PDA

View Full Version : لماذا يرى البعض أن سوق الفوركس ليس المكان المثالي لتحقيق الأرباح



mahmoud552
04-16-2020, 20:50
صعوبة التنبؤ
تؤثر البيانات الاقتصادية والأحداث الجيوسياسية على قيمة العملات سواء بالسلب أو بالإيجاب. برغم ذلك، فإن تفسير هذه العوامل الأساسية ليس بالمهمة السهلة. قد تؤدي بعض التقارير الاقتصادية الإيجابية إلى إضعاف العملة، وليس تقويتها كما هو متوقع، بسبب ارتباطها بعدد من العوامل الأخرى. على سبيل المثال، هناك علاقة عكسية بين الين الياباني و مؤشر نيكاي. عندما يرتفع مؤشر نيكاي، تتراجع قيمة الين عادةً حتى إذا أتت المؤشرات الاقتصادية بأفضل من توقعات المحللين. ولهذا إذا أٌقدم المتداول على فتح صفقة شرائية استناداً إلى إيجابية البيانات الاقتصادية فإنه سيواجه خسارة في حالة وضع أوامر الإيقاف عند مستويات قريبة.

أحد الشواهد التي تدعم هذه الحجة هو الأحداث المثيرة التي شهدتها حياة جون ماينارد كينز ، وهو واحد من أهم وأعظم الاقتصاديين في تاريخ البشرية. كان كينز مسئولاً عن تأسيس البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، كما قدم لعلم الاقتصاد واحدة منأهم نظرياته على الإطلاق والتي حطمت أسطورة أن السوق الحرة كفيلة بتحقيق التوظيف الكامل بصورة آلية. مع نهاية الحرب العالمية الأولى، قرر كينز الدخول إلى سوق تداول العملات بل وقام بجمع أموال من أصدقائه لهذا الغرض. بطبيعة الأمر، فإن شخص بهذه العقلية الجبارة كان من المفترض أن يكون قادراً على تحقيق نجاح باهر حيث أن غزارة علمه كانت ستساعده على التنبؤ بالاتجاهات الرئيسية للعملات. برغم ذلك، وعلى عكس جميع التوقعات، خسر كينز جميع أمواله. يسوق كثيرون هذا المثال للدلالة على مدى الصعوبة البالغة التي تكتنف العمل في سوق الفوركس حتى بالنسبة لعقلية اقتصادية في مكانة جون كينز.

عدم وجود توقعات متسقة
يحدث في كثير من الأحيان أن يفشل المتداول في قراءة الوضع في أسواق العملات بطريقة صحيحة، الأمر الذي يقوده في نهاية المطاف إلى استنتاجات خاطئة. على سبيل المثال، قد تمر إحدى العملات بحالة من الضعف، ولكنها في حقيقة الأمر مجرد مرحلة توطيدية قبل البدء في ترند صعودي جديد تدعمه بعض عوامل الاقتصاد الكلي. أبرز مثال على ذلك هو ما حدث للدولار الأمريكي بعد الأزمة المالية العالمية في 2008. حققت العملة الخضراء خلال هذه الفترة أفضل أداء بين العملات الرئيسية بمجرد اندلاع شرارة الأزمة المالية. كان التوقع الغالب هو أن الدولار الأمريكي سيتكبد خسائر فادحة، ولكن حدث العكس بسبب تناقص السيولة المتاحة من الدولار لتسييل العمليات اليومية داخل النظام المالي. واضطر الاحتياطي الفيدرالي آنذاك إلى زيادة المعروض النقدي لتلبية شح السيولة. ومن المثير للسخرية، أن الأزمة المالية ذاتها قد بدأت من الولايات المتحدة بعد إفلاس بنك ليمان براذرز، وهو ما دفع كثير من المتداولين، وحتى المحللين، إلى توقع انخفاض قيمة العملة الخضراء. لسوء الحظ لم يتمكن أحد من استخلاص هذه النتيجة سوى عدد محدود من المتداولين الذين لديهم اطلاع على آليات العمل في النظام المصرفي، والتي ساعدتهم على تحقيق بعض الأرباح أو على الأقل حماية أنفسهم من الخسائر التي تكبدها آخرون. بكل تأكيد لا يتوافر لجميع المتداولين الأفراد أو حتى معظمهم ميزة الاطلاع على مثل هذه المعلومات الهامة.

صعود الصين كقوة اقتصادية عظمى
ساهم إدراج اليوان الصيني ضمن عملات الاحتياطي لدى صندوق النقد الدولي في زيادة درجة تعقيد سوق الفوركس. هناك صعوبة بالغة في معرفة أو حتى تخمين ما الذي يحدث في الصين، ولهذا يتخوف كثيرون من أن تؤدي أي أزمة غير متوقعة في أسواق العقارات أو الأسهم أو ائتمان الشركات إلى تبعات خطيرة على الأسواق العالمية، وبطبيعة الأمر فإن المتداولين الأفراد لا يمتلكون الأدوات الكافية للتعامل مع هذه التحديات.

احتمالات كبيرة لخسارة رأس المال بأكمله
من الشائع أن تجد بعض وسطاء الفوركس يقدمون لعملائهم رافعة مالية تصل إلى 1:500 أو أكثر. ولهذا فإن المتداول الذي لا يمتلك القدرة على إدارة المخاطر سوف يخسر رأسماله عاجلاً وليس آجلاً بسبب الفشل في توظيف هذا المستوى المرتفع من الرافعة المالية. يلجأ وسطاء الفوركس إلى تقديم مستويات مرتفعة من الرافعة المالية بهدف زيادة أحجام التداول، ولكنها للأسف تشجع المتداولين المبتدئين بطريقة غير مباشرة على خسارة أموالهم خلال فترة وجيزة. بعبارة أخرى، يؤدي الترويج الدعائي لانخفاض متطلبات الهامش من قبل وسطاء الفوركس إلى زيادة احتمالات تعرض المتداولين الأفراد لخسائر فادحة.

الفوركس يزرع الجشع
يحدث في بعض الحالات أن يحقق المتداول ربح بنسبة 100% في دقائق معدودة بفضل استخدام رافعة مالية كبيرة مثل 1:100. يؤدي ذلك إلى زرع شعور بالثقة المفرطة داخل المتداول، والذي ما يلبث أن يحلم بتحقيق عائدات تصل إلى 400% أو 500% في أسبوع أو حتى يوم واحد باستخدام الرافعة المالية. يؤدي هذا في نهاية المطاف إلى تعريض رصيد الحساب لمخاطر هائلة تنتهي في معظم الأحوال بخسارة تامة لأمواله نتيجة هذا الجشع.