PDA

View Full Version : هل من الممكن ان يفشل متداولي الفوركس



Tito2020
05-07-2020, 20:43
وفقاً للإحصاءات التي ينشرها معظم وسطاء الفوركس، فإن 70-75% من المتداولين الأفراد الذين يستخدمون منصاتهم يتكبدون خسائر في نهاية المطاف. يعني ذلك أنه من بين كل 100 متداول يقوم بالإيداع في حسابه بداية العام، فإن 25-30 فقط هم من يحققون أرباح وتنهي أرصدتهم عند مستوى أعلى من قيمة الإيداع الأولي. وبحسب هذه الأرقام، لا يوجد أدنى شك في أن الغالبية العظمى من متداولي الفوركس هم متداولين خاسرين، أو بعبارة أخرى غير قادرين على تحقيق أرباح في نهاية عام طويل من العمل الشاق. سنركز في هذه المقالة على الأسباب الرئيسية لفشل معظم متداولي الفوركس في تحقيق أي أرباح من السوق، حتى برغم وفرة المعلومات وثروة المعرفة المتاحة مجاناً على مختلف مواقع الإنترنت.

التداول بدون خطة
أحد أبرز الأخطاء الشائعة التي يرتكبها متداولي الفوركس هو أن العديد منهم يتداول في أسواق العملات دون خطة موضوعة سلفاً، والتي يطلق عليها خطة التداول. لا يفعل معظم المتداولون الخاسرين أكثر من فتح الرسم البياني والبدء في التداول على الفور، وفي أحيان أخرى يكتفون بالتداول استناداً إلى ردود أفعالهم على بعض التقارير الاقتصادية أو عناوين الأخبار، والتي في نظرهم تبرر الدخول سريعاً في بعض الصفقات الواعدة.

ربما تتمكن من تحقيق بعض الصفقات الرابحة حتى دون الاستعانة بخطة تداول معينة، ولكنك ستكتشف في نهاية المطاف أن صفقاتك الخسارة ستتجاوز تلك الرابحة، وتكون المحصلة في نهاية العام هو الحصول على لقب المتداول الخاسر. يعني تداول الفوركس استناداً إلى خطة واضحة أن لديك شروط محددة سلفاً للدخول إلى الصفقات والخروج منها، فضلاً عن وضع حدود قصوى للمخاطرة التي يمكنك تحملها، والتي تساعد بدورها على زيادة فرص التداول بنجاح.

غياب الانضباط وعدم الالتزام بخطة التداول
السبب الرئيسي الآخر الذي يفسر فشل معظم متداولي الفوركس هو أنهم لا يلتزمون بخطة التداول الموضوعة بحذافيرها، وهو ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى اتخاذ قرارات عاطفية. يندفع كثير من المتداولين إلى فتح صفقات ذات مخاطرة كبيرة بسبب محدودية صفقاتهم الرابحة، ويتجاهلون عمداً أن خطة التداول التي وضعت بعناية وبعد فترة اختبار طويلة تركز في المقام الأول على الصفقات ذات فرص النجاح الأكبر.

يصاب متداولون آخرون بداء الجشع والذي يدفعهم إلى الإبقاء على صفقاتهم الخاسرة حتى بعد وصول السعر إلى مستوى إيقاف الخسارة على أمل أن ينعكس السوق لصالحهم في أي لحظة، ولكن في الواقع ينتهي الأمر بتكبد خسائر أكثر فداحة. ويفسر غياب الانضباط الذاتي أيضاً السبب في أن كثير من متداولي الفوركس يتسرعون في إغلاق صفقاتهم الرابحة قبل الآوان مخافة أن تتحول إلى خسارة، ولكن ينتهي بهم المطاف إلى الفشل بسبب محدودة الأرباح التي يتحصلون عليها من الصفقات الناجحة في الوقت الذي يتكبدون فيه خسائر فادحة من الصفقات الخاسرة.

الفشل في التكيف مع ظروف السوق المتغيرة
ستكتشف بمرور الوقت أن معظم متداولي الفوركس الخاسرين لا يحبذون فكرة تغيير خطة التداول لتتماشى مع الظروف السائدة في السوق. على العكس من ذلك، فإن المتداولين الرابحين يتمتعون بمرونة أكبر للتعامل مع تغير الظروف. على سبيل المثال، قد يتوقع المتداول أن يرتد السعر من إحدى مستويات الدعم، ولكنه يتفاجأ بكسر السعر أسفل هذا المستوى. في مثل هذه الحالات، يسارع المتداول الناجح لتعديل خطة التداول والبحث عن فرص بيع بدلاً من البكاء على اللبن المسكوب في صفقة الشراء.

وعلاوة على ذلك، يتغافل معظم المتداولين الخاسرين عن حقيقة أن هدفهم الرئيسي هو تحقيق الأرباح، وليس أن يكونوا على صواب طوال الوقت، الأمر الذي يضخم من الأنا الداخلية ويدفعهم للتمسك بتحليلاتهم الأولية حتى إذا تغيرت ظروف السوق رأساً على عقب. يضع المتداولون الناجحون أيضاً خطط بديلة للتعامل مع أسوأ السيناريوهات المحتملة، والسعي للاستفادة من الأحداث غير المتوقعة والتي تأخذ المتداولين الخاسرين على حين غرة، فيما يؤدي تشددهم إلى تضخيم الخسائر التي يتكبدونها.