم في تركيا إلى النظام الإسلامي بل الخطر يكمن في سير تركيا قدماً نحو تحقيق استقلاليتها وهو الأمر الذي يمكنها لاحقاً من لعب دور فعال ومحايد ومصلح في منطقة الشرق الأوسط .
إن الغرب لا يريد إطلاقاً ظهور شخصية قيادية لها شعبية بين المسلمين كما أنه لا يسمح بظهور فكرة مبنية على القيم والمبادئ تؤثر على المسلمين من داخلهم لأن كلا الأمرين يشكلان خطراً على دورها في العالم الإسلامي ، انطلاقاً من هذه النقاط يمكننا القول بأن السيد أردوغان يشكل خطراً بهذا المعنى من الناحيتين إذ أنه شخصية تحظى بشعبية واسعة من أقصى غرب العالم الإسلامي إلى أقصى شرقه ومن أقصى جنوبه إلى أقصى شماله.
وقد ظهرت في العالم الإسلامي على مدى القرنين الأخيرين بعض الشخصيات السياسية والفكرية والعلمية إلا أن الأمر لم يرتق إلى حد تجتمع فيه الفكرة بشخصية قائد يحظى بشعبية قوية .فسيد قطب على سبيل المثال كان شخصية فكرية ولم يكن شخصية سياسية وبالعكس.
أما أردوغان فاستطاع أن يجمع بين الخصلتين فهو يمثل إرادة الشعب كونه شخصية وصلت إلى السلطة عبر انتخابات نزيهة حرة ، ولم يقتصر الرجل على هذه الميزة بل بدأ يدافع عن حق الشعب في العالم الإسلامي في اختياره من يحكمه ويدير أموره. وهذه الفكرة ترسخت وبرزت في معارضته الشديدة للانقلاب الذي وقع في مصر ، ورغم أن هذا شكل خطراً على سياسة تركيا الخارجية وأزعج بعض القادة العرب وأدى إلى توجيه السهام إليه من جهات متعددة لم يتردد الرجل ولم يتراجع عن موقفه.
لو كان أردوغان في ماليزيا على سبيل المثال لما أثار هذه الضجة لأن موقع ماليزيا وكذلك أندونيسيا ليس استراتيجياً من الناحية الجغرافية ولا التاريخية كما هو الحال في تركيا ولذا لم يكن تأثير مهاتير محمد بهذا الحجم.
وهنالك من يشبه أردوغان بشافيز أو أحمدي نجاد وهذا أيضاً قياس ليس في محله على الإطلاق فكلاهما ليس في هذا الوضع.
عندما يجتمع موقع جغرافي استراتيجي بتاريخ عريق ودور سياسي فعال وفكرة متوازنة ويضاف إلى ذلك قائد يحظى بشعبية ويتوج بروح الحرية والاستقلال فإن هذا يشكل أملاً لأبناء الأمة وخطراً لكل من لا يريد خيراً للإسلام والمسلمين.

إن وضع تركيا ليس كوضع ماليزيا وأندونيسا ، وأردوغان يختلف تماماً عن أحمدي نجاد وتشافيز وجمال عبد الناصر ، وما يحدث اليوم في تركيا ما هو إلا نتيجة لذلك ، وأردوغان لم يبالغ في تعبيره حينما قال :"تركيا تخوض حرباً من أجل الاستقلال".

meneerforchon
01-06-2014, 15:47
السلام عليكم الاخوة الكرام
وصل المعنى وفهم المضمون شكرا على الرد الجميل
لكم كل التقدير والشكر
والى اللقاء انشاء الله