PDA

View Full Version : أسعار النفط تتهاوى .. برنت دون 20 دولارا و«الأمريكي» تحت 12 دولارا



Noureldin abdalla
04-22-2020, 18:53
واصلت أسعار النفط الخام مسلسل التهاوي الحاد إلى أدنى مستوى في عقدين، حيث تداول الخام الأمريكي لليوم الثاني في المنطقة السلبية لأول مرة في التاريخ، وذلك بتأثير من تخمة الإمدادات وتشبع الطاقات التخزينية واستمرار تدهور الطلب العالمي على النفط الخام جراء الانتشار السريع لجائحة كورونا وأثرها الواسع في إغلاق الاقتصادات وعزل المدن وتوقف حركة السفر.أمام هذه التطورات، أعلنت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" أن عديدا من أعضائها، إضافة إلى دول أخرى منتجة لا تنتمي إلى المنظمة، ناقشت أمس عبر الفيديو "الوضع الصادم" لسوق الخام، الذي تجلى في تدهور تاريخي للأسعار على خلفية وباء "كوفيد - 19".وقالت المنظمة في سلسلة تغريدات، أنه خلال هذا المؤتمر "غير الرسمي"، كرر المشاركون "التزامهم بضبط إنتاج النفط" بحسب مضمون الاتفاق الذي وقع في 12 نيسان (أبريل) الهادف إلى خفض الإنتاج بواقع 9.7 ملايين برميل يوميا اعتبارا من مايو المقبل.وأكد مختصون ومحللون نفطيون دوليون، أن الاستجابة السريعة من كبار المنتجين في "أوبك" وخارجها لاتخاذ مزيد من القرارات بشأن المعروض، التي تساعد السوق على تجاوز الأزمة الراهنة، لافتين إلى تأييد مجلس الوزراء السعودي لتحركات جديدة من قبل المنتجين لإنقاذ الصناعة بالتزامن مع ترحيب الكرملين باستئناف المفاوضات مع "أوبك" وبقية الأطراف عقب الانهيار الحاد لأسعار الخام الأمريكي إلى مستوى أقل من الصفر.وقال سيفين شيميل مدير شركة "في جي أندستري" الألمانية، إن السوق تجتاز بالفعل عاصفة سعرية غير مسبوقة بعد الانهيار التاريخي الذي حدث أمس الأول، وأدخل مؤشر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في المنطقة السلبية، ما أدى إلى جعل الذعر ينتشر في الأسواق، كما قاد بدوره إلى انخفاض أسعار خام برنت بأكثر من 20 في المائة ليدور في نطاق 18 دولارا.وأشار إلى أنه لا أحد يختلف على التأثير الواسع والمدمر لجائحة كورونا في الطلب العالمي على الخام وعلى الوقود، ما جعل مرافق تخزين النفط الخام العالمية تصل بالفعل إلى حدودها القصوى، وهو ما لم يحدث عبر تاريخ الصناعة الممتد، مبينا أن التأثيرات السلبية الخطيرة طالت الجميع حتى كبار اللاعبين في صناعة النفط الخام العالمية.من جانبه، أوضح روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، أن استنزاف المساحات والطاقة التخزينية للنفط الخام حول العالم، بات التحدي الأكبر والعبء الثقيل على كاهل كل المنتجين والمستهلكين من آسيا إلى أمريكا الشمالية، مشيرا إلى وجود طلب كبير على استخدام الناقلات الفائقة والعملاقة في تخزين الخام والوقود، وتظهر الأزمة بشكل أكبر وعلى نحو متفاقم في منطقة بحر الشمال.وأضاف، أنه حتى السعة التخزينية المتاحة في جميع أنحاء العالم، التي لا تتم صيانتها، اختفت وتم الاستعانة بها كلها تقريبا، مبينا أنه إضافة إلى أزمة التخزين وتدمير الطلب بسبب جائحة كورونا ما زالت هناك شحنات من إنتاج دول الشرق الأوسط تتجه إلى الأسواق الأمريكية، لافتا إلى أنه يمكن للخام الزائد أن يفرض تخفيضات إنتاجية أعمق في رقعة النفط الصخري الزيتي الأمريكية في الأشهر المقبلة.من ناحيته، قال ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، إنه من الضروري أن يسارع المنتجون الأمريكيون للتوصل إلى اتفاق بشأن التخفيضات الإلزامية العاجلة، خاصة بعد انهيار أسعار خام غرب تكساس الوسيط 300 في المائة في سابقة كارثية على السوق.وذكر أن تراجعات العقود الآجلة لأسعار النفط إلى المنطقة السلبية أمس الأول، جعل سوق النفط في حالة ذعر حادة وسيطرت توقعات سلبية متشائمة على وضع الأسعار، كما أضافت كثيرا من الضغوط على تخفيضات الإنتاج التي قامت بها "أوبك +" أخيرا بعدما تنامت الشكوك في قدرة هذه التخفيضات على انتشال السوق من أزمتها الراهنة ومدى الحاجة إلى التعامل السريع مع تطورات الأزمة.
