PDA

View Full Version : ماهي مفارقة "المخاطرة" بالأسواق و لماذا!!!



Badreldeen
05-21-2020, 06:06
في هذه الأوقات يوجد حاليا بالأسواق نوعان أساسيان من الصفقات: صفقات خوض المخاطرة (Risk-taking) و صفقات تجنب المخاطرة (Risk-averting). يمكن تلخيص صفقة خوض المخاطرة بالمثال التالي: فعند هبوط الين الياباني كعملة ملاذ أمن، فترتفع شهية المخاطرة للمنتجات المالية الاخرى.
تجنب المخاطرة فهو على العكس تماما. وبالطبع، فعندما تجد الأسهم تهبط، قد يرجع البعض الي سوء إدارة واضح للمؤسسة، ولكن يغفل البعض تأثير أرتفاع الدولار وإنخفاضة علي حركة تداول الأسهم.
فواقع أمر تحليل العملات هو أنها لا تتاجر في العملات مقابل بعضها البعض. فكر فيها كمسابقة "أجمل إمرأة في الكون"، حيث أن الفائزة ليست بالذات الأجمل، ولكنها الأجمل على خشبة المسرح في ذلك الوقت ومقارنة بالأخريات. أحد الأقوال المفضلة عندي بالنظر إلى السوق هي للمتنبأ الشهير رودني دانجيرفيلد (Rodney Dangerfield) والتي قال فيها: "إذا كنت تريد أن تبدو نحيفا، أقم مع الأشخاص الممتلئين"!
إذا، دعونا نقارن بين عملتين "افتراضيتين":
العملة أ: عملة هذه الدولة ضعيفة جدا، لا تحقق أي أرباح تقريبا أو ما يسمى بـ- "سياسة المعدل الصفري للفائدة" (zero interest rate policy - ZIRP)، وبنوكها موضع شك من حيث إيفائها بالمديونات، واقتصادها يترنح على حافة الهاوية، وتتعامل مع الدين كما لو كان شيئا بعيدا عن الموضة، والثقة بها ضعيفة في جميع الأوقات.
العملة ب: هذه الدولة لم تتأثر بشكل كبير بأزمة القروض العقارية والكساد الكبير، لكنها رفعت فقط معدل الفائدة 25 نقطة لتصل إلى 3.25% وهي على وشك رفع الفائدة مرة أخرى 25 نقطة، وهي قلقة حاليا من التعافي السريع والتضخم، ويبدو أن مؤسستها المالية ملائمة.
فما هي العملة الأكثر "مخاطرة"؟
إذا قلت العملة أ، فأنت مخطئ! أو على الأقل هذا ما تخبرك به أسواق العالم. في المثال السابق، العملة أ هي الدولار الأمريكي والعملة ب هي الدولار الأسترالي.
وهكذا يبدو الأمر مضحكا في بعض الأحيان أنه لتفادي المخاطرة، فإنك تبيع عملة عالية الربحية لدولة ذات صيت مالي جيد، لصالح حطام متداعي بدون فائدة من الدولة ذات الموقف المالي الأسوأ على وجه الأرض.
هكذا إذا تسير الأمور، حتى الآن. ولكن حتى اي نقطة؟
من الواضح أن الدولار الأمريكي يستفيد من موقفه كعملة الإحتياطي العالمي، ولكن حاليا وبحسب الكثير من المحللين الإقتصادين فإنها أحد الأصول الأكثر عرضة للخطر، وكون حكومة الولايات المتحدة لم تخلف أبدا إلتزاماتها بالدين، لا يعني أنه لا يمكن حدوثه. ففي النهاية، أليست هي نفس الهيئة الاستشارية بالبنوك الإستثمارية وواشنطن التي ظنت أن لعبة القروض الممنوحة سوف تستمر إلى الأبد؟ قد تكون هذه واحدة من أضخم الأزمات المالية العالمية التي يمكن تخيلها.
مع المقدار الهائل للدين بسجلاتها حاليا، ما لم يستطع البنك الفيدرالي أن يتحكم التضخم الزائد، فربما واجهت الولايات المتحدة وقتا عصيبا للإيفاء بديونها. لماذا يريد الجميع خوض هذه المخاطرة؟ وبينما يحافظ، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وآخرون على معدلات الفائدة منخفضة جدا وقيمة الدولار تستمر في الإنخفاض، فربما أحتفظ بالأسترالي. يمكنك أن تدعوني "مخاطر"، ولكني أعتبر نفسي متجنب لها.
وحيث أن الدولار الأمريكي هو عملة تبادل للنفط والذهب والبضائع الأخرى، فإنه لا يعني أن الوضع سيظل هكذا. في الواقع، فإن الدولار الأمريكي هو وسيلة تبادل فقط وليس مخزون للقيمة.
وبالعودة الي المثال السابق: هل ستأخذ الدولار الأسترالي الذي يمكنك من إبقائه بأوراق مالية أسترالية لعامين بعائد 4.71% لبضائعك أو خدماتك، أم الدولار الأمريكي الذي يمكنك أن تحتفظ به بأراق مالية لعامين بعائد 1.02%؟
جوابك معروف مسبقاً، وهكذا أنا أيضا!

في حين أن هناك الكثير من القطع الممكنة من الأحجية تقوم بوضعها معاً لكسب المال من التداول، إلا أن المنطقة العامة الأهم من دون شك هي إدارة المال أو إدارة المخاطر. من أهم الأمور في إدارة الأموال فهم قدرتك على تحمل المخاطر في التداول