PDA

View Full Version : الذهب يعانى كما لم يحدث من قبل ...



Mamdouh mahmoud
04-17-2020, 22:20
17_4_2020 ، 20:45

كان الذهب دومًا من الملاذات الآمنة، أي أنه لا يتقلب وقت الأزمات.

ولكن وخلال الأزمة الفريدة وغير المسبوقة التي خلقها التفشي العالمي لجائحة كورونا الوبائية، تغيرت قواعد اللعبة.

في الأحوال الطبيعية كان الفارق ما بين العقود الآجلة والفورية للذهب محدود، ومعقول إلى أن جاء يوم الـ 9 من أبريل: صعدت عقود الذهب الآجلة لما فوق 1,750 دولار للأوقية، بينما ظل سعر العقود الفورية التي تعكس تداولات السبائك بعيدًا عن هذا الرقم بـ 70 دولار في بعض الأوقات.

بدأ التمايز بين السعرين في نهاية مارس المضطرب.

في البداية، كانت مراكز الذهب الاستثمارية (ممتلكات المستثمرين من الذهب في صناديق المؤشرات المتداولة والتي تمثل جزءًا من المحافظ الاستثمارية) غاية التقلب، إذ كان الذهب منقذًا للمتداولين من انهيارات سوق الأسهم العنيفة، فكان المستثمرون يبيعون الذهب لتغطية مراكز الخسارة، وإنقاذ المحافظ الاسثتمارية.

ولكن، ما إن استقر تحرك سوق الأسهم بدأ الذهب بالتألق.

بنهاية مارس ظهر الفرق قويًا يعمي الأبصار، ارتفع سعر الذهب الآجل 70 دولار فوق سعر الذهب الفوري.

وظل الفارق بين السعرين ضخمًا في ظل مخاوف كبار تجار الذهب، رغم توفر ما يكفي من الذهب في السوق لتسوية عقود بورصة نيويورك حتى شهر يونيو. ولكن ظلت الفجوة تتسع متغذية على: مخاوف تعطل الإمداد، ومخاوف هبوط الإنتاج بسبب تفشي فيروس كورونا.

يقول رئيس استراتيجي الذهب في مجلس الذهب العالمي: "أعتقد أن مدراء المخاطرة لا يسمحون باستمرار تلك المراكز الكبيرة،" وهنا يأتي التحول: "انقلب الخوف حيال الإتاحة والنقل لحالة من فتح وغياب شهية المخاطرة."

تقلص الفارق صباح اليوم بحضور شهية المخاطرة يوم الجمعة إلى 13 دولار فقط. ولكن ما زال هذا متفوقًا عن الوضع الطبيعي.

تغيرات طرأت على السوق

تراجع المستثمرون عن تداول ما يعرف بـ*efp، أي تبادل ما بين العقود الآجلة والمادية (العقود والسبائك الفيزيكال).

كان المستثمرون يلجأون للتبديل بين مراكزهم في بورصة نيويورك، وسوق لندن، وفق اثنين من كبار المسؤولين التنفيذيين في بنوك السبائك.

وحتى كبار السوق كانوا في شك حيال اتخاذ مراكز جديدة.

يقول تاي وونغ لبلومبرج: "حتى تعود ماكينة العالم الصناعة لعملها الطبيعي مجددًا عليك توخي الحرص عند التبديل ما بين العقود الآجلة والذهب المادي، حتى تكون على تمام الثقة من قدرتك على تغطية المعدن."

والنتيجة: تراجع في التداول في السوقين.
فكان حجم التداول على بورصة كومكس بنيويورك للعقود الآجلة 18 مليون أوقية يوميًا هذا الشهر، وهذا أضعف المستويات في 3 أعوام.

أمذا من هيئة سوق لندن للسبائك كان هناك تراجعًا في التداولات للأسبوع المنتهي في 5 أبريل.

وهكذا، أكبر سوقين وأكثرهم سيولة شهدا تراجعًا للعقدين، وسيؤثر هذا على السيولة في سوق الذهب لبعض الوقت.

كيف يحصل العالم على احتياجاته من الذهب؟

نظريًا، ما يحدث الآن في السوق مربح للغاية، فيمكن للمتداول شراء ذهب لندن، وبيعه في نيويورك للاستفادة من فارق السعر، وفق بلومبرج.

ولكن لا يخلو هذا من الأزمات عن التطبيق، يتداول سوق لندن 400 أوقية على شكل سبائك، بينما سوق نيويورك يتداول سبائك بوزن 100 أوقية.

وبالتالي تنتج محطات تكرير الذهب الكيلو بار لنيويورك، وهو المستخدم في تسوية عقود كومكس الآجلة.

وهنا تنبع الصعوبة، لأن الذهب لا ينتج في نيويورك أو لندن، بل يأتي من مناجم في أفريقيا وغيرها، ويشحن في طائرات لمدن التجمع.

والآن، تسبب فيروس كورونا في إيقاف كل أشكال الطيران بسبب تفشي الوباء.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن مراكز تشكيل الذهب، وصقله في سويسرا توقفت عن العمل في إغلاق جزئي تقيدًا بقواعد التباعد الاجتماعي لوقف تفشي الفيروس.

وما زال هناك طرق للتحايل على الأزمة القائمة. وخلال الأسابيع الماضية تدفق لبورصة كومكس ملايين الأوقيات من الذهب.

الفارق المؤرق

يقول مالك بورصة شيكاغو إن الفارق بين سعر الذهب في لندن ونيويورك مزعج.

وكانت هناك محاولة لمعالجة الوضع بإصدار عقود جديدة تسمح بإيصال السبائك بوزن 400 أوقية و100 أوقية في الوقت نفسه.

ولكنها لم تخرج للنور بعد.

وظل الفارق كبيرًا مانعًا المتداولين من الاستفادة منه.

ويمنع هذا أشكال المراجحة.

ضاعفت بورصة شيكاغو الأسبوع الماضي القيود المفروضة على مراكز للعقود القريبة لتجعلها عند 6,000 عقد، وهي قيود أسهمت في تخفيف الفارق.

السادة الاعضاء ... برجاء تقييم موضوعى بالشكر والردود لمزيد من كل ما هو جديد فى عالم المال والاعمال ...