بدورها، ذكرت جولميرا رازيفا كبير المحللين في المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، أن "هذه المرة الأولى التي ينخفض فيها سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى تحت الصفر من الدولارات، لكنه يبدو نتيجة منطقية في ظل اتفاق الجميع على أن سوق النفط كانت تقاتل أعداء متعددين خلال الشهرين الماضيين، صعوبات وقيود التخزين والإنتاج الزائد والأسعار المنخفضة وضعف الطلب"، مشيرة إلى أن الأزمة تفاقمت مع التوقيت المحدود لعقود مايو النفطية الآجلة.وأوضحت، أن متسلمي شحنات النفط رفضوا تسلمها، وأبرزهم المصافي وشركات الطيران بسبب الحجر الصحي وأوامر البقاء في المنزل وحالة الإغلاق التي من المتوقع أن تمتد على مدار أيار (مايو) المقبل في ظل استمرار تصاعد تداعيات أزمة الجائحة، خاصة في الولايات المتحدة.وفيما يخص الأسعار، سجلت عقود برنت عند التسوية أمس، 19.33 دولار للبرميل، منخفضة 6.24 دولار أو ما يوازي 24.4 في المائة، وهو الأدنى منذ 2001، وفقا لـ"رويترز".بينما قفزت العقود الآجلة للنفط الأمريكي تسليم أيار (مايو) 124 في المائة لتسجل عند التسوية 10.01 دولار للبرميل.
في حين هبطت عقود النفط الأمريكي تسليم حزيران (يونيو) 43.4 في المائة لتسجل عند التسوية 11.57 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى للعقود استحقاق ثاني شهر منذ شباط (فبراير) 1999.وتداول أكثر من مليوني عقد للخام الأمريكي تسليم حزيران (يونيو) في جلسة أمس، وهو أكبر تداول ليوم واحد للعقود الآجلة في التاريج.
ومع وجود فائض في السوق وامتلاء منشآت التخزين وجد حائزو عقد أيار (مايو) نفسهم في وضع غير مسبوق إذ يدفون لمن يشترون الخام.ويُتوقع امتلاء مركز كوشينح للتخزين في أوكلاهوما بالولايات المتحدة، وهو نقطة تسليم خام غرب تكساس الوسيط، خلال أسابيع.وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن كبار منتجي النفط في العالم قد يعقدون محادثات لمناقشة اتفاقهم بشأن الإنتاج إذا اقتضت الحاجة.ووصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الانهيار التاريخي الذي شهدته أسعار النفط بأنه قصير الأجل وناجم عن ”ضغوط مالية“.من جانب أخر، تراجعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 14.19 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 18.17 دولار للبرميل في اليوم السابق.وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول انخفاض عقب عدة ارتفاعات سابقة، كما أن السلة خسرت سبعة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه 21.18 دولار للبرميل.